وزير الإعلام دكتور أحمد بلال في حديث الصراحة .. إعدام محمود محمد طه من أكبر الأخطاء التي ارتكبت بحق السودان
أنا وزير كامل الدسم .. وفي هذه الحالة (…..) سأدفع باستقالتي
إعدام محمود محمد طه من أكبر الأخطاء التي ارتكبت بحق السودان
هكذا (….) التقيت وتعرفت بالعقيد معمر القذافي بليبيا.
الحظ لعب دورًا في الالتحاق بالمدرسة ودراسة الطب
خلال هذه الفترة (…..) كنت إسلامياً ومن ثم توجهت للاتحاديين
حوار الهضيبي يس
أكد وزير الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة د. أحمد بلال عثمان أنه ليس نادماً قط على ترك مهنة الطب واستبدالها بالعمل السياسي، وأضاف أن الحظ قد لعب دوراً كبيراً في التحاقة بالمدرسة ودخوله جامعة الخرطوم.
ولفت بلال أن محطة الهجرة إلى الخارج والتي كانت الى ليبيا قد شكلت له واقعاً مختلفاً في حياته برغم انه قد التحق بها باحثاً عن تأمين مستقبله بالعمل في إحدى المستشفيات الليبية ومؤكدًا انه الآن موجود بوزارة الإعلام ويقوم بكل مهام الوزير كاملة غير منقوصة وأكد أنه متى شعر بأنه مسلوب الإرادة وتمارس عليه بعض الضغوط والتوجيهات فإنه سيدفع حينها باستقالته من الوزارة.
ـ بدءًا اود التعرف على شخصية أحمد بلال؟
أنا أحمد بلال عثمان بلال، قروي من قرى ولاية شمال كردفان بمنطقة ود عشانا والدي إنسان بسيط وأنا كذلك برغم أنه بمعايير الأوضاع المالية ومعايير القرية مالك لثروة حيوانية وبيت كبير، ولكن تظل الخلاصة أنه مولود في قطية وقرية صغيرة تسمي (أم صيقعون) وكان بالإمكان أن لا أنال الىقسط من التعليم أو الالتحاق بالمدارس من الأساس فالأسرة التي تمتلك ثروة من الإبل والأراضي الزراعية ولا تبحث عن الأموال التي يمكن أن تجنيها من توظيف أبنائها حيث كان الفهم في التعليم أن تصبح موظف حكومة ولكن دور والدي وقتها أسهم في تعليمنا.
ـ إذن كانت الأسرة على مستوى الوالد تدعم التعليم وتوفر متطلباته؟
الأمر لم سكن سهلاً، فمن يريد التعلم كان يواجه بمشقة كبيرة جداً، لذا فقد كنت ضمن قلة من أطفال القرية الذين أتيحت لهم فرصة التعليم فالمدرسة كانت تبعد حوالي ستة كيلومترات ووقتها كنا ندرس بالمدرسة الصغرى التي لا يعرف عنها شخص الآن فهي التي تتكون من أولية مكونة من ثلاثة فصول من ثم الالتحاق بالمدارس الوسطى ومن بعدها الثانونية فالجامعة، فقد كان التنافس كبير جداً خلال فترة المدرسة الصغرى فالمدارس فقط موجودة في الشريط الذي يظل يمر به القطار، وهي مناطق (الغبشة، ودعشانا، أم روابة) فقط، وبها حوالي نصف مليون شخص والآن فقد اختلف الوضع بوجود المئات من المدارس هناك. فشكل الدراسة كان به قدر من التنافس الكبير خاصة وأن المدرسة ذات اتجاهين رأسي وأفقي، حيث لم تكن مواد العلوم ضمن المواد المتنافس عليها، وعقب تلك المرحلة تتاح الفرصة للاعادة في السنة الثالثة من اجل دراسة مواد التاريخ والجغرافيا للتأهيل لسنه رابعة ومرافقة الدفعة والامتحان للمدرسة الوسطى، وبسبب بعد المسافة اضطر جدي في حينها إنشاء مدرسة للتدريس وتلقي التعليم عقب إغلاق المدرسة الموجودة في المنطقة في العام 1941 فعملت لنا مدرسة من بعدها في منطقة (أب عوا) وكانت جدتي لوالدي هي التي تخدمنا في هذه الداخلية التي وجدت على مسافة خمسة كيلو مترات، ويوم الخميس كنا نعود الى القرية على الأقدام لقضاء إجازة الخميس والجمعة ويوم السبت باكرًا نتجه نحو المدرسة.
ـ كيف واجهت هذا الوضع وأنت طفل؟
لم يكن هيناً علينا، فقد واجهت صعوبات كبيرة وقتها، فالامتحان كان من مدرسة ودعشانا التي تتبع محلية أم روابة في ذلك الزمان وقد توفقت بأن أكون من الأوائل الذين التحقوا بمدرسة الغبشة للدراسة بها.
ـ إذن تعتبر نفسك محظوظاً؟
بالتأكيد والحظ قد حالفني من بعدها في العديد من محطات الحياة بداية حيث التقيت بأستاذ يدعى عبد الرحيم من أبناء الدويم وبعد ما يقارب الثلاثة أشهر الأستاذ لاحظ أنني ملم بأشياء كثيرة جداً واقترح ألا أضيع الزمن ورشحني للالتحاق بسنة رابعة حينها تخوفت بأن هناك مجموعة من المواد التي لم اطلع عليها من العلوم وغيرها ولكن إصرار الأستاذ وتعهده بمساعدتي كان دافعاً لي في الالتحاق بسنة رابعة فوافقت على شرط واحد وهو في حال عدم محافلتي للحظ والالتحاق بالمرحلة الوسطى تضمن لي حق الإعادة فوافق على ذلك فالتحقت برابعة التي كان الفضل يعود فيها بعد والدي الى هذا الأستاذ والقدرة على تبيين وشرح الأشياء التي لم أدرسها في المدرسة الصغرى والعام الرابع، فكانت المفارقة أن خضع للامتحان 40 طالباً أنا الشخص الوحيد الذي تم قبوله للوسطى، فدرست الوسطى في مدرسة أم روابة، حيث لم تكن لدي محطات أساسية فيها غير أن كنت متزعم الدفعة وقمت بقيادة الإضرابات بالمدرسة التي فصلت على إثرها لأسبوعين من المدرسة برغم أني لم أكن السبب، ولكن يتوجب العقاب حتى يتخوف الآخرون فكنا في مرحلة أشبه (بالتمرد الطفولي) فهي ليست ذات دوافع سياسية بحتة حيث كانت هناك ثلاث مدارس دخلت في إضراب وهي حنتوب وخور طقت ووادي سيدنا في المرحلة الثانوية، فكنا نسترشد بهم وننظم الإضرابات برغم أن دواعي المسألة كانت تصب في قضايا تتصل بالطعام في الداخلية وما الى ذلك خلال فترة حكم عبود في العام 1964.
ـ كيف كانت المرحلة الثانوية؟
دخلت مدرسة كوستي الثانوية، وهذه قصة أخرى من نوع خاص، حيث كان من المفترض أن نكون أول دفعة تلتحق بمدرسة أم روابة الثانوية، ولكن في العام 1969 قام الرئيس جعفر نميري بزيارة لمدينة أم روابة حينها قام المواطنون بإخلاء المدينة اعتراضاً على الزيارة فعاقب أم روابة بعدم افتتاح المدرسة الثانوية، فذهبنا نحن كفصل إضافي لمدرسة كوستي الثانوية التي كانت ضمن الثماني مدارس التي قام بإنشائها طلعت فريد في ذلك الوقت، فكنا ثالث دفعة تلتحق بالمدرسة أي أننا تحملنا وزر قرار أصدره نميري في ذلك الزمان، ولكن على الأشخاص ايضاً الوقوف عند نقطة مهمة وهي شهادة للتاريخ بأن ما قام بتأسيسه طلعت فريد من مدارس في وقتها كانت تقاس بمعايير الثورة التعليمية بإنشاء (11) مدرسة ثانوية مقارنة بالعدد الموجود بالبلاد، حيث كانت مدارس مكتملة التأسيس، فناظر مدرسة كوستي كان وكيل ناظر مدرسة حنتوب الثانوية، ويدعى (ونجد جرسوم)، ودرسنا بهذه المدرسة وكنا دفعة متميزة منهم الآن عدد كبير من الأطباء في المعاش ولم يلتحق بهم بالعمل السياسي سوى الفاتح محمد سعيد والبقية كل عمل في مجاله في الطب والهندسة غير عبد الرؤوف سعد هو الآخر من الذين دخلوا المجالس التشريعية من أبناء الدفعة منهم أيضاً من ظل موجوداً في حزبه كحمودة نصر الدين في الحزب الشيوعي. ومن بعدها دخلت جامعة الخرطوم .
ـ ماذا عن محطة جامعة الخرطوم؟
هي محطة جديدة وبها قدر كبير من التحول لم أرسم له مخططاً أبدًا وخطتي كانت في الأصل دراسة الهندسة خاصة وأن النتيجة التي تحصلت عليها كانت تؤهلني لدخول (11) كلية بدءاً من الشريعة وانتهاء بالعلوم ووقتها كانت عملية القبول لا تتم عن طريق النسب بل عن طريق (القريت) وقتها حصلت على المرحلة الأولى في القريت فاخترت كلية العلوم الأحياء والتي كانت تفضي لمسارات الطب، الزراعة، والصيدلة ولديها ايضًا مسار آخر بدراسة علوم الرياضيات والمعمار والهندسة، فكنت أرغب في دراسة العلوم الرياضية وهي رغبة متجذرة في دواخلي منذ وقت بعيد، ولدي صديق قام بملء استمارة القبول للكلية، ولكن مع مرور الوقت وبالتحديد بعد أسبوعين شعرت أنني غير راض بالنتيجة فذهبت الى مسجل الكلية وأبديت رغبة في التغيير ووقتها انفعل المسجل وارتفع صوته و(ردح) كتير جدًا واستمريت في كلية العلوم فدخلت كلية العلوم وتخصصت من بعدها في مجال الطب فتخرجت بصورة عامة فاتجهت لدراسة الامتياز بصورة عملية أيضاً وكان في الوقت السابق يعمل الطبيب في مناطق الشدة بإحدى مناطق السودان ومن بعدها يتقلد منصب نائب الأخصائي ويتجه لدراسة خارج السودان في بعثة دراسية على نفقة الدولة.
ففي عام 1970 كان عدد الدارسين للطب أصبح كبيراً عقب قرار الرئيس إسماعيل الأزهري بترفيع عدد الطلاب من 60 طالباً الى 120 حينها كانت أكبر دفعة تلتحق بجامعة الخرطوم لدراسة الطب.
وتخرجنا من كلية الطب والتحقت بالعمل في دارفور وبالتحديد في ولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة، وفي هذه المساحة أدعو الجميع بالبحث والتقصي عن ما أصاب هذا الشعب المسالم من أبناء دارفور والتحول الى هذه الشراسة، وهذه والحرب حيث قضيت ما يقارب العامين بدارفور لأنتقل الى ولاية الجزيرة والعمل في إحدى العيادات بمسشتفى مدينة ود مدني، ولكن حدث لي خلاف مع الطبيب المسؤول عن المرفق الصحي فاخترت المغادرة والعودة الى الخرطوم.
ـ متي بدأت علاقتك بالسياسة؟
العلاقة بالعمل السياسية بصورة فعلية وحقيقية بدأت عندما طلبت مني مجموعة من الأهل والأصدقاء الترشح لصالح الحزب الاتحادي الديمقراطي في دائرة (ود عشانا) في العام 1986 وخوض تجربة الانتخابات البرلمانية برغم أن المنافسة كانت كبيرة، حيث كانت الدائرة مفتوحة حسب ما قرر الحزب الاتحادي الديمقراطي. ولحسن الحظ فقد فزت والتحقت بالبرلمان لتبدأ من هنا عتبة أولى من العمل السياسي.
ـ هل تخليت عن الطب لصالح السياسة؟
نعم، فقد تخليت عن مهنة الطب لصالح السياسة وبالأمكان أن نصف الأمر(بالاعتزال) برغم أنها مهنة إنسانية لكن لست نادماً على ذلك لأن الطب مهنة تحتاج الى تفرغ تام وقراءة بصورة مستفيضة، ووقتها أنا كنت صاحب مهام كثيرة ما بين متابعة المرضى في العيادة الخاصة بشخصي والتي قمت بإنشائها في مدينة ام درمان عقب عودتي من الدراسة ببريطانيا والتي درست فيها عن مجال طب المناطق الحارة، وما بين مشغوليات وهموم المنطقة وتلبية احتياجات الناس والدائرة ففضلت السياسة على الطب.
ـ إن عاد بك الزمان مره أخرى فهل ستختار الطب أم السياسة؟
هذا السؤال من الصعب الإجابة عليه بأي حال من الأحول خاصة وأنه عندما فضلت العمل بالسياسة كانت هناك ظروف وأوضاع معينة تقتضي هذا الخيار، لذلك تجدني غير نادم على القرار، ولكن هناك نقطة اخرى أود الإشارة إليها وهي أنني كنت أيضا رجل أعمال وتاجراً ناجحاً حتى العام 1995 فقد أسست شركة خاصة بي وعملت بها طويلاً وكان بالإمكان الاستمرار والدخول في عالم التجارة من أوسع أبوابه ولكن هناك ظروف ومقتضيات هي التي تتحكم في الأشخاص.
ـ ماذا عن الهجرة إلى ليبيا؟
جاء قرار الهجرة الى ليبيا بعد أن اختلفت مع الطبيب المسؤول عن العيادة التي كنت أعمل بها في ود مدني والذهاب للخرطوم ومن ثم الهجرة للعمل في ليبيا وبالتحديد في مستشفى التأمينات هناك، حيث كان يتواجد بليبيا وقتها الشريف زين العابدين الهندي الشخصية المحبوبة من قبل الليبيين بمختلف مستوياتهم الشعبية والرسمية حيث عملت هناك ما يقارب الثماني سنوات.
ـ (مقاطعة) وقتها كنت معارضاً لنظام الرئيس نميري؟
صحيح، كنت أعارض النظام في السودان برئاسة الرئيس جعفر نميري، فحين التحقت بالعمل بليبيا في سبعينات القرن الماضي كان الحزب الاتحادي في طرف المعارضة وكانت القيادة على علم مسبق برأي السياسيين السودانيين المتواجدين على أراضيها بمن فيهم أنا.
ـ كيف تعرفت على العقيد معمر القذافي؟
المعرفة بالعقيد معمر القذافي بدأت عندما كان يتردد علي فى المستشفي أحد أبناء عمومته برفقة ابنه الذي كان وقتها يعاني من مرض ما فبعد أن تعافى الطفل الصغير نمت علاقة بيني وبين والده ابن عم العقيد معمر القذافي وهو أيضا كان المدخل للقاء والتعرف على القذافي في إحدى المناسبات الخاصة والتي دعوت لها ودار نقاش وقتها عن السودان وأوضاعه الاجتماعية والسياسية وللعلم فإن القذافي كان مبهورا جداً بالسودان كدولة فكان يستمع إلى صاحب أغنية يا فتاتي الطيب عبد الله بالإضافة الى اعتزازه بشخصية الشريف زين العابدين إذ كان يقول “تلك شخصية نادراً ما توجد في هذا الزمان”.
ـ هل كنت الطبيب الخاص للقذافي في أحد الأوقات؟
في حقيقة الأمر لم أكن الطبيب الخاص للقذافي، إنما كانت لدي معرفة مسبقة بالأسرة بجانب بعض الشخصيات الرسمية في الحكومة الليبية مثل وزير الخارجية في وقتها د. خالد التريجي والذي تعرفت عليه فيأاحد المواقف عندما قام بزيارة المستشفى الذي كنت أعمل به فتم منعه من الدخول من قبل الحارس المتواجد أمام بوابة المستشفى فكنت ماراً حينها فتدخلت عندما ووجهت سؤالاً لحارس (ألا تعلم من هذا يا عم فرد قائلا ليست لدي معرفة سابقة به فقلت إنه د. خالد التريجي وزير الخارجية فقال الحارس لم يمر علي هذا الأسم من قبل فقلت له يا عمنا هذا الشخص تجده مشغولاً جدًا وليس بوسعه زيارة المرضى في التوقيت المعتاد لذلك أرجو أن تسمح له بالدخول، وزيارة المريض الذي هو بصدده)، فكان هذا الموقف الذي تعرفت به على التريجي، ومن ثم فقد امتدت العلاقة فيما بعد، فالقذافي كان يتعالج وقتها في أفضل المستشفيات في العالم وأنا كنت طبيباً صغيراً في مستهل حياته يتلمس مستقبله.
ـ هل ” القذافي” كان على علم مسبق بمعارضتك للنظام في السودان؟
نعم، كان على علم بالأمر وكانت له وجهة نظر مختلفة عنا بأن يتم تغيير النظام بالقوة وهو ما كنا نرفضه جملة وتفصيلا حيث كان الدافع حينها من قبل القذافي حالة المتغيرات التي كانت تشهدها المنطقة العربية والقارة الأفريقية وما حدث للعرب في العام 1967 عقب خسارة العرب في حرب تحالف الجيوش العربية بالإضافة الى أن حالة الخلاف السائد الذي كان موجودًا بين الخرطوم وطرابلس إبان فترة حكم الرئيس نميري ووصفه للمجموعات المعارضة بـ(المرتزقة) ومحاولة تشويه صورة هؤلاء الأشخاص.
ـ متى التقيت بالراحل الشريف زين العابدين؟
التقيت به في بدايات السبعينيات، حينها كانت الساحة الاتحادية تضج وتعج بالعديد من الأفكار والكوادر الفعالة، فقد نلت شرف أن أرافق الشريف في معظم لقاءاته سواء داخل وخارج السودان حيث كنت من الأشخاص الذين قاموا بوداعه بمطار الخرطوم وهو علي كرسي متحرك وهو متجه للعلاج بألمانيا وأنا من قمت بذات العمل عندما استقبلته وهو في صندوق ومواراة جثمانة في آخر لحظات حياته، فضلاً عن اللقاءات التي جمعتني به في كل من جامعة الخرطوم عندما كنت أدرس الطب من خلال مجموعة الجلسات الثقافية والسياسية.
ـ هل صحيح إن غالب “الاتحادين” هم إسلاميون؟
بل العكس صحيح بأن الإسلاميين وأصحاب التوجة الصوفي هم ذوو نزعة “اتحادية”، ولكن هذا لا يعني أن هناك بعض الإسلاميين قد اختارو أن يكونوا اتحاديين منهم على سبيل المثال الشيخ أبو سبيب، ولكن في هذه المسألة لا أخفيك سرًا فأنا كنت (إسلامياً) أيام المرحلة الثانوية لكن ليس لوقت طويل فمن النقاط الفارقة في هذه القضية أن الراحل محمود محمد طه كان يدير نقاشاً حاداً مع الإسلاميين وصل حد التعصب من دون دراية وأدلة ووقائع وبراهين مثبتة. وللتاريخ فإن إعدام محمود محمد طه كان من أكبر الأخطاء التي ارتكبت بحق السودان، فهو شخص كان منفقاً ومهندساً ناجحاً في مجاله برغم (شطحات) الأفكار والمعتقدات في بعض الأحيان وقد تأسفت كثيراً للنتيجة التي آل إليها والحكم عليه بالإعدام.
ـ من خلال فترة وجودك بوزارة إعلام ما تعتقد أن هناك تصريحات أضرت بالسودان؟
أفتكر أن هذا السؤال بالغ الأهمية أنا وحزبي بالاشتراك مع المؤتمر الوطني منذ وقت مبكر جدًا وقد عبر عن ذلك الشريف بمقولته (يربطنا حبل ويقطعنا سيف)، إذا أنت في وقت المحنة أردت الخروج وتبرئة الآخرين فإنه عمل غير أخلاقي وهنا أنا أقصد بالتبرئة ما مر على السودان مؤخراً من أحداث سبتمبر كثير من القوى السياسية أعدت البيانات واعتقدت أن المركب سوف تغرق، بل وذهب البعض بعيداً برفض ركوب العربة (الكامري) باعتبارها عربة يستقلها مسؤولو الدولة وبالتالي ستكون مستهدفة خلال الأحداث، وهي مسألة يتوجب الوقوف عندها وما قمنا به في وقتها ليس تصدياً للمؤتمر الوطني بل تصدياً من أجل السودان والقناعة الأساسية تظل في هذا الاتجاه أن أعيد الشريط مرة أخرى فإن كنت تقصد الأمر بالحملة الجائرة من الصحافة واعتبار الأمر بأنه تمادٍ والحديث عن (ملك أكثر من الملك نفسه) فجميع هذه الأحاديث تظل التزاماً أخلاقياً فأنا ناطق رسمي باسم الحكومة أعبر عن وجهة نظر الإرادة الجمعية للحكومة، ونحن عملنا على توازن بين الأمرين بل والسعى الى توسعته ولن يتسنى ذلك إلا عبر الحوار والنفس الهادئ واحترام الرأي والرأي الآخر من ولوج هذا العمل منذ العام 1996
ـ بمنتهى الصراحة ألم يرد إليك أي توجيه من حزب المؤتمر الوطني وأنت وزير للإعلام؟
ـ إطلاقاً أنا أقول لك بمنتهى الوضوح والصراحة أنا في هذه الوزارة لم أتلقّ توجيهاً سواء من الرئيس أو من غيره، فالبعض يظل يتحدث عن أن وزير الدولة ووكيل الوزارة أعلى من الوزير، ولكن مع مرور الوقت لن أشعر قط بهذا الإحساس فأنا وزير (مكتمل الدسم) تماماً والمرجعية العامة هي رئاسة الجمهورية والرئيس هو المسؤول الأول، والحديث وترتيب الأولويات يجب أن تتسق مع موجهات وسياسات الدولة، وحين أشعر بأن المعزوفة الكلية لا تتناغم مع بعضها سوف أختار الاستقالة وذكرت ذلك من قبل خلال فترة الديمقراطية الثالثة عندما كان الإمام الصادق المهدي رئيساً وخرجت واستقلت من الوزارة والآن إن شعرت بأني مسلوب الأرادة سأستقيل.
ـ كيف تنظر لمسار عملية المفاوضات وصحة تكوين لجنة للاتصال بالرافضين لدعوة الحوار؟
نحن قلنا إننا سنقوم بتشكيل لجنة في حال حدوث انفراج وإن هذه الجولة الهدف منها إيقاف الحرب وإطلاق النار ونعلم جيدًا أن أمثال ياسر عرمان هم من دعاة الحرب لذا تجدني غير متفائل بل وأراهن على أنه لن يقبل غير الوقوف عند ذات النقطة والتمترس عند وقف العدائيات برغم أننا قد تعدينا ذلك الى مرحلة وقف إطلاق النار فهو يرغب في وقف بهدف إعادة بناء الحركة عسكريًا من جديد وهو ما لا نرغب فيه قط، فإن حدث اختراق حقيقي في دارفور والمنطقتين ووقفت الحرب في هذه المناطق وقتها سنشكل اللجنة العليا بقرار مرجعية الحوار الوطني للترتيب.
حوار : الهضيبي يس – تصوير محمد نور محكر
الصيحة
وماذا عن مئات الالآف الذين ذبحوا فى دارفور ؟؟؟؟؟؟؟؟
يا لك من منافق من ذا الذي يرى أن قتل محمود محمد طه كان خطأً، أ لأنه كان منفقاً ومهندساً رأيت أنّ هذا أفضل من إسلامه، والله الذي لا إله إلا هو سألت صديقا لي كان حرسه بجهاز الأمن، فبلت إني سائلك والله شاهد عليك كيف كان محمود في معتقله فقال لي، والله طيلة 6 أشهر لم أره يصلي مرة واحدة، وكانت عندما تأتيه ابنته للزيارة كانا يقومان بطقس غريب في طريقة اللقاء والسلام بينهما.
اها ياااا نيدو