(ذا فويس) برعاية داعش
لم أتابع برنامج (أحلى صوت) بفضائية (الام بي سي) إلا مصادفة في بعض المرات، ولكن بعد الحديث عن مشاركة سودانيين فيه تابعته حتى إخراجهم المتوقع. فالبرنامج يسير وفق موجهات وسيناريو مرسوم، وهذا الحديث لا ينفي إطلاقاً أن الأصوات المتنافسة جميلة، ولكن بعد أن انهد صنم (الفيفا) أصبح حتى الذين ينكرون المؤامرة والمحاباة يصدقونها، فلقد ظنَّ كثيرون أن الغرب لا يخدع ولا يغش في قداسة خلعها عليهم العالم الثالث.
كنت على يقين من أن المحجبة الأردنية (شرارة) سيصل حريق صوتها إلى الجميع بدعاية مستترة من القناة والمحكمين في ظل (الإسلام فوبيا) الذي وصل إلى الجميع في الغرب والمتغربين من الذين يريدون إيصال صوت الإسلام المنفتح للعالم وصوت الإسلام الملتزم لجماعات كثيرة تنهض ببعض تطرف أو كل تطرف في المنطقة الملتهبة.
صوت شرارة جميل جداً، لكنهم كحال كل صناع الأبطال في الدنيا لابد من (مساعدة يس بجكة) فوجدوا في خمارها مبتغاهم لإرسال رسالة أن الفن لا يتعارض مع الحجاب، ولا اللبس المحتشم، وهذه رسالة لا تمل شيرين بالذات من إرسالها رغم لبسها العاري والذي ساعد صوتها في الوصول إلى قلوب الشباب.
وفي حلقته الأخيرة أرسلت شيرين رسالة إلى والد الفتاة الذي لم يرض عنها وقاطعها بسبب مشاركتها في البرنامج، فكان هذا الإعلان للجمهور بمثابة التحول الكبير لاستدرار العطف، وقد كان حجاب الفتاة شرارة كان أقوى من صوتها، وهو الذي أوصلها فحق لها أن تشكره كما طلب فرح ود تكتوك أن يأكل (كمه) قبل (فمه) لأن الكُم الكبير هو من أدخله مأدبة رُدَّ عنها الجياع.
لقد انتظمت العالم مثل هذه البرامج وغيرها ووصلنا حتى هنا بنجوم الغد وغيره من البرامج ففرخت لنا أصواتٍ كثيرة بعضها (تسيد الساحة وشال مفتاحها).
ولكن هل يمكن محاكاة برامج أخرى، كما في الرقص مثلاً عندنا هنا في السودان، وللسودان للعلم رقصات كثيرة يغطي ذقنه إعلامياً من يرقصها
بالعودة إلى برنامج (أحلى صوت) وإلى عرب آيدول وغيرها، فإنها موجهة النهايات لما فاز فلسطيني في ذروة الحرب على غزة، وفاز سوري في انشغال الناس بسوريا، وها هي محجبة تفوز بالغناء في رسالة لا تحتاج إلى تفسير.