يا لها من جمعة
من النادر أن تتكرر الإثارة أربع مرات في يوم واحد، وفي دوريات مباريات عربية، لأنه من الممكن أن نشاهدها في دوري أبطال أوروبا، أو كؤوس العالم، ولكن الجمعة الماضية كانت استثناءً في الإثارة، والجدل التحكيمي سعودياً والإثارة إماراتياً، والبداية مع مباراة لم نكن نتوقع لها أن تكون بهذه النتيجة أو تلك الإثارة، وهي مباراة الفجيرة والإمارات التي شهدت إضاعة ضربتي جزاء للفجيرة، وكانت النتيجة خسارة كبيرة بالثلاثة، بعد تقدم صاعق من الإمارات.
وأثناء تلك المباراة بدأت قمة الأهلي والوصل، والتي بقيت نتيجتها معلقة حتى الثانية الأخيرة، رغم تقدم الأهلي بهدف أحمد خليل الرائع، ولكني أعتب على خليل إصراره على السيناريو نفسه، حتى لحظة استبداله، وكان جمهور الأهلي يضع يده على قلبه، وهو يشاهد الهجمات المرتدة للوصل في الدقيقة الأخيرة، والتي كادت تعيد سيناريو الظفرة، وفي الوقت نفسه كان جمهور العين يراقب المباراة، وعينه على قمة فريقه مع الوحدة، والتي شهدت تقدم الوحدة عن طريق هدافه الأرجنتيني تيجالي.
الكل ترقب النتيجة، لأن الصدارة انتقلت للأهلي، في انتظار صافرة نهاية لقاء «الزعيم» و«أصحاب السعادة»، وفي ظل غياب «عموري» عن المشاركة من البداية، كان القلق بادياً على الوجوه إلى أن سجل البرازيلي دوجلاس هدف التعادل، وأثبت أنه صفقة رابحة وجيدة للعين، وبديل أكثر من موفق للنيجيري إيمينيكي، ومع دخول «عموري» تنفس العيناويون الصعداء، وارتاحت أعصابهم، لأنهم يثقون في هذا النجم الذي سجل هدفاً خرافياً أعاد الصدارة للعين، بعد أقل من ثلاث ساعات على فقدانها.
وبينما كان الإثارة في أعلى مستوياتها إماراتياً، كان الهلال يتأخر بهدفين أمام الفتح، وصدارته هو الآخر تتهدد، ثم سجل هدفين وعاد، وتأخر بثلاثة لاثنين، في الدقائق الأخيرة، وظن الجميع أن الفتح سيهزم «الزعيم» السعودي، ولكن الدقيقة 92 أعلنت أن شخصية الهلال من النوع القتالي، حتى النفس الأخير، ومع ذلك توقع الجميع أن يتجاوز الأهلي ضيفه الخليج، نظراً للفوارق العناصرية والجماهيرية والفنية والتدريبية، وبالتالي عودة الصدارة مشاركة بين الأهلي والهلال، مع أفضلية التقدم للأهلي، ولكن الخليج آثر أن يبقي الإثارة في أعلى مستوياتها، وبعدما تأخر بهدف عاد وعادل وتشبث بالتعادل، رغم عدم احتساب هدف للأهلي، بقيت الأمور على حالها سعودياً وإماراتياً في ليلة كانت فيها كرة القدم والروح الرياضية المنتصر الأكبر في البلدين.