مآسيهم بدأت قبل سنوات، إلا أن العالم لم يهتز فعلاً إلا حين تلقى ضربة موجعة بانتشار صور لأطفال لاجئين قذفهم البحر جثثاً هامدة على شطآن الغربة.
رحلات الموت هذه التي عبرها الآلاف صغاراً وكباراً أطفالاً وشيوخاً، لم تهدأ بعد رغم الذين سقطوا، لا سيما من سوريا باتجاه تركيا ومنها عبر البحر إلى أوروبا وبوابتها اليونان. جلهم أتى من بلدان عربية قضتها الحروب وظلم النظام وداعش كما في سوريا. من القذائف هربوا أو الحصار أو الجوع، بعضهم لامس أوروبا وبعضهم قضى قبل أن يصل اليابسة.
صورة إيلان، ذلك الطفل السوري الكردي الذي لفظه البحر جثة هامدة بقميصه الأحمر ورجليه الصغيرتين ممددتين على الرمال، هزت ضمير العالم ولا يزال المئات من الأطفال أمثاله، يقضون يومياً، وتحتفي بهم وسائل التواصل الاجتماعية، وتستعرض شاشاتنا وجوههم، فيما العالم يشاهد “عاجزاً”.
مليون لاجئ عبروا أوروبا نصفهم من السوريين
حسب إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أجبرت الحروب والصراعات والفقر مليون شخص على الفرار إلى أوروبا عام 2015، وهو عدد لم يسبق له مثيل، وفقاً لتقديرات المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة.
ولغاية 21 كانون الأول، عبر نحو 972.500 شخص البحر الأبيض المتوسط، وفق أرقام المفوضية. فضلاً عن ذلك، تشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 34 ألف شخص قد عبروا براً من تركيا إلى بلغاريا واليونان.
ويعتبر عدد المهجرين بسبب الحروب والنزاعات الأعلى الذي يشهده غرب أوروبا ووسطها منذ التسعينيات عندما اندلعت نزاعات عدّة في يوغوسلافيا السابقة.
وهناك واحد من بين كل شخصين من أولئك الذين عبروا البحر المتوسط هذا العام – أي نصف مليون شخص – من السوريين الفارّين من الحرب في بلادهم. وشكّل الأفغان نسبة 20 في المائة والعراقيون نسبة 7 في المائة.