الوزيرة الدولب.. والتشطُّر على البردعة!!..
الأستاذة مشاعر الدولب وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، مع إنها وزيرة اتحادية معنية بشأن جميع فقراء السودان عامة، إلا أنها معنية بفقراء ولاية الخرطوم من الدرجة الأولى، بحكم تواجدها بقربهم، ومن باب «الزاد إن ما كفى ناس البيت حرام على الجيران». وبحسب وجهة نظري، إن ما تقوم به من سياسات، في وزارتها المعنية بالدرجة الأولى برعاية المستضعفين من الفقراء والمساكين، لا أجد له وصفاً إلا أن أصفه بالمثل القائل «غلبه الحمار فتشطَّر على البردعة»، أو بـ«الغلبتا حزمتا مشت تشيل حزمة أختا»!!. وذلك لما ظلت الدولب توزعه من فيوضات كرمها على فقراء الولايات، و(قلنا خير).. لكن أن تتعدى رعايتها للاجئين الأجانب، بإعلانها ضرورة التدخل العاجل وتقديم خدمات عاجلة من (غذاء وكساء ودواء ومأوى) لـعدد «68» ألفاً من لاجئي دولة الجنوب المتأثرين بالصراع، لجأوا لولاية النيل الأبيض، حيث وقفت على أوضاعهم وأحوالهم، مع إن فقراء ومساكين ولايتها يتضورون جوعاً ويموت أطفالهم في المستشفيات لعدم ثمن الدواء، ويلهث أصحاب الأمراض والعاهات المستديمة وراء«صدقة» ديوان الزكاة، التي ينتظرونها لشهور للحصول على ثمن روشتة دواء، أعطوهم أم منعوهم، وهم يشكون لطوب الأرض، وصفحة «قلوب رحيمة» بـ«الإنتباهة» خير شاهد على حال ومآل فقراء بلادي.
حينما أنزل الله تعالى في محكم تنزيله آية مصارف الزكاة الثمانية، بدأها بـ «إنما الصدقات للفقراء والمساكين»، و«الصدقات» هنا هي الزكاة التي تُخرج على وجه الوجوب وتعطى حقاً أصيلاً لهذه الأصناف وليس «عطية مُزين». وقد عرَّف الشارع المسكين بالذي لا يملك قوت يومه، والفقير هو الذي لا يملك قوت عامه. «يعني 09% من الشعب السوداني يستحق الزكاة». والدليل على ذلك، صور الشحذة في الشوارع التي صارت بآخر فنون الشحذة، وأظرف ما فيها، أن أحدهم يحمل روشتة تخص أمراض النساء والتوليد، ظل يعرضها للمارة بحكم أن الدواء يخصه. «ولوقعته السودا» اصطحبه رجل الى الصيدلية ليصرف له الدواء. وما أن ناولها الصيدلاني قائلاً (أصرف لي عمك الروشتة دي)، حتى بادره بالقول (دي حقتك)؟ قال: له (أيوة). قال له (لكن يا حاج دي حقت مرة حامل)!! فأطلق ساقه للريح ولم يعقب!! «شفتوا الفقر بعمل شنوا»؟؟! لا يخفى على أحد، الضائقة الاقتصادية التي تعيشها الأسر السودانية، والتي ما أشرقت شمس يوم جديد، إلا وازدادت المعاناة وضاقت سُبل العيش الكريم، وظل (محمد أحمد الغلبان) ينتظر الفرج من حالة الضيق والعنت التي يعانيها صباح كل يوم، وكأن لسان حاله يقول:(ضاقت ولمَّا استحكمت حلقاتها، ضاقت تاني)!.
حكومتنا لا شك شعرت بالوضع المذري والعنت الذي يعيشه مواطن بلادي، فلجأت الى بدائل كثيرة للتخفيف عنه من مكابدة المعيشة، ومنها الدعم بتمويل الأسر المنتجة، ومشروعات بنكي الأسرة والادخار، إلا أن هذه وبشهادة مسؤولي الدولة، لا تصلهم ويتم التصرف فيها وبطرق ملتوية تذهب للمقتدرين. حتى أن دعم ديوان الزكاة الشهري للأسر المتعففة والأرامل وأسر الشهداء بمبلغ الـ «150» جنيهاً لا يصل في مواعيده، لشهرين وثلاثة، بل أحياناً تصل المدة الى نصف العام.
وخزة أخيرة:
نقول لحكومتنا.. كفى كرماً بفتح الحدود لكل من هب ودب لاستقباله، وقد صارت البلاد تئن من أعداد اللاجئين من شتى دول العالم دون ضوابط أو قيود، والأسوأ السماح لهم بالسكن وسط المواطنين ومشاركتهم في عيشتهم وحتى المواصلات، ونتج عن ذلك ثقافات دخيلة، بل جرائم لم يكن المواطن السوداني يعرفها، من تزوير عملة، وتجارة أعضاء، وغسيل أموال، وتهريب مدخلات الاقتصاد،بل التجسس والعمالة.. وكمان (سودان جديد في قلب البلد.. في داعي)؟!
حمَّاد حمد محمد
الانتباهة