الهندي عز الدين : (ذي فويس) و(أراب آيدول) .. سودانيون بلا (هوية) !!
{أتابع من حين لآخر، مشاركات عدد من الشباب السوداني في برامج مسابقات الغناء والموسيقى التي تنظمها بصورة أساسية شبكة قنوات (MBC) الفضائية، مثل برنامجي (أراب آيدول) و(ذي فويس) .
{الإقدام على المشاركة ونفض غبار التردد، وطرد الإحساس بالتقازم والدونية الذي كان يكبل الشباب السوداني بكافة مواهبه وتخصصاته، هو بلا شك فعل إيجابي جديد وجدير بالتشجيع والتحفيز، مع دعوة آخرين للمزيد من المشاركة في الدورات القادمة، ولكن برؤية وفهم .
{وعلى عكس ما يعتقد البعض من بني جلدتنا بأن هناك استهدافاً أو تمييزاً (عنصرياً) ضد المتسابقين السودانيين أدى إلى خروجهم من أدوار ابتدائية أو متقدمة، فإنني أرى أن ذلك غير صحيح، وأن الفنانة المصرية الرقيقة “شيرين عبد الوهاب” ظلت على الدوام في برنامج (ذي فويس) تتعاطف مع الأصوات السودانية وتختارها ضمن فريقها، وكذلك (قيصر) الغناء العربي الفنان العراقي “كاظم الساهر” الذي لا يمكن اتهامه إطلاقاً بالتحامل على السودانيين، بل بدا واضحاً تعاطفه وتشجيعه لهم، وقد أقر بذلك المتسابق السوداني “أمجد شاكر” ونفى تهمة التحيز في حواره مع (المجهر) قبل يومين .
{وبلا شك فإن “كاظم” و”شيرين” يمثلان ثقل وجماهيرية وجاذبية لجنة الحكم، قياساً إلى العضوين الآخرين اللبناني “عاصي الحلاني” والتونسي “صابر الرباعي” وهما أقل نجومية وتأثيراً من الأولين .
{لكن ما أضر بالمتسابقين السودانيين، فضلاً عن كونهم أضعف صوتاً مقارنة بزملائهم الآخرين، وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها، هو أنهم أصروا على ركوب موجة الغناء بالإنجليزية والميل للتركيز على الرقص والاستعراض للتغطية على العجز الصوتي!
{لا أدري .. لماذا أصر “نايل” و”أمجد” و”محمد الطيب” على ترديد أغان (غربية) في برنامج (عربي) على فضائية عربية، وقد أثبتت التجارب أن كل الذين شاركوا بالإنجليزية في النسخ الماضية من البرنامجين، لم يتأهلوا للحلقة الختامية. وأكد ذلك “عاصي الحلاني” عندما اختار الأسبوع الماضي متسابقاً قدم أغنية عربية على آخر صوته أكثر تميزاً لكنه غنى بالإنجليزية، وعبر عن ذلك بقوله: (مع تقديري لصوت فلان، أنا اختار من يغني باللونية التي أغني بها أنا).
{أظهرت المشاركات السودانية الأخيرة اسم بلادنا ووزعته بشكل مختلف على نطاق واسع يمتد لملايين المشاهدين، بعد أن كان اسم السودان مرتبطاً في الميديا العربية والغربية خلال العقود الثلاثة الماضية بالحروب والنزاعات، ومشكلة الجنوب وانفصاله، وأزمة دارفور والنازحين واللاجئين، فقد تحول النظر أخيراً – دون أن تنفق حكومة السودان دولاراً واحداً على حملة إعلامية – تحول إلى مساحة (فرايحية) زاهية تعكس ما توارى في المشهد السوداني عن الأنظار، وتمسح ما علق بالأذهان من تصورات وتشوهات قديمة.
{غير أن المطلوب أن تساهم في المرات المقبلة المؤسسات السودانية المتخصصة في مجال الفنون، مثل كلية الموسيقى والمسرح والخبراء والمهتمين، بصورة غير رسمية في الدفع بمواهب شابة ذات قدرات وإمكانيات عالية إلى هذه البرامج، بعد تزويدها بالمعرفة وتدريبها على أغنيات (سودانية) وعربية مناسبة، بدلاً من أن يكون الأمر اجتهاداً أو اعتباطاً من شباب سودانيين ضعيفي الموهبة .. متجاسرين على التجريب .
{وقد أزعجني جداً الفيديو المسرب من كواليس (أراب آيدول)، وفيه رفض الشاب “نايل” طلب المذيعة اللبنانية بالغناء بالسوداني: (والله ما بعرف…)، مع أنني أعتقد أن “نايل” وصل تلك المراحل المتقدمة من المنافسة بسبب أنه (سوداني) ومختلف .. شكلاً ولوناً وربما صوتاً!
{لقد شاركت في نسخة سابقة من (أراب آيدول) شابة من “كردستان العراق”، وغنت بـ(الكردي)، ولم يفهمها أحد، لكن الجميع تفاعل مع اللحن، ونجحت هي في تقديم ثقافة ولون بلادها الفني، فكانت سفيرة بحق لأكراد العراق، وبلغت المراحل النهائية من السباق .
{يا أبناء السودان في المهاجر .. والداخل .. لابد أن تعتزوا بوطنكم السودان – غض النظر عن توجهاتكم السياسية والفكرية – فاخروا بفنه وشعره وموسيقاه ولهجاته عندما تخرجون للعالم، فمن غير (هوية) لا يمكنكم مطلقاً تحقيق مكسب ذي قيمة .
{لقد كان مقبولاً أن تغنوا (سوداني) و(عربي) من عيون أغنيات “أم كلثوم” أو “عبد الحليم” أو “وردة الجزائرية” أو “كاظم الساهر” نفسه، بدلاً من محاكاة مطربين غربيين، لا يطرب لهم (غالب) الجمهور المشاهد للفضائيات العربية.
{افخروا بالسودان في كل المحافل .. فنية وثقافية ورياضية ودبلوماسية .
{جمعة مباركة.
المجهر السياسي
دا القدرت عليه
وين أنت من مشكلتنا مع المصريين ؟
يشجع فيهم الى مزيد من الانفساخ .. وفى الاخر يقول ليك جمعه مباركه … يباركو ليك الــ………..ز
سوادنيون بلا غاز و لا كهرباء ولا مياه لا صحه ولا تعليم ولا عمل ولا امن ولا عدل ولا ….. الخ لكن يمتلكون الهويه
و بالعكس من استحوذ علي ما نفقده نحن المواطنيين لا اعرف لهم هويه …
اثبات الهويه وقفت علي الغناء و الرقيص فقط ؟؟؟؟؟
ملحوظه للهندي
انعمني الله بأبناء و بنات أثناء اقامتي في امريكا و سافرت بهم للاقامه نهائيا في السودان من اجل الهويه هذه و ليكونو سودانيين كامل الدسم و لكن ما نعانيه من الجماعه الطيبين و طريقه ادارتهم للبلد تجعلني افكر كثيرا في العوده النهائيه بهم لامريكا حتي و لو كان علي حساب الهويه حتي يزيل هذا الهم الجاثم علي صدورنا
فليكن مقالاتك عن معاناتنا و همومنا لعل ضميرهم يصحو يوما ما
إذا يا اخى الهندى لماذا لا تشجعهم لكى يغنو سودانى بدل من مصري وجزائرى أو خليجى الكل يفتخر ببلده ويغني لون بلده بلا حرج أو استحياء
والله انه لعار أن نجد مثل (نايل)وهو يتحرج من الغناء بالسودانى اذا السؤال هو لماذا لا يريد الشباب السودانى المشاركين فى البرامج العربية الغناء بلون بلدهم ،،، أنه الشعور بالنقص والدونية الملازمة لهم في كل مكان