استراحة علاجية !
– المرض ابتلاء لكي يتفكر الجميع ويعلم فضل الله ونعمه عليهم بالصحة فمن المعروف أن «بضدها تتميز الأشياء» والصحة تتضح بالمرض وعن النبي «صلى الله عليه وسلم» انه قال: «من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً إلا عُوفى من ذلك البلاء كائناً ما كان ما عاش».
1. المرض دعوة لتغيير السلوك: إن المرض دعوة للحذر عند التعامل مع الأمراض المعدية، يقول صلى الله عليه وسلم: «فر من المجذوم فرارك من الأسد» والجزام مرض جلدي معدٍ تتساقط فيه أطراف المريض. وأيضاً من سنته صلى الله عليه وسلم أن لا ندخل أرضاً موبوءة، ومن يوجد في أرض موبوءة لا يخرج منها حتى لا يتفشى المرض المعدي.
2. المرض دعوة إلى نبذ الحروب والسلام: فمثلاً التشوهات والأمراض الوراثية التي نتجت عن استخدام القنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية لا تزال البشرية تعاني من آثارها حتى الآن مما جعلها درس قاسٍ للعالم لمنع استخدام القنابل في الحروب حتى يومنا هذا.
اذن هذه التشوهات والأمراض الوراثية تحمي العالم من أسلحة الدمار الشامل.
3. المرض دعوة إلى العدل: فقد يجعل بعض الناس يراجعون أنفسهم ويجعل العلاقات الاجتماعية تعود لمجاريها فزيارة الأهل والأصدقاء للمريض قد تعيد بعض المحبة والود بين الناس.
4. المرض دعوة لتقدم العلم: حرص الانسان على علاج الأمراض، له الفضل في التقدم العلمي، فالأمراض سبب لاكتشاف الميكروبات وبالتالي اصبح عندنا علم «الأحياء الدقيقة» وهذه الميكروبات تم الاستفادة منها في الصناعة والزراعة مما أدى إلى التقدم والرقي للبشرية.
5. المرض رادع للانسان اكثر من أي قانون على وجه الأرض: وقد يكون عقاباً للمجرمين والعاصيين، فمثلاً الخوف من الأمراض التناسلية مثل الزهري والسيلان وغيرها يجعل الانسان يمتنع عن العلاقات المحرمة أكثر من خوفهم من القانون ومن ثم فقد جعل الله الأمراض التناسلية رادع وعقاب سماوي لمن يفكر في فعل المعاصي.
6. المرض يدعو للنظافة: الخوف من المرض يدعو للنظافة الشخصية فمثلاً نظافة الاسنان خوفاً من التسوس ونظافة الأبدان خوفاً من الأمراض الجلدية وغيرها.
7. المرض جند من جنود الله: حيث أنه يدعو للحركة والنشاط، فعندما حاصر «نابليون بونابرت» عكا، ما صده إلا اصابة جنوده بمرض الطاعون والأمراض الوبائية عند انتشارها تكون أقوى من أي أسلحة وأي جنود تصيب الملايين من الضحايا وتقتل الملايين.
8. المرض دعوة للحركة وعدم الكسل: فمثلاً أمراض المفاصل والعمود الفقري نجد أن الحركة والمشي أهم وسائل العلاج، كما أن الحركة وممارسة الرياضة تنشط الدورة الدموية وتقوي جهاز المناعة، والحمد لله عباداتنا من أفضل وسائل العلاج، فمثلاً الصلاة أفضل علاج لأمراض المفاصل والسعي للصلاة في المساجد فيه رياضة المشي، والحج كل شعائره فيها حركة، ولكن الأهم أن تكون عباداتنا خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
9. المرض يحقق التكافل الاجتماعي: يجعل الأغنياء يشعرون بالفقراء وحرمانهم ومعاناتهم، فمثلاً هنالك أمراض تجعل الأطباء يحذورن المرضى من تناول أصناف معينة من الطعام ويمنع المرضى من تناول ما يشتهون من أطعمة، فهنا يتذكر الأغنياء الفقراء والحرمان مما يشتهون من أطعمة وغيرها بسبب الفقر وليس المرض، فقد يكون هذا دافع للتصدق على الفقراء لوجه الله لعله يشفيهم وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم «داووا مرضاكم بالصدقات» فما تنفقون من الصدقات ابتغاء وجه الله و مرضاته يوفى إليكم في صحتكم.. وثقوا أن الله يدفع به عنكم البلاء.
10. المرض دعوة للتواضع وعدم التكبر: وعدم الغرور لمن يملك قوة بدنية أو علماً أو سلطة وجاهاً. فأقوى الأقوياء اذا اصابه حادث أو حتى حمى خفيفة يصبح لا حول له ولا قوة.. واذكى الأذكياء وأعلم العلماء قد يصيبه مرض «الزهايمر» فلا يتذكر حتى اسمه ولا ينفعه بعد ذلك ذاكرته ولا ذكاؤه.
– فالصحة هي أفضل تاج على رؤوس الأصحاء وهي أفضل من أي سلطان.
11. أوقات المرض من أوقات استجابة الدعاء: فيكون المريض قريباً من الله، فيجب للمريض أن يدعو الله بالخير له وللآخرين، وان يغتنم الفرصة في الدعوات الصالحات.
12. وأخيراً: فإن لله خلق لكل داء دواء، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نسعى لعلاج مرضانا. قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى، قال «نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داءاً إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً، قالوا يا رسول الله وما هو؟ قال: «الهَرَمُ» فيجب على كل انسان مريض ان يسعى للعلاج، ومن أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسالك العفو والعافية و المعافاة في الدين والدنيا والآخرة».