منوعات

العشق الإلكتروني..عندما تشعل الدردشة نار الغيرة!

“أحبك” ثم قلب وقُبلة و وردة!..ما أسهل وأسرع طرق التعبير عن الحب في زمن الواتس آب وبرامج الدردشة الأخرى التي قربت من المسافات بين المحبين، لكن هذه الطرق قد تتحول إلى وسيلة لإشعال نار الغيرة وتهديد العلاقات العاطفية.

ساعد الهاتف الذكي وبرامج الواتس آب والفيس بوك وبرامج الدردشة بشكل عام، في تقريب المسافات بين الناس وسهلت التعبير عن المشاعر بين المحبين. فالحبيب لم يعد بحاجة لأكثر من لحظات قليلة لإرسال كلمة أحبك مصحوبة بقلب ووردة بل وحتى قُبلة وحضن.

وبالرغم من كل هذه المزايا إلا أن هذه البرامج قد تساهم أيضا في توتر العلاقات العاطفية، فمن يرسل برسالة قصيرة أو بجملة عبر برامج الدردشة، ينتظر عادة الرد السريع ويشعر بالإحباط عندما لا يحدث ذلك.

ورصد خبراء العلاقات العاطفية وفقا لموقع “كسبريس” الألماني، أسباب توتر العلاقات بسبب برامج الدردشة، وأهمها اختلاف طبيعة الرجل والمرأة في التعبير عن الحب بالكتابة. فالرجل عادة يميل للتعبير عن مشاعره بأقل قدر من الكلمات المكتوبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عكس حواء التي تسهب عادة في الكتابة وفي إرسال صفين أو ثلاثة من القلوب والورود والقبلات، وتتوقع نفس الأمر من الرجل.

ومن الممكن أن يؤدي “عدم التوافق الالكتروني” في هذه الحالة، في توتر بالعلاقة أو ربما الانفصال لاسيما عندما يفسر أحد الطرفين، تأخر الطرف الآخر في الرد أو شح الكلمات، بأنه عدم اكتراث بالحبيب وتبدأ الشكوك تحوم.

وتزيد هذه الطريقة في التواصل بين المحبين، من مشاعر الغيرة، فعدم رد أحد الطرفين بسرعة على الرسائل رغم وجوده “أونلاين”، يثير الشكوك لدى الطرف الآخر الذي ربما يفكر في أن الحبيب يتحدث الآن مع شخص آخر أو منشغل بمن هو أهم منه.

إشعال نيران الغيرة

وتفتقر المحادثات عبر الفضاء الالكتروني للعديد من العناصر المهمة في المحادثة، إذ لا يمكن قراءة تعبيرات وجه من تخاطبه ولا تحديد مدى اهتمامه بالإنصات لما تقول كما يصعب أيضا تحديد ما إذا كان يشعر بالملل أو ربما لا يفهم بعض الأمور التي تتحدث عنها.

وتساعد التعليقات على الصور عبر “الفيس بوك” مثلا، في زيادة مشاعر الغيرة لاسيما لدى الطرف الغيور من الأصل والذي ربما ينظر لأي تعليق على الصورة من زملاء أو أصدقاء الطرف الآخر، على أنها محاولات للتقرب أو الغزل.

وحاولت خبيرة علم النفس الألمانية، مانويلا سيرنبرغ، التعرف على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات من خلال استطلاع للرأي، وخلصت إلى أن الشخص الغيور يقرأ الرسائل التي يتم بثها على هذه المواقع بطريقة مختلفة ويفسرها على طريقته.

وقالت سيرنبرغ في تصريحات نقلها موقع “اكسبريس”، إن الشخص الغيور يشعر بالشك لمجرد قراءة رسائل عادية ومحايدة لا تحمل إلا المجاملة ولا تنطوي على رغبة في الغزل. وتزيد مشاعر الغيرة بشكل أكبر، عندما يقرر أحد الطرفين إخفاء علامة الاتصال “أونلاين”، تجنبا لعدم إغضاب الحبيب عند التأخر في الرد.

لكن وبالرغم من كل هذه العيوب، لا يمكن التخلي عن وسائل التواصل الحديثة، لكن الخبراء ينصحون بالرجوع خطوة للوراء واستخدام طريقة “أقدم” قليلا، ألا وهي البريد الالكتروني لاسيما عند حدوث خلاف. فكتابة رسالة إلكترونية تتيح للشخص التأني وقراءة ما كتبه مرة ثانية وبالتالي إزالة حدة بعض التعبيرات والوصول لحالة من التوازن المطلوب عند النقاش حول الخلافات وهي مسألة غير متوافرة في برامج المحادثات السريعة التي ربما تزيد من حدة الخلافات ولا تحلها.

DW