رأي ومقالات

(نحن مستهدفين) وأمريكا تسعي لتدميرنا ولها مآرب أخرى

* قبل فترة كتبت في هذه المساحة ولأكثر من مرة عن موضوع النفايات المتدفقة في كل شوارع العاصمة، وكتبت تحديداً ان الخرطوم عاصمة للنفايات، ولم يجد حديثي استجابة من المسؤولين بالطبع ليأتي القول الفصل من مجلة (هوريزون) الامريكية والتي فضحت الحكومة بشكل عام وولاية الخرطوم بشكل خاص وهي تعلن فوز الخرطوم بلقب (أقذر)عاصمة في العالم (حسب زعمها)، وذلك في الاستفتاء السنوي الذي تصدره المجلة التي زار وفداً منها الخرطوم قبل أشهر وطاف في شوارعها تحت ستار(فيلم وثائقي).
* وقد انتزعت الخرطوم اللقب بفارق كبير من عاصمة افريقيا الوسطى بانغي متفوقة عليها بخمسين نقطة من مجموع الأصوات التى يدلي بها السياح الأمريكان فى كل عام لاختيار (أقذر) العواصم العالمية .
وأكد الاستاذ يهانز فيدرك الصحفي بالمجلة ورئيس لجنة التصويت ان الاختيار وقع هذا العام على العاصمة السودانية بناءاً على معايير خاصة تم طرحها للأمريكان الذين زاروا مؤخراً الخرطوم، ومضي بالقول أن معظم الشعب السوداني يفتقر لأبسط ثقافة السلوك الحضاري ويهتم بمظهره الشخصي أكثر من اهتمامه بالبيئه المحيطة به، فالخرطوم عبارة عن مكب كبير للنفايات وختم حديثه بالقول : تذكرني الخرطوم بحديقة القرود التى يتعذر تنظيفها.
* وبغض النظر عن حديث الرجل (المستفز) في جزئيته الأخيرة والخاصة بسلوك المواطن السوداني وإهتمامه بمظهره الشخصي أكثر من إهتمامه بالبيئة المحيطة به، فإن الخبر في حد ذاته يمثل أكبر ضربة لحكومة تدعي إهتمامها بالمواطن وبالبيئة وأنشأت لها منظمات ومفوضيات تخصم ميزانياتها بالمليارات مرتبات لموظفين وعمال ونثريات وحوافز وبدلات دون أن يشفع ذلك للخرطوم التي جاءت علي قائمة (القذارة العالمية).
* أين هيئة النظافة العامة بولاية الخرطوم وهيئة السلوك الحضري والمجلس الأعلي للبيئة وغيرها من المسميات التي تملأ سماء الوطن الشاسع والممتد ولماذا لم ترد على هذه المجلة؟.
* بل أين المحليات التي تتباري في سحب المواطنين للمحاكم وإيداعهم للحراسات حال رفضهم سداد رسوم النفايات التي تتكاثر أمام منازلهم حتي صارات جبالاً تتغذي عليها القطط والكلاب والذباب.؟
* الخرطوم بجانب قضية النفايات المستفحلة، تعاني قطوعات مياه مستمرة، وحفر مجاري للمياه في الشارع العام أشبه بـ( الأخاديد والخنادق ) حتى باتت من المنافذ الأساسية لمياه الصرف الصحي.
* أكوام الزبالة والنفايات تتكدس خلف هذه الأخاديد ناحية الأحياء حتي شكلت منظراً يضاهي الجبال بخلاف الروائح النتنة المنبعثة منها في إنتظار رحمة لن تأتي من عربة البلدية التي يعاف عمالها من السقوط داخل هذه الخيران فيتجاوزون ما خلف الخيران ويكتفون بالذي أمامهم فقط.
* ما تسمي باللجان الشعبية مجرد لافتات طمست الشمس معالمها!!
* والي الخرطوم مطالب بالرد عملياً على هذه الضربة القاضية التي وجهتها له الصحيفة الأمريكية، وليتركونا من نغمة (نحن مستهدفين) وأمريكا تسعي لتدميرنا ولها مآرب أخرى وغيرها من التصريحات الفطيرة التي سئم المواطن سماعها وملَ من مطلقيها.

الجريدة