ليس في الأمر عجب!!
لست ميالة في أكثر الأحيان للإشادة بالشخوص والأفراد باعتبار أن الحديث عن المؤسسات وما تنجزه من أعمال وما تحققه من مشاريع، والإشادة بها أعدّه الأكثر منطقية والأكثر عدلاً، لأن أي عمل لا بد أن تتكامل فيه أيدي الجماعة حتى يرى النور ويتحقق، إلا أنني اليوم أخرق العادة واستثني قناعاتي وأنا أتحدث عن الإنجاز والإعجاز الكبير الذي تحققه الشرطة السودانية يوماً بعد يوم، وفي ذلك شهدنا سلسلة من النجاحات في كشف جرائم ربما أذهلت سرعة الكشف عنها من قاموا بها قبل أن تغمض أعينهم اطمئناناً بأنهم فروا من العقاب العاجل.
أقول إنني أخرق العادة وأنا أتحدث عن الطفرات التي تشهدها الشرطة السودانية بالحديث عن مديرها العام السيد الفريق أول “هاشم عثمان” الرجل الذي تحققت في عهده إنجازات تناطح السحاب فخراً وإعجازاً، إن كان على مستوى البنية التحتية لإدارات الشرطة أو إن كان على مستوى تأهيل الأفراد جنوداً وضباطاً، أو حتى بالحديث عن ما تحقق للمنتسبين للشرطة من مكاسب تلخصت في السكن وكثير من التفاصيل المعيشية التي تجعلهم مرتاحي البال والضمير لتحقيق وبسط أركان الأمن والأمان.. وعن الفريق “هاشم” أقول إن ملمحاً بسيطاً أو تصرفاً عابراً قد يجعلك إن كنت حصيفاً ولماحاً أن تكتشف أي معدن من الرجال يقف أمامك.. بالأمس دعانا لملتقى أمّه جمع من الأخوة قادة العمل الإعلامي بدار الشرطة ببري للحديث عن بعض ما تحقق في السنوات الأخيرة، وأول ما لفت نظري وقد كنا جميعنا جلوساً والطاولة التي أمام الأخ مدير الشرطة أعدت ليتحدث جالساً ينبئ عن ذلك وضع المايكروفونات وما إلى ذلك، لكن قام الرجل من مكانه وتحدث لما يقارب الساعة وهو واقف احتراماً وتقديراً للجالسين أمامه، وهو برأيي المتواضع يفصح عن القدر الذي يحمله هذا الرجل من تواضع وأدب، وهو ما ينقص كثيرين أقل منه منصباً ومسؤولية، لكنهم يمارسون العجرفة والطنقعة وأخلاقهم في رأس نخرتهم! ما علينا إذ إن مؤسسة يقودها مثل هذا الرجل لا بد أن تحقق هذه النجاحات الفريدة التي تمثلت في أكثر من صرح وأكثر من منشأة بلغت قمتها في مبنى الأدلة الجنائية الذي طفنا على أرجائه طابقاً بعد طابق، وكل ما فيه من أجهزة متطورة جعلني أصل إلى قناعة واحدة أن الشرطة السودانية بلغت سدرة المنتهى فيما يختص بالأجهزة المساعدة على كشف الجريمة جنائية كانت أم إلكترونية، ولعلي ومن شدة ودهشتي قلت لبعض الأخوة المندهشين مثلي: والله هذه الزيارة كان المفترض أن تنظم لعتاة المجرمين أو من تحدثهم أنفسهم بالعبث بأمن المواطن، لأنه وبمجرد مشاهدة هذه الأجهزة ح يعرفوا أنهم تاني ما بياكلوا عيش في البلد دي وما بعيد يعلنوا التوبة قبل أن يغادروا المبنى الأنيق!!
في كل الأحوال، قصدت أن أقول إنه ليست الميزانيات المبذولة وحدها تستطيع أن تصنع الفرق، وكم من مؤسسة حشدت خزينتها بالمال لكن كان منتوجها صفراً ولم يحس بها أحد أو يشعر بحراكها شخص.. وكم من مؤسسة أو جهة وجدت ما وجدت من التسهيلات والفرص، لكنها جميعاً ذهبت هباءً منثوراً، الفرق والضمانة لتحقيق النجاح أن يقود هذه المؤسسات شخص مؤمن بما يقوم به، حريص على أن يضع بصمة ويترك أثراً منحازاً لأهله ومنسوبيه وزملائه كما يفعل سعادة الفريق أول “هاشم عثمان”.. فألف مبروك للشرطة السودانية هذه الإنجازات العظيمة التي تقف شامخة تحدث عن نفسها قبل أن يتحدث عنها الآخرون!!
{ كلمة عزيزة
ليست الجامعات السودانية وحدها من ظلت تترقب نتيجة التصنيفات الجامعية وفقاً لمعيار (ويبومتيركس) الذي وعلى حد علمي يعمل على تصنيف أكثر من (20) ألف جامعة في العالم، بل إن كثيراً من الأسر السودانية التي التحق أبناؤها بالجامعات أو سيلتحقون بها، تتابع هذا الحدث المهم.. بالأمس شد انتباهي التصنيف الذي خصت به الجامعات السودانية باحتلال جامعة (المشرق) مركزاً مرموقاً، إذ احتلت المركز الرابع في تصنيف الجامعات السودانية، والأولى على مستوى الجامعات وكليات التعليم العالي الأهلي والأجنبي السودانية.. ودعوني أقول إن هذه الجامعات تستحق الإشادة أو رفع القبعة عالياً لأنها قفزت قفزات ماراثونية وهي التي أنشئت في العام 2003م، لكنها ولدت بأسنانها وهي تواكب التطور والجودة، ووضح ذلك من خلال البصمات المميزة لخريجيها في كل المجالات، وما زالت تعطي بذات الدفق وذات الحماس.. فالتحية لإدارتها ولأساتذتها ولطلابها.. وللأمام دائماً.
{ كلمة أعز
دعانا إلى حضور ملتقى الشرطة سعادة اللواء “هاشم”، والرجل ليس بعيداً عن الإعلام والإعلاميين معروف عنه التواصل والوجود في كل الفعاليات الإعلامية.. أنا شخصياً أتوقع أن يصنع حراكاً إعلامياً فاعلاً لإدارات الشرطة، وأن يبني كثيراً من الجسور بينها والصحافة تمليكاً للحقائق والمعلومات ووقوفاً على أي حراك أو نشاط.