طبيب حصل على عمل في السعودية بتزوير شهادة خبرة.. هل مالي الذي اكتسبته حلال وليس فيه شبهة؟
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته فضيلة الشيخ د.عبد الحي يوسف
أنا طبيب حصلت على وظيفة للعمل في المملكة العربية السعودية قبل ثلاث سنوات، وكان هناك شرط أن يكون لديك خبرة سنتين، وكانت خبرتي أقل من السنتين بشهر واحد (٢٨ يومًا) واستخرجت شهادة خبرة بسنتين، ولكن هناك وسواس يراودني بأن مالي فيه شبهة وحرام لأني زورت في الشهر … لديَّ عدة أسئلة:
أولًا: هل يعتبر مالي فيه شبهة؟
لما ورد في الحديث عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وأن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) رواه البخاري ومسلم.
ثانيًا: هل يعتبر مالي حرام؟
ثالثًا: هل شهادة الخبرة من عملي في السعودية مبنية على باطل لذلك لا يجب علي أن أعمل بها لأن هناك قاعدة فقهية تقول: (ما بني على باطل فهو باطل) هل تنطبق هذه القاعدة على شهادة الخبرة؟
رابعًا: هل من الورع أن آكل من هذا المال؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فقد كان حرياً بك أيها الحبيب أن تعلم يقيناً أن الأرزاق مقسومة كما أن الآجال مضروبة، وقد قال رسول الله صلى الله علـيه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الهو وأجملوا في الطلب) وأخبرنا عليه الصلاة والسلام أن الإنسان في بطن أمه يكتب له رزقه وأجله وعمله وشقي هو أم سعيد، ومهما يكن من أمر فالواجب عليك الاستغفار مما كان، وأما راتبك فهو حلال إن شاء الله تعالى ما دمت تؤدي عملك على الوجه المطلوب وتباشر المهام التي تعاقدت عليها مع الجهة المخدمة، وذلك بناء على أن الفارق بين الشهادة المطلوبة والمدة الفعلية التي خدمت فيها قريب إذ لا يعدو أن يكون شهرًا، وقد قرر علماؤنا أن ما قارب الشيء أخذ حكمه، وعليه فلا حرج عليك أن تأكل من ذلك الراتب وتهدي منه وتطعم أهلك وقرابتك، والله الموفق والمستعان.