مقالات متنوعة

حسن فاروق : دين واجب السداد (1) و (2)

دين واجب السداد (1)

تفاجأت بتصريحات صلاح نصر وخالد ليمونة القياديين بالتحالف المريخي لاذاعة هلا96 من خلال برنامج زمن اضافي، ان لجنة التسيير الحكومية الحالية قد ورثت من مجلس ادارة نادي المريخ السابق بقيادة جمال الوالي ديونا واجبة السداد باسم رئيس النادي السابق وهي حسب التصريحات ديون مليارية ، والمفاجأة عندي بصراحة كبيرة حول هذا الامر، لأننا جميعا نعلم وفقا لتصريحاته ، وتصريحات عدد من المسؤولين الذين صاحبوه في فترات حكمه المختلفة للمريخ، وحسب كتابات لعدد من الاقلام المحسوبة عليه، فقد اعفى الرجل كل ديونه على المريخ، وهي اعفاءات مرت بمراحل مختلفة على مدار الثلاثة عشر عاما ونشرت جميعها على صفحات الصحف، بدأت ب (9 مليار)، مليار ينطح مليار، الكلام ده طبعا في بدايات ال (13 سنة)، تضخم الرقم مع مرور الاعوام المتواصلة من حكم الرجل ليصل بعدها الي رقم يسبب السكتة والجلطة ، فقد تم الاعلان عن اعفاء الرجل لمبلغ (90 مليار) دقة واحدة كما يقولون ، والمليار يواصل نطح المليار ، ثم بعد فترة من هذا الاعلان وفي تاريخ قريب تم الاعلان عن اعفاء الرجل لديونه التي تبلغ (مليون دولار)، وهي مبالغ في الاجمالي تسبب امراضا مزمنة ، ويبدو لي انها الاموال التي ينطبق عليها وصف (قروش تراب) .
ولأنها مبالغ كبيرة وكتيرة (قروش تراب)، واعفاء الديون متكرر بدرجة لاتبدو معها الصورة واضحة وبالتالي لاتجيب على اسئلة من شاكلة، هل ال (9 وال90 مليار والمليون دولار) ديون نامية ، بدأت ب (9 وانتقل المبلغ ليضاف الي مبالغ اخرى ويصبح 90 مليار مضاف اليه المليون دولار، ام انها اعفاءات منفصلة ، كل رقم تم اعفاؤه لوحده ، بدأ بال (مليار) تم اعفاؤها بالكامل، وبدأ الدين مرة اخرى من جديد ليصل الى ال( 90 مليار)، وتم اعفاؤها بالكامل ، لتدور الساقية من جديد ويبدأ الدين مرة اخرى ليصل الى (مليون دولار) تم اعفاؤها .
اما السؤال الاهم في تقديري وبعيدا عن الاعفاء من عدمه ، كيف تعاملت الادارة المالية بنادي المريخ وعلى رأسها امناء المال المتعاقبين علي المنصب ، مع هذه الارقام الفلكية من المبالغ؟ بمعنى هل كانوا يقفون على هذه المبالغ بانفسهم او من خلال الادارة المالية للنادي خاصة وانها ديون مؤكدة وهو امر لايختلف حوله اثنان ، تعفى بعد ذلك او تبقى لايهم حاليا ، المهم انها سجلت كديون لصالح جمال الوالي على المريخ وليست دعما او تبرعات كما ظل يردد الكثيرون ، رغم الاخبار التي تؤكد بين حين وآخر عن اعفاء لديون .
اما اهم الاسئلة في تقديري هو كيف يتم تسجيل المبالغ الضخمة المذكورة كديون؟ هل كان يتم من خلال مستندات رسمية ، عقودات، ايصالات مالية تبرز انها سددت من جمال الوالي الذي تكفل بدفع امواله في المشروع الفلاني في التعاقد العلاني ؟ ام ان الامر انها كانت تسجل كأرقام فقط، بمعنى يتم الامر بصورة شفاهية (بالخشم كما يقال)، يأتي جمال الوالي او اي شخص من طرفه ويبلغ الادارة المالية في النادي انه دفع مثلا مئات الملايين في سفر الفريق بطائرة خاصة للبلد الفلاني ، فيتم تسجيل المبلغ دين على المريخ لصالح جمال الوالي …
اواصل

دين واجب السداد (2)

لن أنسى تصريحاً شهيراً للمهندس محي الدين الخطيب امين مال نادي الهلال الاسبق من خلال حوار أجريته معه لطيبة الذكر صحيفة (النخبة) الرياضية ، وأذكر وقتها كان الحديث دائراً حول التبرعات والديون على نادي الهلال من صلاح ادريس ان لم تخني الذاكرة ، وأذكر ان الرجل أطلق وقتها تصريحات حاسمة وقاطعة اكد من خلالها ان الأموال المدفوعة لاتدخل تحت بند واضح ويمكن وضعها في بند التبرعات إن تم إثباتها، ولايمكن بأي حال من الأحوال وضعها في بند الديون لانه لايوجد وحسب تعبير المهندس محي الدين الخطيب ( زول بدين نفسه)، فالأموال المدفوعة دفعها الرجل بكامل إرادته دون ان يرجع الى أحد ، ولم يطالبه بدفعها أحد حتى تسجل دينا على النادي يلزم بدفعه بعد ذلك، وشدد الخطيب من خلال الحوار المذكور بانه لاتوجد اي ديون على الهلال من صلاح ادريس.
واعتبر تلك الفترة من تاريخ نادي الهلال، هي الفترة الاكثر شفافية في الجانبين المالي والاداري ، بل هي المرة الاولى في تاريخ النادي التي قدمت فيها ميزانية من خلال تقرير مالي واضح التفاصيل لايوجد فيه مجال للاجتهاد والمزايدة ، وظهرت شجاعة امين مال نادي الهلال وقتها المهندس محي الدين الخطيب في سابقة هي الاولى من نوعها عندما نشر الميزانية على صفحات الصحف ، واصبحت متاحة للجميع من قراء ونقاد واداريين باختصار كل الوسط الرياضي قرأ تفاصيل الميزانية المنشورة ، مع الوضع في الاعتبار ان المجلس الذي شغل فيه الخطيب منصب امين المال كان مجلسا معينا برئاسة عبدالرحمن سرالختم ، بجانب ميرغني ادريس ومالك جعفر وعوض احمد طه وحسن علي عيسي وآخرين ، وهذا يعني من ناحية قانونية انه لم يكن ملزما بنشر الميزانية او التقرير المالي عبر الصحف، وان دوره ينتهي بتسليم التقرير للوزير الولائي الذي اصدر قرار التعيين .
ولكن الرجل اعطى الجميع درسا مجانيا في الشفافية المالية، وذهب ابعد من ذلك باجراء عملية تسليم وتسلم مع المجلس المنتخب الذي أتى بعد ذلك، وهي ايضا خطوة لم يكن ملزما بها لأن المجالس المعينة تسلم مايحتوي على فترتها للوزير الذي اصدر قرار التعيين .
وارى ان شجاعة المهندس محي الدين الخطيب ونزاهته هي التي فضحت حكاية (الزول البدين نفسه)، يعني يدفع ويقول ليك دي دين على النادي ، ومع مرور الايام والسنوات تأكدت صحة كل كلمة وردت على لسان الخطيب ، عندما خرج صلاح ادريس بالكامل من كرسي القيادة بالنادي الكبير ، ولم يعد في قدرته الاقتراب من كرسي عضو بمجلس ادارة النادي دعك من الرئاسة التي اصبحت (حلم زلوط) يطارده صباح مساء.
عندما خرج صلاح ادريس من ادارة النادي بالكامل ، فتش في دفاتره القديمة، وخرج الى الناس بديون على النادي وهو الذي دخله من بوابة الداعم ، وقال وقتها ان ديونه وصلت اكثر من ثلاثين مليارا من الدولارات ، وطالب بها وطاردها ، وهدد عبرها وأرغى وأزبد ، وفي النهاية لم يقبض سوى الريح ، ليؤكد كل كلمة جاءت على لسان المهندس النزيه محي الدين الخطيب، الذي كان له الفضل في كشف حكاية (الزول الدين نفسه) .. اواصل