“الترابي” والحكومة الانتقالية!!
هل تتطابق مخرجات الحوار الوطني مع ما دعا إليه الشيخ “حسن عبد الله الترابي” الأمين العام للمؤتمر الشعبي بقيام حكومة انتقالية؟ وهل هناك توفق ما بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي على ذلك ليجيء حديث الشيخ “الترابي” وفق ما تم الاتفاق عليه سراً أو علناً بين الطرفين، وأن ما أدلى به الشيخ “الترابي” هو ما يرغب فيه المؤتمر الوطني وتصريحه هو الاتفاق الرسمي وتبقى كيفية الإخراج؟؟
لقد أجمع معظم قيادات الأحزاب والحركات المسلحة على قيام الحكومة الانتقالية أو القومية وأن يكون رئيسها المشير “عمر البشير” عامين كما صرح بذلك الشيخ “الترابي”، مع إشراك كل الأحزاب في تلك الحكومة.
ومخرجات الحوار الوطني الذي امتدت فترته لشهر آخر حسب قرار رئيس الجمهورية هي السبيل الوحيد لحل مشاكل السودان المعقدة وعلى رأسها قضية الحرب والسلام وأم المشاكل القضية الاقتصادية التي أقعدت الكثيرين من أبناء الشعب السوداني، بل دفعت بالعديد منهم لمغادرة البلاد (أطباء ومهندسون وأساتذة جامعات) بسبب الظروف الاقتصادية وتحسين أوضاعهم في دول البترول.
المشكلة الاقتصادية وإن كانت هي المعضلة التي تواجه البلاد الآن، لكن السودان به من الموارد خارج وداخل باطن الأرض ما يمكن أن تكفيه وتحل كل مشاكله بجانب الزراعة التي يعول عليها معظم سكان الوطن العربي والمياه المتدفقة من أنهاره المتعددة.
إن الحوار الوطني هو المخرج، وأظن أن قيادات الأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي حملت السلاح في وجه بعضها البعض، أيقنت أن مشكلة السودان حلها بالحوار، الذي قطع شوطاً بعيداً وكاد أن يصل إلى نهاياته، وبنهاياته سيكون الحل في أيدي القائمين على الأمر خاصة وأن رئيس الجمهورية ملتزم تماماً حسب أحاديثه المتكررة بتنفيذ مخرجات الحوار، لذا تغيرت لغة منسوبي المؤتمر الوطني الحادة والرافضة لقيام حكومة قومية أو انتقالية، فطالما رئيس الجمهورية موافق ينبغي الالتزام كذلك من الجميع مؤتمر وطني أو شعبي أو أمة أو اتحادي.. السودان لا يحتاج إلى الكثير لينهض، ففيه الأطباء والمهندسون والعمال الماهرون، وفيه الأرض الواسعة الخصبة، وفيه الماء، وفيه بنيات تحتية تحتاج إلى القليل، لذلك لابد أن تتحد إرادة الأبناء لينصلح الحال وينعم الجميع بالأمن والاستقرار والسلام، وهذا ليس ببعيد طالما الإرادة الآن موجودة وطالما آمن الجميع بالحوار الوطني فألقى من ألقى السلاح وعاد من عاد ليشارك في مخرجاته.. نسأل الله التوفيق والسداد لهذا الوطن ولهذا الشعب الطيب.