عاوزين النفايات بالوزن
قبل سنوات قاربت على العشر كنت قد كتبت (سيناريو) بعنوان (النملة والتمساح) تتلخص قصته في أن متحصل النفايات في الغابة قد طالب )النملة( برسوم نفايات هي ذاتها التي يدفعها الفيل وذلك بحجة أن الرسوم يتساوى فيها كل حيوانات الغابة مما جعل النملة ساخطة وغير مقتنعة وترى أن في ذلك ظلم عليها الشيء الذي جعلها ترفع أمرها إلى (التمساح) وهو المدير العام لهيئة نفايات الغابة والذي في نهاية المطاف وبعد أن شرحت له قضيتها العادلة قام بأخذ علبة مبيد من درجه وقام برشها قائلاً :
– الحيوانات دي كووولها زول فتح خشمو مافي .. كمان عايزه تعملي لينا شغب !!
تذكرت وقائع هذا السيناريو وأنا أقرأ ذلك الخبر الذي يقول : (طالب مدير هيئة نظافة الخرطوم مصعب البرير المجلس التشريعي بضرورة الموافقة على قرار زيادة رسوم النفايات على أن تكون 200 جنيهاً شهرياً لكل منزل بحسب دراسات علمية وميدانية أجريت) !
سألت نفسي (مستغرشاً) : حتى وأن إثبتت دراسات علمية وميدانية أن (200) جنيه هي متوسط ما يفترض أن يدفعه المواطن فهل تتساوى كية نفايات (النملة) مع (أفيال وتماسيح) هذه الغابة التي نسكن فيها؟ وإذا كانت معظم النفايات هي بقايا أكل وما يحمل فيه الأكل من أكياس وكراتين وخلافه فهل ياكل (النمل السوداني الفضل) نفس نوعية وكميات ما يأكله أفيال وتماسيح هذا العهد الزاهي الزاهر النضير؟
الإجابة بالقطع هي لا .. بل لا توجد مقارنة (من أصلو) بل لا توجد في قاموس المواطن حاجة إسمها (أكل يمشي النفايات) لأنو ببساطة (الأكل هو ذاااتو مافي) لا توجد حاجة لديه تمشي (الكوشة) فكل ما يدخل إلى منزله (إذا دخل) مأكول … مأكول … مأكول .. كل ما يذهب إلى النفايات لا يخرج من (قشرة بصلة إتعملت بيها سخينة) ، قشرة ليمونة عشان يعملوها شطة (ياكلو بيها السخينة دي ذاااتا) ، (بواقي قرون بامية) أو ورق (ملوخية) إ ده إذا كانت الأحوال رخية ، أما بقية ما يأكله المواطن فهو لا يترك نفايات ، الطعمية لا توجد بها نفايات ولا يمكن لمواطن عاقل بالغ رشيد أن يرمي بقطعة طعمية في (الزبالة) فقطعة الطعمية بقت بالشيء الفلاني علاوة على أنه يمكنه إدخارها لليوم الأسود (أقصد اليوم التاني) ، أما فول الحاجات والذي أصبح شبه وجبة فهو يؤكل دون أن يترك أي نفايات وكذلك الحال بالنسبة إلى العدس وشوربة (الماجي) والفول فهذه الأكلات التي صارت هي غذاء معظم الشعب لسوداني الفضل لا يذهب منها شىء إلى (النفايات) وغني عن القول بأن (نفايات) الشعب السوداني الفضل لا توجد بها أي عظام بعد أن ترك الشعب (مكرها) تناول اللحوم بأنواعها .
مشكلة المسؤولين لدينا في هذا العهد الوضيىء أنهم يعتقدون بأن الشعب مثلهم يأأكل (ويحلي كمان) ويلبس ذات اللبس ويمتطى ذات الدواب رباعية الدفع وأن في إستطاعة أي (زول) أن يتزوج بثلاث أو رباع !
في الجانب الآخر تمتلىء ثلاجات المسؤولين الرأسية والأفقية بما لذ وطاب من اللحوم البيضاء والحمراء و(الأجبنة) وجميع مستخرجات الألبان والحلويات والفاكهة بانواعها وعند الصباح يتم وضع ما تبقى من (المؤن البايتة) في أكياس (القمامة) ويتم إستخدام التموين الطازة (الجديد) ، فتمتللء نفايات المسؤولين بباغات الزيت الفارغه (5 لتر) وبعظام الخرفان (الطرية) وبقاياسا (الريش) العجالي (الكستليته) وهياكل الأسماك النيلية والبحرية وبقايا أحواض وقشور البيض (المختومة) وبقايا الخبز (الشامي) والمكرونات والأرز والبسكويتات والتورتات وقشور الليمون (ما اللحوم عاوزة شطة وليمون) ، وكذلك كراتين الفاكهة الفارغة (ما بيشترو إلا بالكرتونة) وقشور الفاكهة من يوسفي وبرتقال وقريب ومنقة والعجب (قشر البطيخ) !
مما سبق فـ (حرام) أن يتم مساواة رسوم نفايات (المواطن النملة) مع (المسؤول الفيل) أو التمساح من أثرياء الغفلة عشان كده نحنا عاوزين رسوم النفايات تكون (بالوزن) !!
كسرة :
ثم إنو هنالك بعض الأسر الشهر كووولو بياكلو بى أقل من 200 جنيه في الشهر معقول أكلهم ده تطلع منو نفايات بي 200 جنيه !!!
كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+(و+و+و+و)+و+(و)+و+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+(و+و+و+و)+و+(و)+و+و