محمد لطيف : مع الإمام في منفاه.. وعودة لم تتحقق! 4
توقفت بالأمس عند لقائي بالسيد الرئيس.. وكان هدفي تلمس مدى استعداده للقاء لجنة مبادرة هدفها ترتيب عودة الإمام في ديسمبر 2014.. غير أن تيار الحديث قد جرفني.. فدلفت مباشرة إلى الموضوع.. إلى مدى قبول الرئيس لعودة الإمام.. بدأ الرئيس حديثه معي عن الإمام.. وعن حرصه على التواصل معه منذ اعتقاله في العام 1989.. ثم شرح مطولا طبيعة العلاقة ومنعرجاتها صعودا وهبوطا.. تحدث الرئيس مطولا.. بعض حديثه لا تسمح المساحة بنشره.. وبعضه لا يسمح الأوان بنشره.. وبعضه لا يمكن نشره.. فليست كل وقائع السياسة مسموح تعاطيها في العام.. والمجالس أمانات.. هكذا علمونا.. وهكذا نحاول أن نعلم.. الشاهد أن قصة الرئيس مع الإمام لم تكن سعيدة الخاتمة في تلك الليلة.. غير أني لم أيأس.. عدت ثانية إلى السؤال.. ما المطلوب من الطرفين حتى يعود الإمام لوطنه..؟ الرئيس لم يتزحزح قيد أنملة عن موقفه.. أن يعتذر عن ما فعل..؟ قلت له ماذا فعل..؟ قال لي يكفي الآن أنه يحرض ضد وطنه ويظاهر حملة السلاح ضد الدولة.. كان ردي.. هو لا يظاهرهم بل يحاول جرهم إلى مربع السلم.. قال لي وكما قلت للإمام تماما.. الذي يؤمن بالحل السلمي يبقى داخل وطنه.. ولا يخرج عليه.. قلت له.. قال إنكم ضيقتم عليه الخناق.. قال.. هو الذي أخطأ.. وهو الذي بدأ الاستعداء وليس نحن.. سألت الرئيس مجددا عن المخرج.. أجابني مجددا.. الاعتذار..!
قلت له.. سيدي الرئيس.. أنت سياسي.. وسيادتكم تعلم ولا شك أنه ما من سياسي يعتذر عن فعل سياسي ارتكبه.. مهما كان ذلك الفعل.. فلم لا نذهب سيدي الرئيس إلى الموضوع الأساسى.. بعد قليل من الصمت.. سألني الرئيس هذه المرة.. ما هو الموضوع الأساسي..؟ أجبته وقد ارتفعت درجة تفاؤلي.. القضية الآن هل الإمام مع العنف أم مع السلم..؟ هذا صحيح.. هكذا اتفق معي السيد الرئيس.. قلت له إذن المطلوب من الإمام الآن أن يؤكد إن كان مع الحل السلمي أم مع اقتلاع النظام بالقوة.. ومضيت قائلا.. لقد تحدث الرجل مطولا عن رفضه للعنف في العمل السياسي بل وتحدث معي عن مشروع الجهاد المدني لا كشعار سياسي فحسب بل كفلسفة تربوية جديدة للأنصار تعصمهم من استخدام العنف في العمل السياسي.. كان الرئيس يستمع باهتمام..!
بعدها بدأ فاصل من الحديث.. شارك فيه الحضور.. وبنهايته وافق الرئيس على أربع نقاط تبلورت لتشكل اتفاقا جديدا بينه وبين الإمام وتفتح الباب لعودته إلى الخرطوم دون حاجة لاعتذار.. كانت النقاط الأربع هي.. نبذ العنف.. عدم دعم الحركات المسلحة.. عدم الاستنصار بالأجنبي.. عدم الدعوة لإسقاط النظام بالقوة.. ثم سألني.. هل يوافق على هذه الشروط..؟ قلت له سيدي الرئيس.. على مسؤوليتي.. سيوافق.. قال لي.. شرطنا الأخير أنه إذا وافق على هذه الشروط.. أن نبعث له بموفدنا ليوقع معه اتفاقا على هذه النقاط..!
حين اتصلت بالإمام ونقلت له شروط الرئيس قال لي ضاحكا.. يا أخي.. هذه بالنسبة لي ليست شروطا.. هذا هو موقفي أصلا.. وقد حدثتك حين جئتني هنا أمس.. قلت له سيدي الإمام.. نقلي لجزء مما دار بيننا هو الذي ساعد في الوصول لهذه النقاط.. قال لي إذن أنا موافق.. وليبعثوا بموفدهم.. شكرت الإمام.. ثم نقلت للفريق طه عثمان مدير مكتب الرئيس موافقة الإمام.. وأنه في انتظار موفدهم في أي وقت.. وبعد عشر دقائق تلقيت اتصالا من مكتب الإمام بالقاهرة يطلب إرجاء إرسال موفد الرئيس إلى وقت لاحق..!!!
كالحرباء يتلونون
هذا يعني ان الصادق المهدي هو الذي لا يريد العودة للوطن لانه ربما متورط في توقيع
اتفاقيات مع من يسمى بالجبهة الثورية او اي جهة حاملة للسلاح ضد الدولة.
يعني الان الكورة في ملعب الصادق المهدي. لكن البشير طلع حريف جداً