مضادات حيوية لحذلقة البطل
وصلتني رسالة (وات ساب) قبل فجر أمس الأحد بها صفحة (بي دي إف) متسللة لأخيرة الزميلة الوقورة السوداني ليوم الأحد، (قبل طباعة العدد..!!) ومقال طويل عريض للكاتب مصطفى البطل (شايل حالي) بالصورة والقلم كما تقول صحيفة الدار.. ولا أفهم سبب إطلاق صفحات الصحيفة المحترمة السوداني في عراء الإسفير وتبديد جهد كتابها ومحرريها على قروبات (الوات ساب) قبل دخول الصحيفة التي يقودها الحبيب المبدع الأستاذ ضياء الدين بلال إلى المطبعة ..!
كل جريمتي الجنائية أو الإرهابية أو الداعشية التي اعتبرها هذا الكاتب (مصيبة) و(ابتلاء) و(سقوطا) حسب مفردات استخدمها في مقاله الذي حاول معاقبتي فيه، أنني نبهت في مقال لي قبل أيام لخطورة الدعوة التي تبناها الأستاذ الطيب مصطفى بتغيير اسم السودان، وكان مقالي تعليقاً على مقال الطيب نصطفى الذي قرأته عدة مرات قبل أن أكتب حرفاً .
ومصيبة الصحافة، وابتلاؤها بأمثالنا بحسب مضمون ما ورد في مقال البطل أنني علقت بشكل عابر على إشارة الطيب مصطفى لمقال كتبه البطل قبله وتبنى فيه مشروع تغيير اسم السودان.. وهو مشروع مريض نفسياً وخطير اجتماعياً.. ولو كره البطل.. فعلقت على الفقرة التي نقلها الطيب مصطفى من مقال البطل ولم أكن في حاجة لمطالعة بقية مقال البطل لأنني التزمت بالتعليق فقط على ما أورده الطيب مصطفى فاعتبرني البطل ارتكبت خطأً كبيراً وصفه بعبارات متحذلقة أتكاسل الآن عن نقلها لكم لفراغها من الأهمية والمعنى.
ثم استنكر عليَّ استخدام عبارات تساءل بسخرية عن معناها مثل (التخمة الفلسفية) وأقول للبطل إن الكتابة الإبداعية في تعريفها هي ابتكار وليست تكرارا وتأليفا وليست تقليدا وتختلف من شخص لآخر حسب أسلوبه وخبراته ومهاراته .
أستاذ البطل، لماذا أنت منزعج من انتقادنا لفكرة (شاذة) تتبناها هي تغيير اسم السودان..؟ أليس من المفترض أن تكون أكثر استعدادا لاستقبال وجهات نظر تستنكر هذه الفكرة حين تبنيتها..؟ ولماذا (الغلاط) حول منطلقاتك وقد أورد الطيب مصطفى فقرات من مقالك عن تسمية السودان بلون سكانه وحديث الطهطاوي وتعييرنا بسوادنا إلى آخر هذا الكلام (الفاضي) .
لماذا يكون طرحك أو طرح من سرت معه مقدساً وتحفظاتنا عليه مجرد (خزعبلات)..؟!
كنت سأكتفي بمقال كافٍ وشافٍ بقلم كاتب طاعم ومبدع هو الأستاذ محمد عبد الماجد بصحيفة الانتباهة قبل أيام في التعليق على مقالنا الذي وصفته بالابتلاء ووصفت عبارات وردت فيه بأنها ساقطة وحكمت عليه بأنه (خزعبلات) .
محمد عبد الماجد الكاتب الحاذق وليس المتحذلق كتب في جزء من مقاله بالانتباهة يوم الأربعاء الماضي الآتي:
هذا الأمر أثاره في نفسي ما خطاه الصائبان بكلماتهما الراجحة (أحمد طه الصديق) في عموده أمس بـ(الانتباهة)، وجمال علي حسن في (اليوم التالي)، ردا على الطيب مصطفى الذي رحب كثيراً بتغيير اسم السودان والنشيد الوطني، كما سبقه على ذلك مصطفى البطل اتفاقاً مع طرح لجنة الحريات والحقوق الأساسية في الحوار الوطني.
لمصطفى البطل والطيب مصطفى (دفوعاتهما) التي رحبا فيها بتغيير اسم السودان والنشيد الوطني، لكن الطرحين ضعفان ولا يرقيان حتى لتغيير اسم شارع في حارة منسية، ناهيك عن تغيير اسم السودان ونشيده الوطني.
أما أحمد طه الصديق وجمال علي حسن، فقد تميز طرحهما بسلامة المنطق وسمو الوطنية.
طه كتب: (لعل السؤال الملح هو، إذا كان لدول الغرب وغيرها مفهوم مختلف نحو السواد، فهل ينبغي لنا أن نشكل مفاهمينا قسراً انحناء لهذا المفهوم القاصر وأن نتخذ مواقف تسير في هذا الاتجاه؟ أم علينا أن نؤكد أن السواد في عقلنا الجمعي وعقيدتنا الدينية وواقعنا الظرفي لا يشكل لدينا عقدة أو وصمة عار).
وكتب حسن: (لا أعرف مثقفاً في هذا العالم يمارس هذا السلوك ضد نفسه وضد أمته مثلما تمارسه فئة من المثقفين السودانيين الذين يعاني بعضهم ربما عقدة مزمنة في شخصيته، فيبدد كل طاقة بحثه في تتبع عورات ثقافية مفترضة عنده في موروثنا التاريخي السوداني).
لو أن هناك متحمسا لتغيير اسم السودان ونشيده الوطني قرأ لأحمد طه الصديق وجمال علي حسن أمس، لتراجع عن (الفكرة) واختلف معها جملة وتفصيلاً.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.