احلام مستغانمي

يا للهول !

فوق هول النهايات، أصابني رعب البدايات، جمال الخوف العاطفيّ، دواره وإغراؤه. إن استطعت تأمين مظلّةٍ تقيني رذاذ الرغبة، فمن أين لي بكمّامةٍ تصدّ شذا عطر الغواية النفّاذ؟
كان الحبّ يتقدَّم نحوي كوقع حوافر الجياد، يسبقه غبار الماضي، ذلك أنّ في هذه المرأة شيئًا من تلك. شيء منها لا أعرفه بعد، لكنّني أتشمّمه.
تلك التي يوم رأيتها لأوّل مرّة في ذلك المقهى ذات ثلاثين أكتوبر عند الساعة الواحدة والربع، شعرت بصاعقة التصادم العشقيّ بين كوكبين سيتشظّيان انخطافًا أحدهما بالآخر.
أذكر، من هول الانبهار بفاجعة على ذلك القدر من جمال الدمار، أنّي قلت لها وأنا أستأذنها في الجلوس: «سيِّدتي، أشكر الدورة الدمويّة للكرة الأرضيّة، لأنّها لم تجعلنا نلتقي قبل اليوم».
في مجرّة الحبّ، من يدير سير الكواكب؟ من يبعدها ويقرِّبها؟ من يبرمج تلاقيها وتصادمها؟ من يطفئ أحدها ويضيء آخر في سماء حياتنا؟ وهل ينبغي أن يتعثّر المرء بجثمان حبيب سابق . . ليقع في الحبّ؟
“عابر سرير”