راشد عبد الرحيم : الناقمون والجدد
السؤال والتحقيق والتحري والمحاسبة ينبغي أن تشمل كلا من يثير إتهامات حول الأداء في موقع كان يشغله ووقعت الوقائع التي تحدث عنها أو مثلها في عهده ثم لم يتخذ القرارات والإجراءات التي توقف الأخطاء والجرائم سواء أكانت نهباً للمال العام أو مجاملة أو خوفا من صاحب موقع كبير وسلطان وسطوة.
و ما ورد عن وزير المالية السابق جدير بأن يبين و تتم فيه محاسبة سواء أكانت في عهده ولم يوقفها او في عهد آخر .. الخطأ والجرم في حق الدولة والمال العام لا يسقط بالتقادم ، وشهادة من كان يتولى وزارة مهمة مثل وزارة المالية هي من أهم الشهادات وهي خيط قوي للوصول إلى تعدٍ أو جريمة او تثبت أن الأخ الوزير السابق ينزع عن نقمة بعد أن فارق الموقع.
نكران الموقع والإنقلاب عليه وإخراج المعلومات وسوق الإتهامات بعد الإبعاد ظاهرة تكررت وهي تصل حدا من القبح لا يبقي معه جائزا إلا أن تنظف مواقع الدولة وخاصة الكبيرة منها من مثل هذه الممارسة ، إنها ممارسة تقدح في صدق من يقع فيها.
اليوم يقوم على الوزارة والمواقع الكبيرة عدد كبير من المسؤولين من أطياف سياسية شتى وبقاع مختلفة من السودان.. وأضحت المحاصصة السياسية والقبلية أمرا واقعا تقتضيه ممارسات موجودة حديثة وقديمة.
وهذه التعيينات مهما كان الحرص على أن تأتي سليمة وموفرة للكوادر المؤهلة ولكنها حتما لن تبلغ المدى المنشود.
وإذا أضفنا إليها الناقمين الذين إذا صح هذا الوصف عليهم وتأكد القول منهم فإنها تزيد من عدد الذين يفتقرون إلى توافر الصفات المطلوبة لشغل الوظائف العامة وعلى رأسها الصدق و التجرد والصدع بالحق والحفاظ على المال العام.
من ينكر أمرا كان أمامه ليغيره ولم يفعل أو من يقول قولا بسبب النقمة على مفارقة الموقع فإنه قد يؤشر بهذا إلى حاجة لمزيد تمحيص وتدقيق فيمن يتولى المنصب العام.
هذه الاتهامات تضع من يقول بها إن كانت كاذبة في خانة من إذا أعطى رضى وإذا منع سخط وهذا نوع من البشر والمسؤولين تحتاج معهم الدولة لتحرص أن تبدلهم وألا تعين إلا من يتحمل المسؤولية بحقها ولا ينكص ولا يهرب إذا أعفى .. وكبارهم وأهل للشكر والجزاء من قالوا إنهم شركاء في المسؤولية ولم يتنكروا ولم يعفوا أنفسهم.