خالد حسن كسلا : الجنوبيون في الخرطوم
> إذا كانت سلطات الأمن في جوبا تتوجس من وجود أجنبي بداخلها ما المانع اذا رحلتهم الى منطقة اخرى غير جوبا بتقديرات معينة؟؟
> وهنا إذا كانت السلطات السودانية ترى لصالح حفظ الأمن نقل الأجانب من منطقة الى اخرى فهذا يبقى من صميم واجبها.
> خاصة إذا كانت ترصد سوابق.. وبالطبع لا يمكن أن تختمر في الذهن فكرة لعمل شيء.. والفكرة تكون صاعدة من فراغ.
> وسفير جنوب السودان وغيره ممن اعترضوا على إخلاء العاصمة من بعض الوجود الأجنبي هل تساءلوا كما تساءلنا؟
> أما تساؤلنا نحن فهو: ما الداعي الى ترحيل اللاجئين من جنوب السودان من مناطق الى أخرى داخل البلاد.
> قد لا نحتاج الى اجابة مكتوبة او مسموعة.. فالإجابة منظورة.. نراها بأعيننا.
> وسفير جوبا في الخرطوم الذي يريد التحرك الآن للوقوف على هذه الفكرة ببعث ملحق الشؤون الإنسانية بالسفارة لمسؤولي العون الانساني ايضاً يجد الاجابة منظورة.
> فهو لا يحتاج الى ان يقرأ او يسمع.. بل من المفترض كان أن يتوقع أن تتوجس الخرطوم من استمرار وجود بعض اللاجئين.
> لكنه يستدفئ من زمهرير واقع ما بعد انفصال جنوب السودان بوعد رئيس الجمهورية بمنح ابناء جنوب السودان بعد الانفصال الحريات الأربع.
> كأن الشماليين هم الذين استفتوا حول فصل الجنوب.. او كأن الاستفتاء لم يكن احادي الجانب.
> وفي الوقت الذي يستحيل فيه أن يتمتع السودانيون في جوبا بحرية واحدة دع عنك أربع.. يريد الجنوبيون في السودان ان يفرغوا انفصالهم عن السودان من مضمونه.
> ونعلم أن الانفصال قد كان بالفعل عام 2005م.. وأن ما كانت تسمى فترة انتقالية عمرها ست سنوات بدأت في هذا التأريخ.. ليست الا فترة امتصاصية.
> فقد امتصت فيها الحركة الشعبية الأموال الطائلة التي كان مفترض أن تذهب الى تنمية وتطوير جنوب السودان ولم تذهب.
> حتى أموال آخر دورة مدرسية ارادت الخرطوم ان تقيمها في الجنوب ورفضت الحركة الشعبية ضاعت ميزانيتها.
> والحركة الشعبية رفضت اقامتها قبل الاستفتاء الاجرائي وإعلان الانفصال.. وتريد حريات للجنوبيين في السودان بعد الانفصال.
> كأنها تريد تفخيخ هذه الحريات.. ودولة مرتبطة بأجندة أمريكية وإسرائيلية لا ينبغي أن تعطى لرعاياها حرية واحدة دعك من أربع حريات.
> ولو كانت الحريات هذي لصالح رعاياها فقط لما كان امر الانفصال مستعجلاً.. فقد اوحت الحركة الشعبية للعالم بأنه لا خلاص لكل الجنوبيين الا بالانفصال.
> الآن يتحول الجنوبيون في السودان الى لاجئين ومهاجرين.. وتنفضح أكاذيب الحركة الشعبية طبعاً.
> وسفارة الحركة الشعبية «جناح» سلفا كير.. ها هي الآن تقول بلسان الحال إن السودان أفضل للجنوبيين وخاصة الخرطوم.. وإن باقان كان مخطئاً حينما قال وهو يغادر إلى الدولة الجديدة التي كانت مفخخة بالتآمر الأمريكي واليهودي الإسرائيلي قال: «ارتحنا من وسخ الخرطوم».
> ولماذا الآن تصر سفارة جوبا على إبقاء رعاياها في «وسخ الخرطوم»؟
> هل كذب باقان؟ الإجابة بنعم منظورة.
> هل كذب تقرير المصير؟… الإجابة يمكن تركيبها من مشاهد الأوضاع الأمنية في الجنوب ومن التمسك بالبقاء في الخرطوم وبحرياتها.
غداً نلتقي بإذن الله.
باختصار .. ينطبق عليهم .. مثل حبوباتنا : سجم الطلقوها و بالها في الرجوع ..