محمد عبد القادر : الشيخ عائض القرني.. في حضرة من أهــوى
أمس الأول جمعتني جلسة أنس عامرة بالعلم والإيمان في (حضرة من أهــوى) الداعية السعودي الشيخ الدكتور عائض القرني، في منزل الكريم الفاضل سعادة فيصل بن حامد معلا سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم كانت ثُلة من الطيبين الأنقياء الأخيار يتحلقون حول الشيخ عائض يرشفون من حلاوة العلم شهد السيرة و(حلاوة) الفتاوى، كان الإسلام بسماحته واعتداله حاضراً ونحن بين علمين من أركان الدعوة الدكتور عائض والأريب الحبيب الدكتور عصام البشير .
استمتعنا برحيق العلم وشوارد وطرف العلماء بيننا عبق البخور السعودي وصَليل فَناجين القهوة التي دَوزنت المكان وجعلت للحديث عبقاً وطعماً واحتفَــــاءً.
الداعية المعروف عائض القرني الأديب الأريب والعلامة المُعتدل صاحب الوعي والاستنارة كان ينثر درر الحديث ويَسعد الحَاضرين بفيض علمه الغزير ونصاعة منطقه الجهير، وسعة وعيه الوَثِـــير، كان العلم مبذولاً والطرفة حاضرةً والصلاة على الرسول تمـــلأ المكان .
عائض القرني أنموذج لداعية (مودرن) يحببك في الإسلام وأنت تعتمده منهجاً للحياة، يحدثك بلسان ذرب ولياقة إيمانية لا يصيبها الوهن ولا تعرف الانكسار، يفتح في خلاياك طاقة التوهج المُستمدة من الإيمان بالله، لا شك عندي أنّ مُريديه من المحيط إلى الخليج يرون فيه مُخلصاً وجسراً بين الحياة والسعادة وهو يُضيف إلى جوانحك نشوة الحُضُور في تفاصيل الإيمان عابداً ومؤمناً وزاهداً وطائعاً لرب الناس .
تحتاج الدعوة الإسلامية إلى وسطية عائض في أزمنة التطرف والتشيع والهياج الذي لا يعبر عن الدين ولا يمثل روحه، أعجبني تفكير الرجل وهو يتحدّث عن (عاصفة حزم دعوية) تمثل أهل السنة المُستنيرين لتقديم الإسلام في صورته المُعتدلة، ومَـــا أحوجنا إلى مثل هذا التحالف الخير في زمن اشتدت فيه الابتلاءات على الإسلام والمسلمين .
سماحة عائض القرني جعلته أحد نجوم الشباك في الوطن العربي وخلقت من تغريداته في تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي مورداً عذباً يتدافع إليه المريدون بالملايين، صار عائض حادياً لمدرسة جديدة في الفكر والدعوة قرّبت الدين إلى النفوس وجعلته مطلوباً مهماً في حياة الناس.
هو عائض الذي تحمل مدوناته فتاوى في الدين ونظريات في علم النفس والاجتماع والفلسفة، الرجل لا يكتفي بالأمر والنهي والترغيب والترهيب ولكن تجد في كتاباته طريقاً يقودك إلى ملاذات آمنة يكتب عائض: (لا أحد يستحق أن ترهق تفكيرك به فمن يريدك لذاتك لن يخذلك أبداً، ومن يحترمك لن يجعل ما بينكما مسرحية لمن أراد الدخول، لا تحزن على من جعلك أضحوكة بتهمة الوفاء، لا تحزن على من أشعرك بأنّ طيبتك غباء أمام خبثه، لا تحزن على من كان يعني لك الجميع واكتشفت أنك لا شئ، لا تحزن على من استأمنته بكل شئ وكان أول ما فرط به هو «أنت»، لا تحزن على من عرف نقاط ضعفك وتفنن في إسقاطك، لا تحزن، لم تخسره، فقد كسبت نفسك أمامه ابتسم فأنت لم تخسر شيئاً).
شكراً سعادة السفير فيصل بن حامد معلا الذي جعل اللقاء مُمكناً وقد عوّدنا على نفحاته المُباركات، وللذين تَحَلّقوا حول الدكتور عائض في لحظة عبقرية جادت بها نهارات الخرطوم الباردة هذه الأيام فأكسبتها دفئـاً وطمأنينةً، شكراً لمحمد ماء العينين سفير المملكة المغربية بالخرطوم الدبلوماسي الذي ألف سفراً في تفسير القرآن وأتمنى أن تكرمه الخرطوم قريباً، شكراً الشيخ محمد حسن أحمد البشير صاحب العلم والمعارج ولكل الحَاضرين في حضرة من نهوى.
وصلى الله وسلم على زينة عرشك وصفوة خلقك محمد المبعوث رحمةً للعالمين.