العقبة الكؤود أمام الحوار
لا ينكر إلا مكابر أن قرار الرئيس تمديد الحوار ووقف إطلاق النار لمدة شهر يمثل خطوة إلى الأمام ولن نبخس أي قرار إيجابي بغض النظر عما إذا كان كافياً أم لا.
رغم ذلك دعونا نمعن النظر في المشكلة التي تسببت في تعويق الحوار وعدم تحقيق مطلوباته المتمثلة في إحداث التراضي الوطني بين جميع القوى السياسية والانتقال ببلادنا إلى مرحلة جديدة يسودها التداول السلمي الديمقراطي للسلطة بعيداً عن الحرب بالرغم من أنه قد مضى عليه منذ انطلاقته عامان كاملان حيث بدأ في 17 يناير من عام 2014 .
أود أن أسأل قبل أن أجيب: هل يكفي الشهر الذي أتاحه الرئيس لزحزحة العقبة الكؤود التي لم يفلح كل حراك الفترة الماضية في اقتحامها وتجاوزها؟
أقولها بكل صراحة إن وطننا ظل غارقاً (في شبر موية) منذ ما يقرب من عام كامل حيث ظل الحوار معتقلاً في محطة اللقاء التحضيري الذي تملك الحكومة ولا أحد غيرها أن تفك أسره لينطلق ويحقق مطلوباته.
الوسيط الأفريقي أمبيكي ظل بعيداً من السودان منذ أكثر من ستة أشهر ولم يشارك في مؤتمر الحوار المنعقد في 2010 رغم الدعوة التي وُجّهت إليه نظراً لعدم رضاه عن سلوك الحكومة تجاه الحوار بل إن الرجل قاد تحركاً من خلال مجلس السلم والأمن الأفريقي ضيَّق الخناق بموجبه على السودان حيث حدّد 90 يوماً ينبغي للحكومة أن تتحرك خلالها بصورة إيجابية وإلا فإن الملف سيُنقل إلى المجلس الأفريقي مجدداً ومنه إلى مجلس الأمن مما يزيد من أوجاعنا.
لا أجد مبرراً (للكجار) الذي جرَّبت الحكومة مآلاته التي من شأنها أن تزيد من تحرّش المجتمع الدولي بالسودان، وهو (ما ناقص).
والله العظيم لا أفهم البتة لماذا تخشى الحكومة من الموافقة على اللقاء التحضيري وفقاً للتصوُّر المقدم من المبعوث الافريقي أمبيكي ولماذا تصر على استبعاد المعارضة من ذلك اللقاء وهل يا ترى تخشى أن يتآمر عليها تحالف القوى الوطنية مع الحركات المسلحة؟!
تعلم الحكومة وحلفاؤها من أحزاب (المعارضة) المندغمة في المؤتمر الوطني أننا في تحالف القوى الوطنية لن نبيع مواقفنا للحركات المسلحة ولا لغيرها وأننا صادقون في الالتزام بوثيقتي خارطة الطريق واتفاق أديس أبابا اللتين أعددناهما بالاتفاق مع ممثلي الحكومة في آلية 7+7.
حتى بالنسبة للفترة الانتقالية التي تطالب بها معظم الأحزاب والقوى السياسية فإننا لا نمانع في أن يرأسها الرئيس البشير فنحن في التحالف نتحلى بمرونة كافية للتعاطي مع الأوضاع السياسية المعقّدة في وطننا المأزوم، ولذلك فإن أكثر ما يثير استغرابنا حالة العناد التي تهيمن على منهج تفكير المؤتمر الوطني بالرغم من أنه يملأ الدنيا ضجيجاً وزعيقاً عن حرصه على الحوار وتقديمه الغالي والرخيص في سبيل إنجاحه.
إني والله مشفق أن يستمر إهدار السنين فها هو عام 2016 يبدأ وأخشى أن تمر أيامه وشهوره كما مرّت أيام وشهور وسنوات طوال أخرى ونحن نتمرغ في رمضاء الأزمات بعيدًا عن المسار الذي صعد بدول كانت تنظر إلينا كما تنظر إلى البدر علواً ومكاناً فإذا بها تتخطّانا في دروب الاستقرار والتراضي السياسي والنهضة، بل وبلغ الهوان بنا مبلغاً جعلنا نلجأ إليها لتحل مشكلاتنا وتتدخل في شؤوننا لاعبة دور الوسيط والأخ الأكبر بعد أن كانت تتباهى بدور الأخ الأصغر للسودان الذي أسهم في صنع بعضها وظل يختار لها حكوماتها!
من الذي عوّق مسار الحوار واختار مسارات متناقضة مع ما اتفق على أن يكون جزءاً مما يفضي إليه بما في ذلك التعديلات الدستورية والانتخابات وما أفضى إليها من قرارات؟
هل نقص عدد الأحزاب المشاركة في الحوار الآن أم زاد مما كان عليه يوم تدشينه قبل عامين ولماذا تناقصت وخرجت أحزاب معتبرة كانت تأمل في ذلك اليوم في أن يصبح الحوار شاملاً يضم الممانعين لا أن تلحق هي بأولئك المقاطعين؟!
من الذي فرض من يمثل المعارضة لمجرد أنها رفضت بعض ما أقدم عليه الوطني من خطوات متعارضة مع ما اتفق عليه في خارطة الطريق؟
أقول هذا للتدليل على أنه إذا لم يفلح عامان كاملان في تحقيق مطلوبات الحوار فإن شهرًا واحدًا سيمضي وكأنه رمشة عين ما لم تتحقق إرادة سياسية فاعلة تتجاوز العقبة الكؤود التي لا يزال الوطني يصر على وضعها في طريق الحوار .
الحوار مع تراجى مصطفى .. الإسلاميون يحاورون نصيرة المثليين .. الحكاية بقت زراط وغلاط !!!
وكمان زعط ومعط .. يخسى عليكم !!!
تراجى مصطفى .. الطيب مصطفى .. شبهينا وإتلاقينا .. تف عليكم !!!