خالد حسن كسلا : سودنة اللاجئين بعد الدعوة إلى التمرد
> السودان، هل جعلته مشاريع التمرد والاتفاقيات المفخخة مع بعض قادته مهزلة في نظر المجتمع الدولي؟ وهو يطلب منه إدماج اللاجئين في منظومة السكان؟.
> والمجتمع الدولي طبعاً المقصود به دول الاستكبار وعلى رأسها أمريكا وهي طبعاً استكبرت على الشعوب المسلمة وغير المسلمة في إفريقيا، لأنها لم تستوعب ما يجعلها متحصنة ضد استكبار تلك الدول المستكبرة.. فقد خرج استكبارها من رحم غباء هذه الشعوب.
> فأية دولة يسعها أن تسمح بإدماج لاجئين فروا من ديارهم بسبب صراعات وفرت نيرانها وقنابلها أصلاً دول الاستكبار هذي؟.
> فهل تطور التآمر الامريكي واليهودي على السودان من التقسيم إلى خلط الشعب باللاجئين إليه..؟هل المقصود من توطين اللاجئن صناعة أصوات سودانية تنطق بما تريده معسكرات الأعداء وما لا يريده أهل السودان؟. وهنا التطبيع مع الاحتلال اليهودي في فلسطين أنموذجاً.. والاعتراض على استبدال القوانين الهندية والبريطانية بأخرى إسلامية أنموذجاً آخر.
> ولجنة الشؤون الاجتماعية والإنسانية وتزكية المجتمع في البرلمان، تعلق على الطلب الحقير لتجنيس اللاجئين إلى السودان.. وتقول على لسان رئيسها «الشائب» .. «وتقول بأن إدماج اللاجئين» مشكلة كبيرة للبلاد في ظل الأعداد الهائلة من اللاجئين، لا سيما وأن إدماجهم من شأنه تغيير التركيبة السودانية للسكان في المستقبل.
> وفي نفس الوقت، نعلم أن هناك من يطالبون وزارة الداخلية بفصل شهادة الرقم الوطني عن الجنسية..لأن هناك أجانب تحصلوا على الجنسية بطريقة غير شرعية.
> ولكن تبقى مشكلة إدماج اللاجئين هي الأخطر طبعاً لأنها تشبه مشروع المستوطنات اليهودية في فلسطين، لأن الإدماج يكون للمجموعات وليس للأفراد، ثم من هم هذه المجموعات؟.
> هل هم الإثيوبيون أو الإرتريون أم الإفريقيون الوسطويون «سكان إفريقيا الوسطى»..؟ لا أظن. إذن .. ظننا من كانوا بالأمس القريب سودانيين.. وفي السودان «جنوبيين» وأصبحوا جنوب سودانيين.
> ولكن، لماذا لم يفكر المجتمع الدولي هذا في إعادة الأمن في الدولة التي يفر منها اللاجئين..؟ هل لأنه هو من نسف الأمن والاستقرار في ديارهم، وبذلك أخرجهم منها تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة؟. إجابتنا «نعم».
> ثم إن سياسة الأرض المحروقة هذي في جنوب السودان منذ أن كان إقليماً وحتى الآن تسير معها في خط موازٍ لسياسة الموارد المخروبة في شمال السودان والآن السودان.
> لكن إذا شعر اللاجئون «المستوطنون» بأنهم مواطنون درجة ثانية أو ثالثة هذه المرة، فكيف ستكون المطالبة بتقرير المصير..؟ هل ستشمل الأرض التي ستقام فيها المستوطنات التي يسكنها اللاجئون؟.
> ولكن اللاجئين سيدمجون حسب مطالبة المجتمع الدولي في المجتمع «أها دي ح يحلوها كيف»؟..! هل بترحيلهم على طريقة الفلاشا إلى إسرائيل، أم إلى حيث أتوا.؟
> أم أن هذا كله لن يهم المجتمع الدولي المطالب بالإدماج .. بقدر ما يهمه توجيه من يزرعهم من المدمجين.؟ فلا نجد سبباً يحمل المجتمع الدولي على أن يطلب من السودان إدماج لاجئين لجأوا إليه غير أن هذا المطلب جزء لا يتجزأ من مشروع التآمر الأجنبي الصهيوني على البلاد.
> ولو كان المجتمع الدولي يريد أن يعالج مشكلة لهؤلاء اللاجئين، فالأولى أن يعيد الأمن والاستقرار في ديارهم.
> طلب غريب ومستفز ولا يمكن أن يصدر من جهة محترمة تحترم نفسها.. لكن المجتمع الدولي المتهالك هذا بضربات رد الفعل ممن يسميهم إرهابيين، يتعامل بإحساس سلطات الاحتلال الأوروبي القديمة.
> وذلك الإحساس كان يدفع أصحابه إلى أن يفعلوا بضحاياهم من الشعوب الذين احتلوا بلدانهم ما يشاؤون بواسطة قوتهم التي خرجت من رحم تشرذم وتفرق وانقسامات المسلمين والقبائل الإفريقية.
> فقد شقوا أرض النوبيين في الشمال ليدمجوا من في الجزء الشمالي في التركيبة السكانية المصرية..وهم الآن هناك يعانون الاضطهاد.
> وهنا نخشى على اللاجئين أن ينطبق عليهم ما قاله سلفا كير قبل انفصال الجنوب في كنيسة القديسة تريزا في جوبا.. وقد كان حديثه ضمن حملة الاستفتاء للحركة الشعبية.
> وسلفا كير قال محرضاً الجنوبيين بأن التصويت للوحدة نعم.. للوحدة يعني أن تستمروا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
والسؤال هنا: كيف يمكن أن ننظر إلى مطلب إدماج اللاجئين هذا في المجتمع السوداني من خلال تحريض سلفا كير للجنوبيين في الكنيسة؟!.
> لماذا يذهبون بأرضهم ويعودون بدونها..؟ ما هي هذه المؤامرة الجديدة؟.
غداً نلتقي بإذن الله…