محمد عبد القادر : الاحتفاء بالفضائح.. (لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ)
مُؤلمة جداً الطريقة التي أدارت بها (مواقع التواصل الاجتماعي) قصة مدير الحج والعُمرة بولاية سنار في قضية أخلاقية ما كان لها أن تجد كل هذا الرواج لولا الكيد السياسي وأمراض المجتمع الجديدة التي تنتشي وتتلذذ بالفضائح ولا تعرف معنـى الستر والرأفة بسيرة الآخرين.
لن أبرئ الصحافة بالطبع فقد خَاضَ البعض في وحل التشهير والتبشيع بسيرة الرجل بعد أن تصدر خبره الصفحات الأولى حتى قبل مُحاكمته، مُتناسين أن المُتهم برئٌ حتى تثبت إدانته ومُتجاوزين كثيراً من القيم المهنية والمجتمعية والدينية المرعية، وإن وجدنا العذر لـ (عالم الواتساب) الخالي من الضوابط وأخلاقيات النشر، فإنّنا بالضرورة لن نجد عذراً لزملاء ذموا الرجل وأصدروا عليه جُملةً من الأحكام قبل إدانته وفي سلوك شخصي نرفضه جُمــلةً وتَفصيلاً بالتأكيد، ولكنّا لن ننسى إن من قام به بشرٌ خطاءٌ وان لديه أهلاً وأسرة وأبناء وبنات وزوجات، ومن غير اللائق أن يتم اغتيالهم على هذا النحو من التبشيع.
حالة الترصد بالآخر التي يفيض بها (الواتساب) تشعرك بنزق المجتمع الدائم إلى فضيحة وضحية يُمارس فيها أقصى حالات التشفي، لم يقدم الرجل للمحاكمة في حق عام يرتبط بمؤسسته التي يعمل بها، ولم تقدمه التجاوزات المالية أو الإدارية لقفص الاتهام حتى يرتبط جرمه بمؤسسة الحج والعُمرة، كل ذنب الرجل إنه ينتمي إلى المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية وهذه العضوية بالطبع لن تمنحه العصمة ولا الحصانة من إتيان أخطاء البشر رغم فداحة وسُــــوء ما أقـــــدم عليه.
إنه التشفي في أبشع صوره ذلكم الذي تطفح به رسائل (الواتس)، رأيت كيف يَختبئ الشر في الرسائل التي تُمـارس التشهير بالرجل وزوجاته وأبنائه وحتى السيدة التي كانت برفقته وبتلذذ بائن لا يُعبِّر عن الشخصية السودانية السوية التي تسعى إلى الستر استلهاماً لتأدبها بإرث الإسلام الخالد، وحزنت لأنّ الإمعان في إيذاء الجهات التي ينتمي إليها الرجل كان أكبر من إدانة الفعل نفسه لأنّ المحكمة لم تجد فعلاً يرقي إلى المادة (151) الأفعال الفاحشة.
عن ابْن نُعَيْمِ بْنِ هَزالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فِي حِجْرِ أَبِي (ولايته)، فَأَصَابَ جَارِيَةً مِنَ الْحَي فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعْتَ لَعَلهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ.. رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنى زَنَيْتُ فَأَقِمْ عَلَي كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُم أَتَاهُ الثانِيَةَ والثالِثَةَ والرابِعَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنكَ قَدْ قُلْتَهَا أَرْبَعَ مَراتٍ فَبِمَنْ». وأخذ يراجعه حتى قَالَ هَلْ جَامَعْتَهَا؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، وقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي حِينَ رَآهُ (وَاللهِ يَا هَزالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْراً مِما صَنَعْتَ بِه).
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل
(من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
و الله يا استاذ محمد كلامك كللللللللللللللللله صاح و لكن الناس مضايقة فى معايشة و كرهانه الحكومة و دايره اى غلطة من المحسوبين على الحكومة تتشفى فيهم . الناس متضايقة و تسمع بالفساد دا اكل و نهب و دا سرق و ما سمعوا يوم واحد ان فى زول اتحاكم . من الان فصاعدا اعملوا حسابكم الكمرات و الجوالات الحديثة بقت فى يد كل انسات .