عامر كمال : إلى متى هذا الفشل الاقتصادي
السودان من الدول القليلة التي خصها الله وأكرمها بكل الخيرات الطبيعية، وقيل وأقول إن السودان وأمريكا العظمى متساويان في الموارد الطبيعية نحن فشلنا وهم نجحوا إدارياً، ولكم المقارنة:
السودان به الثروة الحيوانية المختلفة والأراضي الزراعية الخصبة والأمطار الغزيرة والبترول والمياه العذبة من الأنهار صالحة للشرب والزراعة والذهب والمعادن.
أما أمريكا بها ثروة حيوانية كما لنا وأراضٍ كما لنا وأمطار غزيرة تستورد البترول وبها أنهار ومياهها عذبة وصالحة للزراعة والشرب وبها معادن مختلفة.
أمريكا بهذه الموارد قد سادت العالم اقتصادياً ونجحت صناعياً أيضاً بتحويل الموارد إلى صناعات تحويلية، وهي التي نجحت في إدارة هذه الموارد ومنها صارت الدولة العظيمة التي يحترمها ويخافها كل العالم بفضل نجاحها وصارت الحلم الذي يتمناه الكل لا تستجدي العالم، ولا تطلب عوناً أو مساعدة في كل الظروف الطبيعية أو الإنسانية، ومواطنها يعيش في رفاهية ويختلفون في كيفية الرفاهية ونوعيتها من مواطن لآخر، والعالم كله أو معظمه خاصة المنطقة العربية وحتى الأمم المتحدة تنظر إلى السودان بأنه منقذ العالم اقتصادياً ومنقذهم من الجوع وسلة غذاء العالم لموارده الطبيعية التي ينفرد بها وأهمها الأراضي الزراعية والمياه الوافرة والصالحة للزراعة أنظروا إلى الدول التي من حولنا لا تملك ما نملك من موارد طبيعية والماء عندهم أغلى من بترولهم ولا مجال للتبذير والزراعة عندهم نشاط إنساني لا يكفي دولة صغيرة يستوردون كل شيء، وينظرون لنا كل عام لننقذهم من المستقبل المظلم للغذاء في العالم، هنالك نقص كبير فيه وتتعب الحكومات دائماً حتى لا يشعر المواطن بأي ضنك أو تعب، فتوفير ضروريات الحياة ساهل وتحت يد كل المواطنين دون عناء أو تغيير السعر، الناس سواسية في الحد الأدنى للعيش ويختلفون في الكماليات وسلع الرفاهية، كل حسب مقدرته، هذه الدولة وحق المواطن عليها، وحق الدولة عليه السمع وحب الوطن والعمل لرفع شأن الدولة وحمايتها لا مكان للفشل أو التجريب للسياسات الغلط التي تبدد موارد المواطن والدولة عندما تفشل أي وزارة أو وزير أو إدارة أو مدير يجب أن يذهب دون تفكير أو البحث عن مبرر أو فرصة أخرى، وهو لن يستقيل إذن يقال – حتى تكون إشارة – إن الحق هو حق المواطن ولا مكان للفاشل بين حكومة أتت لإنقاذ الشعب من السياسات الفاشلة وأن يعيش المواطن السوداني في رفاهية ورغد العيش الذي يستحقه لأنه يملك الموارد التي تحتاج لمن يديرها والمحافظة على حق الشعب في العيش الكريم، كما قالت الإنقاذ في بيانها أتت ليعش السودان فوق الجميع وينقذ الإخوة العرب من نقص الغذاء ونكون نحن الأفضل كما فعلت أمريكا وأرادت أن تكون الأفضل، وكان لهم ما خططوا له.
أغلبنا يعلم ومقتنع بأن الذي حصل للسودان من انهيار اقتصادي بفعل الإدارة الخطأ الذي لازم عدداً من الوزارات التي تسمى إيرادية كوزارة الزراعة لم تحقق نجاح السودان عاش كل عمره بأنه بلد زراعي ورعوي، وكان متفوقاً اقتصادياً بإنتاجه الوافر من الذرة، السمسم، الفول، القطن، الكركدي، السكر، الصمغ العربي والتسالي وفواكه وكل الخضروات، ماذا تبقى في أرضنا الغالية، انتهت الزراعة، وتسبب ذلك في ضياع الصناعة أين المصانع والصناعة؟ كل المصانع ماتت وشردت ربع السودانيين في ود مدني وأم درمان وكوستي وسنار وكل المصانع ماتت بفعل الضرائب والجمارك العالية على المدخلات التي جعلت المنتج المحلي لا ينافس ولا حماية له وهمّ الدولة هو الجبايات، إذن فشلت الصناعة التي توفر لنا فرص العمل والرخاء، أين الثروة الحيوانية؟ نحن شعب يتميز بحينا لتربية الحيوان، لأننا نعيش ونموت واللحم هو أساس حياتنا، نفطم باللحم ونفرح باللحم ونحزن باللحم ونحتفل باللحم، وهو ثقافتنا ولا نعرف الفواكه ولا بالبيتزا ولا نحب الفراخ وحرمنا من حبنا الأول والأخي،ر وحياتنا ناقصة بسبب فقدنا لملهمنا (أنا سوداني إذا أنا آكل اللحمة)، تلك الثقافة حياتنا وصعب علينا توفير ذلك وكذلك اللبن أساسي في حياتنا نحن بلد لا تشغلنا الفاكهة ولا المعجنات هي ثقافتنا.
وزارة الثروة الحيوانية والسمكية لا حس لها ولا خبر لا نجد وفرة لا في الأسماك النيلية ولا البحرية نقترح أن تدمج في وزارة واحدة للعلاقة الحيوانية والبحرية والسمكية والزراعية بينهم لا صوت لها وجزء من اهتمامها بالبحر والنيل كزراعة الجروف والجزر والثروة الحيوانية تبحث عن الأسماك والحيوان أيضاً له اهتمام مشترك بينهما ويوجد رابط ربما يحصل نجاح وفائدة، وكذلك وزير المعادن الذي ملأ الإعلام والصحف (وجدنا الذهب) وهو بديل البترول المفقود بسبب السياسات الخطأ وجدنا أطناناً من الذهب وحلت مشكلة العملة الصعبة، وسوف نعيش برفاهية وسعر الذهب في متناول الجميع حلمنا نحن بأن يفرح رب الأسرة وزوجته وبناته بأن يشتري لهم غوايش وسلاسل من دهبنا السوداني عيار 21 بكل يسر هو إنتاج بلدنا وصناعنا مهرة، ولكن أن يقال لنا إن وزارة المعادن استخرجت الذهب وحلت مشكلة فاقد البترول وصدمنا وكسر الفرح وظهر لنا من يبشرنا بالاكتفاء الذاتي من البترول واكتشفنا بترول في المربع كذا وكذا تم لا نرى شيئاً، والحكومة تقول استوردنا البترول ولا تقول أنتجنا كذا في المائة.
نحن شعب لا يخدع ويحب دائماً أن يفهم ما حوله ولماذا فشلنا اقتصادياً، ونحن الشعب نطمع بأن نكون سلة غذاء العالم ونصبح قوة اقتصادية تنافس أمريكا نرجو أن نفهم لماذا فشلت الوزارات الإيرادية في أن توفر لنا اقتصاداً قوياً؟