منوعات

“حامد رجع جامد”.. حقيقة أم خيال؟‎ عقاقير جنسية لها آثار جانبية غاية في السوء قد تؤدي إلى الإصابة بالعقم

“الرهوان” أو “خلطة الأسد الأصلية” أو “سي السيد”، أسماء تعودت آذان المصريين على سماعها بين العديد من الفواصل الإعلانية لكثير من القنوات التلفزيونية، وأصبحت مقررا جنسيا يُدرس بشكل إجباري لجميع مشاهدي تلك القنوات.

وما إن ينتهي الإعلان عن أحد تلك المنتجات، حتى تبدأ الشاشة بإعلان آخر ويطل علينا صوت أحدهم معلنا أن حياته الجنسية قد تغيرت كليا بعد تناوله لأحد تلك العقارات المنشطة جنسيا.

تقوم تلك الإعلانات على اتباع أساليب جنسية في طرق العرض التلفزيوني فمثلا تفاجئنا إحداهن بصوت “زغردة” معلنة سعادتها الغامرة بعد انتهاء علاقتها الجنسية مع زوجها ومخاطبة صديقتها بأن علاقتها الجنسية عادت جيدة كما كانت في شهر العسل، أو تقوم فكرة الإعلان على تسمية العقار باسم لافت ينطوي غالبا على إيحاءات جنسية كـ”حامد رجع جامد” و”إحذر وقوف متكرر” أو غيرها من المصطلحات والجمل التي تلفت أنظار ومسامع المشاهدين، كما تعتمد تلك الإعلانات على تصوير مشاهد تدل بشكل أو آخر على مضمون جنسي.

ويحذر استشاري في أمراض الذكورة والعقم من تلك العقارات غير معلومة المصدر، وينبه المشاهدين أن لها آثارا جانبية غاية في السوء قد تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالعقم أو على أقل تقدير إصابة الأجنة بتشوهات بالغة في حالة حدوث الحمل.

ويوضح أن العملية الجنسية هي في الأساس عملية نفسية خاضعة للمؤثرات المحيطة بتوقيت وظروف العلاقة الجنسية ذاتها، وأن هذه العقاقير ما هي إلا تجارة خادعة يمولها ضعاف النفوس مستغلين فكرة الهوس الجنسي لدى كثير من الشعوب العربية.

وتعتبر العقاقير الجنسية غير معلومة المنشأ والمصدر أوالمادة الكيميائية الفعالة، عقاقير قاتلة، تستنزف أموال ملايين البشر من متعاطيها حيث لا تخضع لرقيب طبي كما أنها غير معتمدة من وزارة الصحة وتُصَنّع بأماكن مجهولة يطلق عليها مصانع “بير السلم”، كما أنها خليط من الأعشاب والمواد الكيميائية توهم متعاطيها أن قدرتهم الجنسية قد تضاعفت أو أنها عالجتهم من مرض أصيب به كسرعة القذف أو غيرها من المزاعم التي يروج لها المعلنون عنها.

ويروي شاب قصته مع تلك العقارات، ويقول “أعاني من مرض جنسي معين وشاهدت إعلانا على إحدى القنوات لعلاج مرضي، فقمت بالاتصال بهم ودفعت مبلغا كبيرا مقابل شراء المنتج، لكن حالتي لم تتحسن ولم يُحدث العلاج أي تأثير إيجابي يذكر”.

ويوضح أحد الأطباء النفسيين، الآثار النفسية السلبية لتناول تلك الأدوية، حيث تؤثر بشكل كامل على العلاقة الجنسية لما تسببه من إحباط للزوجين بعد أن يعلقا آمالهمت على عقاقير مزيفة.

وينصح المرضى بالذهاب إلى الطبيب المختص وتناول أدوية مرخصة من وزارة الصحة، وعدم الاعتماد أو انتظار نتائج إيجابية من وراء تلك الإعلانات.

أما عن خضوع تلك الإعلانات لسلطة وزارة الإعلام، يقول خبير إعلامي أنها تُبث عن طريق قنوات تابعة لأقمار صناعية مجاورة للأقمار الخاضعة لسلطة الحكومة، ما يزيد من صعوبة التحكم في المحتوى الذي تبثه تلك القنوات واستحالة إحالتهم للتحقيق أو المحاكمة.

ويخضع الأمر في النهاية لاختيار الفرد، فهو من يقرر اللجوء إلى طبيب مختص ومصرح له بالعمل الطبي أو الاعتماد على أدوية مزيفة غير معلومة المصدر والمنشأ.

صدى البلد