خالد حسن كسلا : النجاح في مكافحة غسل الأموال لماذا؟
> نجح السودان بجدارة في مكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب.. واهتم بذلك الاتحاد الأوروبي رغم مواقفه غير المرضية أحياناً من قضايا تتصل بالدولة السودانية أيما اهتمام.
> والاهتمام وقبله النجاح ما يجعلهما مستحقين هو ما أنجزه السودان من خلال جهود اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال و تمويل الإرهاب. وهذه الإنجازات لابد أن تدون وتوثق بوضوح بالنظرية البلدية ( واحد اتنين تلاتة). فالفريق الفني للمجموعة الإقليمية للمراجعة المستهدفة للسودان، أصدر بيانه الختامي في 15 سبتمبر 2015م .. وعكس فيه ما أنجزته اللجنة الوطنية.
> وقد جاء فيه أن السودان قد عكس علاقة عمل وثيقة جداً بين وزارة العدل و وحدة المعلومات المالية والمباحث والتحقيقات الجنائية فيما يختص بجرائم غسل الأموال.. مستوفياً بالكامل تطبيق البند الأول من خطة العمل.
> وأشار البيان الختامي للفريق الفني الى علاقة عمل لاحظها، وتفاعل واضح بين كل من وزارات العدل والداخلية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني..وقد تأكد له ذلك من خلال الفهم المشترك بعد مقابلة كل جهة على حده. وتأكد له أيضاً من فهم اللجنة الفنية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي في كيفية التعامل مع القرارين، ( 1367 و 1373).
> و قد اطمأن الفريق على أن وحدة المعلومات المالية لديها الاستقلالية التشغيلية التامة دون تدخل من أية جهة.
وأن عدد العاملين والميزانية المخصصة للوحدة تمكنها من القيام بدورها بصورة جيدة.
> ثم تلاحظ للفريق أن هنالك دعماً سياسياً واضحاً للوحدة من رئاسة الجمهورية الذي أوضحه وزير المالية دكتور بدرالدين محمود في اجتماعه مع الفريق الفني الذي أشرنا إليه في مقال يوم الأحد الماضي.
> والجدير بالذكر هنا، أن هناك نظام تقني جيد لحفظ المستندات بالطريقة المطلوبة.. لا يقل عن تقنية الحفظ الحديثة في دار الوثائق القومية. والفريق الفني يجد أيضاً في جولته الفنية تلتي تنتظر نتائجها مجموعة العمل المالي وأهل الاختصاص في الاتحاد الأوروبي يجد الوعي التام لدى المؤسسات المعنية في التنسيق لمكافحة غسل الأموال و تمويل الإرهاب .
> يجد الوعي لدى بنك السودان وسوق الخرطوم للأوراق المالية وهيئة الرقابة على التأمين بالتزاماتهم الواردة في اللوائح والمنشورات.
> ثم يلمس الفريق الفني التطبيق الفعلي لهذه اللوائح من خلال التفتيش الميداني في مجال التعرف على هوية العملاء والمستفيد الحقيقي. والفريق الفني هذا لم ينسَ حداثة نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في السودان.. فيقول بأن الجهات كافة على وعي تام بمتطلبات الإبلاغ عن العمليات المشبوهة..وأن هناك تقدماً ملحوظاً في عمليات التطبيق.
> والتعاون الجيد بين وحدة المعلومات المالية وإدارات الالتزام بالمؤسسات المالية.
> هذا أهم ما جاء في بيان الفريق الفني للمجموعة الإقليمية.
> هذا هو النجاح الباهر الذي حكم على الاتحاد الأوروبي بالاهتمام الشديد بالدور السوداني.
> ثم بعد ذلك يوصي هذا الفريق الفني السلطات السودانية بالحفاظ على هذا النجاح الباهر بتعزيز التعاون الوطني بين الجهات ذات الاختصاص لضمان استمرارية النظام وتطويره وتوفير الدعم البشري والفني للأقسام المتخصصة.
> وضرورة التواصل بصورة مكثفة للجهات كافة ذات الاختصاص مع الجهات النظيرة إضافة الى المنظمات الإقليمية والدولية في هذا المجال.
> ومن الوصايا إعادة النظر في ميزانية وحدة المعلومات المالية مستقبلاً لمقابلة التطور التقني المتسارع.. وتعيين فنيين إضافيين.
> والوصية الأخيرة هي حث السودان على الاستمرار في التواصل مع مجموعة العمل المالي(فاتف).. ومجموعة العمل المالي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينافاتف).
> الحكومة التي أدهشتنا باستضافة نصف حجم الحركات المتمردة في قاعة الحوار الوطني بقاعة الصداقة، قد أدهشتنا أيضاً بإثارة اهتمام العدو الأوروبي بنجاحها.. وكأنما الأوروبيون ترجموا المثل القائل ( لا صداقة إلا بعد عداوة).
غداً نلتقي بإذن الله..