استشارات و فتاوي

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ؟

ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ..ﻋﻨﺪﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﺭﻳﺪ ﻟﻪ ﺃﺩﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ
ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺗﺎﺋﻬﻴﻦ ﻛﺜﻴــﺮًﺍ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﺘﻪ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻣﺎ
ﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ؟ !
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻲ
ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻳﻨﺘﻈﻤﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻓﺘﻰ ﺷﺎﺑﺎً ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺋﺬﻥ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ !! ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺰﺟﺮﻭﻩ
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣﻪ ﻣﻪ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : “ﺍﺩﻧﻪ ” ﻓﺪﻧﺎ ﻣﻨﻪ
ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺠﻠﺲ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺤﺒﻪ ﻷﻣﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﺀﻙ .
ﻗﺎﻝ : ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻷﻣﻬﺎﺗﻬﻢ . ﻗﺎﻝ : ﺃﻓﺘﺤﺒﻪ ﻻﺑﻨﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﺀﻙ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﺒﻨﺎﺗﻬﻢ . ﻗﺎﻝ :
ﺃﻓﺘﺤﺒﻪ ﻷﺧﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﺀﻙ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ
ﻷﺧﻮﺍﺗﻬﻢ . ﻗﺎﻝ : ﺃﻓﺘﺤﺒﻪ ﻟﻌﻤﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﺀﻙ . ﻗﺎﻝ :
ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﻌﻤﺎﺗﻬﻢ . ﻗﺎﻝ : ﺃﻓﺘﺤﺒﻪ ﻟﺨﺎﻟﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺪﺍﺀﻙ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﻟﺨﺎﻻﺗﻬﻢ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﻃﻬﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺣﺼﻦ ﻓﺮﺟﻪ . ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺆﻭﻁ : ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ
ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ : ﺃﻛﺎﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﻷﺧﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﺩﺙ ﺯﻣﻼﺀﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺎﺋﻤﻮﻥ؟ ﺃﻳﺮﺿﻰ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ
ﺯﻣﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ؟ ﺃﻳﺮﺿﻰ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﺎﺭﺱ
ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﺠﺎﻟﺴﻪ ﻭﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﻭﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ
ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ؟ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ “ﻓَﻤَﻦْ ﺃَﺣَﺐَّ ﺃَﻥْ ﻳُﺰَﺣْﺰَﺡَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ﻭَﻳَﺪْﺧُﻞَ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﻓَﻠْﺘَﺄْﺗِﻪِ ﻣَﻨِﻴَّﺘُﻪُ ﻭَﻫُﻮَ
ﻳُﺆْﻣِﻦُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻵﺧِﺮِ ﻭَﻟْﻴَﺄْﺕِ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺍﻟَّﺬِﻯ ﻳُﺤِﺐُّ ﺃَﻥْ ﻳُﺆْﺗَﻰ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ”
ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ .
ﺃﻣﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﺬﻩ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻜﺘﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ
ﻳﺆﺍﺧﺬ ﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻔﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﻤﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺬﺫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺃﻭ
ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ
ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻣﻨﺘﻬﻜﻴﻦ ﻟﺤﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﺋﻨﻴﻦ ﻣﺘﻌﺪﻳﻴﻦ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﺟﺎﻟﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻏﻀﺒﻪ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ