أنا وزوجي والشيطان.. فمن ينتصر؟
يصادف الزوجان في الحياة الزوجية عوائق كثيرة منها ما يمر بسلام ودون أثر يذكر، ومنها ما ينحت في صميم العلاقة محدثا جروحا عميقة تأبى ألا يستمر الزواج بينهما، وكل زوجين على وجه الأرض عرضة لها، فدوام الحال من المحال، ولكن هل هناك من يحارب لتبقى الحياة الزوجية قائمة، وهل هناك من يعتز بحبه الأول والعشرة، وهل هناك من يعترف بالخطأ ويعزم على ألا يعود له مرة أخرى تقديرا للطرف الآخر وحفاظا عليه وعلى حياتهما معاً.
الزوج والزوجة والشيطان
نعلم جميعا أن الشيطان هو العدو الأكبر للزوج والزوجة، فما أكثر المشاكل التافهة التي تقوم في لحظة بين الزوجين، وما أسهل أن ينطق أي طرف منهما بكلمة جارحة رغما عنه في لحظة غضب، هذا هو الشيطان يتربص بالأزواج والزوجات ويسعد كثيرا عند نجاحه في التفرقة سواء بخصام أو بوداع، وهذا هو أغلى ما يتمناه لكل زوجين.. ولكن هل هو وحده السبب؟
الإجابة لا فهو يرسم لهما الطريق ليتبعاه بدون تفكير، وما يثبت ذلك لوم الزوج والزوجة لنفسهما بعد إنتهاء العراك بينهما، كأن يخاطب كل منهما نفسه قائلا.. كيف فعلت ذلك؟ ماذا قلت؟ لقد كنت في غفلة .. وهكذا، فلو أنهما فكرا ولم يتسرعا لم يحدث الغضب ولم يتمكن الشيطان من كل منهما، لذلك فهما على خطأ أيضا.
إحذروا شياطين الإنس فهم الأخطر
نعم، فلكل حبيب وحبيبة، زوج وزوجة، شيطان من الإنس يتربص بهما، فالحاسد لهما، هو شيطان من شياطين الإنس والحاقد عليهما كذلك، وكل من يسعى في التفرقة بينهما بأسلوب أو بآخر هو شيطان بكل ما تحويه الكلمة من شر وخبث ومكر وخداع. المرأة اللعوب التي لا تجيد إلا التمثيل وسرقة الأزواج من أحضان زوجاتهن ما هي إلا شيطانة في جسد إنسان تحاول بكل الطرق أن تنتصر لتنجح في مخططها وتسرق ما لا يحق لها، فاعلموا أيها الأزواج والزوجات أنكم لستم في الحياة وحدكم فهناك زفة كبيرة من حولكم أبطالها شياطين الإنس والجن والمنافقين والمخادعين، وغيرهم ممن يبدون لكم المحبة وقلوبهم تفيض كرها وغلا لكم، ولهناءكم، فهم يتربصون بكم وبحياتكم فاحذروهم ولا تنخدعوا بالمظاهر حتى تسلموا من شرهن.
من ينتصر؟
الأقوى، والأذكى والأكثر حكمة هو الذي سينتصر، فالزوجة العاقلة الحكيمة ستحافظ على زوجها بشتى الطرق ولن تسمح أبدا ليضيع من بين أيديها، والزوج الوفي الحريص على العشرة وحب السنين لن يفرط أبدا في حب إمرأة أحبته وأخلصت له، لن يهدم بيت كان هو أول من تعب في بناءه، لن يضرب بعشرة العمر عرض الحائط ليذهب إلى مصير مجهولة وإمرأة مجهولة لن تعطي له إلا الحسرة والألم والندم.
كما أن كيد الشيطان سواء كان من الجن أو الإنس لن يهلك إلا من سمع له واتبع هواه، لن يهلك أبدا من إستقام وأخلص وتفانى في حبه وضحى من أجله، وقبل بعيوب الطرف الآخر قبل مزاياه فمن منا خال من العيوب فلننظر إلى أنفسنا أولا فلا يصح أبدا أن نعيب و العيوب تعترينا.
وأخيرا فلا تطيعوا أيها الأزواج والزوجات وسوسة الشياطين ولا تفتحوا الأبواب لها بالإهمال، وبالتكبر، والعناد فالعاقل الوفي المقدر للآخر هو حتما من ينتصر.
البيان