العلاقات السودانية المصرية..مرحلة الندية
توضيح واجب عن هذا المقال والمقالات الأخيرة السابقة وهي أني أكتب بكل تجرد ووطنية صادقة لا تعترف إلا بمصلحة السودان وأهله الطيبين، وأساهم بها في توعية الشعب البسيط بقدر ما أستطيع دون المجاملة ودفن الرؤوس في الرمال في مواجهة ضيق واضح من غالبية الشعب السوداني ومخططات خارجية بالغة الخطورة ومدمرة، إذا لم نعترف بها ونسعى لإبطالها والمثل السوداني الأصيل العميق (أسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك).. وفي هذه التوعية أرى أنها دعوة للتوحد ونبذ الخلافات والسمو فوق المرارات والأحقاد خاصة من جانب الحركات المسلحة في دارفور والمنطقتين بعد التنازلات التي قدمتها الحكومة، وهي قوية في كافة ميادين القتال تدعوهم لحوار لا يستثني أحداً-
معارضة مسلحة أو مدنية- للوصول الى حل شامل التزم الرئيس بتنفيذه، لذلك أرى أن هذه التوعية ضرورية لرفع الحس الوطني في مواجهة مخططات خارجية عاتية مستهدفة الإسلام في هذه المنطقة التي قد تشهد حرباً عالمية ثالثة- المخطط يقضي بإعادة تقسيم المنطقة بعد حرب عالمية ثالثة كما حدث في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية- النظام الحاكم الآن في السودان ليس أقوى من أنظمة العراق، وليبيا، وسوريا، ومصر قبل سنوات قليلة- سقطت هذه الأنظمة بسرعة مذهلة عندما دفنوا رؤوسهم في الرمال وأخذتهم العزة بالإثم وعدم تقدير المخططات المعادية وعدم مصالحة شعوبهم- سقط صدام عندما استجاب لطعم لأمريكا لغزو الكويت، وسقط أيضاً عندما رفض كل الرجاءات من رؤساء الدول العربية بعدم مواجهة أمريكا- سقط القذافي وهو يقول: (شدوا الجرذان زنقة زنقة) بطائرات فرنسا الحربية.. سوريا تتمزق بعد أن رفض بشار الأسد كل المحاولات للجلوس مع المعارضة السورية للوصول الى حل سلمي شامل، وسقط حسني مبارك عندما بدأت مظاهرات عارمة تندد بالغلاء وكبت الحريات وتفشى الفساد مستخفاً بها قائلاً لمن نصحوه: (خليهم يتسلوا)- المخطط في نهاياته معاد للإسلام ولكن نحن في السودان لا خوف على الإسلام لأنه متجذر في أعماق السودانيين منذ مئات السنين، ولم يأت مع الإنقاذ قبل بضع سنين، ولن تستطيع أية قوة إزالته من أعماق السودانيين- دخل الإسلام السودان عقب اتفاقية البقط عام 652م بين عبد الله بن أبي السرح والي مصر آنذاك وخالدورات ملك مملكة المغرة وصمدت هذه الاتفاقية لمدة 687 عاماً كأطول اتفاقية في العالم حتى الآن.. كانت ممالك نوباتيا، وعلوة، والمغرة مسيحية منذ العام 540م وفي الاتفاقية أهم بنود فيها الحريات الأربع- التنقل، والتجارة، والتملك، والعمل- هذه الحريات أتاحت للتجار ورجال الدين التوغل داخل السودان ونشر التعاليم السمحاء للإسلام، والتي تعمقت بقناعات تامة من السودانيين حتى قامت مملكة سنار أو السلطنة الزرقاء في القرن السادس عشر على أنقاض مملكة علوة المسيحية التي كانت عاصمتها سوبا شرق الحالية- تمددت السلطنة الزرقاء في أواسط السودان وشمالاً حتى الشلال الثالث حتى أتى محمد علي باشا التركي عام 1821م وهزم الملك بادى السابع، بعد أن ضعفت المملكة بسبب الخلافات في الحكم وعدم رضاء المواطنين..
عليه يكون حكم السودان في ظل إسلام الغالبية العظمى من السودانيين كما يلي:
– السلطنة الزرقاء (1501 -1821) والحكم التركي (1821-1885م)، وحكم المهدية (1885-1898م)، والاستعمار الانجليزي المصري (1898-1956م) وكان حكماً مدنياً مستمداً قوانينه من الشريعة في الأحوال الشخصية، و(1956-1985م) أيضاً حكم مدني إسلامي وأخيراً من (1985-2015م) حكم إسلامي يعني 514 عاماً حكماً مدنياً اسلامياً… وأخيراً إسلامياً كاملاً بكل المقاييس- الإسلام متجذر في 98% من السودانيين بقناعات وقوة لا تستطيع أية مؤامرات إزالته، والحديث عن الخوف على الإسلام في السودان ذريعة غير واردة.
موضوع هذا المقال توتر العلاقات السودانية المصرية نبدأه بحقائق تارخية تساعد في تحليل العلاقة الأزلية بين البلدين:
أولاً: السودان حكم مصر لمدة مائة عام في القرن الثامن قبل الميلاد، وبعد غزو الملك السوداني الفرعوني كاشتا ملك مملكة كوش- مصر لم تحكم السودان إلا كمقطورة (ترلة) في الحكم الانجليزي المصري منذ 1898حتى 1956م أي ثمانية وخمسين عاماً.
ثانياً: تعليم وثقافة السياسيين والمفكرين السودانيين جاءت من مصر خاصة من الأزهر، حيث تلقى معظم رجالات الدين ومعلمي اللغة العربية والديانة الإسلامية تعلموا في مصر من شيوخ الأزهر.
ثالثاً: دخلت الشيوعية السودان من مصر في الأربعينيات من القرن الماضي.
رابعاً: دخلت الحركة الإسلامية من مصر أيضاً بعد نشأة تنظيم الاخوان المسلمين في مصر على يد الإمام الشهيد حسن البنا عام 1929م وتعمقت العلاقة أكثر بعد 1954م عندما تم إعدام المفكر الإسلامي الشهيد سيد قطب، إذ نزح عدد كبير من الاخوان المسلمين وأسسوا تنظيم الاخوان المسلمين في السودان في أوائل الستينيات من القرن الماضي، ومن أبرز رموز قيادات الاخوان المسلمين في السودان علي طالب الله، وبابكر كرار، وميرغني النصري، ومحمد صالح عمر رحمهم الله ثم ناصر السيد، وجعفر شيخ ادريس، ود. حسن الترابي وكثيرون غيرهم.
خامساً: ثورة اللواء الأبيض عام 1924م كانت موالية لمصر وكانت سبباً في خروج الجيش المصري من السودان.
سادساً: رفض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مواجهة الجيش السوداني في حلايب عام 1957م إبان رئاسة المرحوم عبد الله خليل لوزارة حزب الأمة.
سابعاً: نشأ الحزب الوطني الاتحادي بزعامة المرحوم اسماعيل الأزهري موالياً لمصر ومدعوماً منها.
ثامناً: احتوى نظام مصر بقيادة عبد الناصر قادة انقلاب نوفمبر 1958م بقيادة عبود وانقلاب مايو 1969م بقيادة نميري عليهما الرحمة.
تاسعاً: أول دولة اعترفت بانقلاب يونيو 1989م كانت مصر، وبعد مشورة سفير مصر في السودان آنذاك الشربيني ودعت مصر كافة الدول العربية خاصة السعودية للاعتراف بثورة الإنقاذ مما يعني أن مصر ضالعة بشكل من الأشكال في كل التغيرات السياسية التي حدثت في السودان.
عاشراً: مصر لم تتمتع بأي حكم ديمقراطي تعددي طوال تاريخها منذ الفراعنة قبل الميلاد حتى اليوم، ولم يعرف شعبها التعددية والديمقراطية مثل السودان الذي تمتع بحكم ديمقراطي تعددي كامل الدسم في ثلاث حقب (1953-1958م)، و(1964-1959م)، و(1985-1989م).
من هذا السرد التاريخي علينا أن نحافظ على علاقتنا مع مصر بمفهوم المصالح المشتركة ونركز ونحسن نقاط القوة حتى نضيف عنصر الندية كبعد مهم الى المصالح المشتركة- ونقاط القوة تتمثل في مياه النيل، والبعد الأمني الجنوبي لمصر، والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والتقارب مع اثيوبيا ودولة الجنوب.. عليه يجب تقوية العلاقات مع دول حوض النيل الأفريقية التي اعترضت على قسمة مياه النيل في اتفاقية 1959م، والتركيز على الاستفادة القصوى من الثروة الزراعية بإعادة المشاريع التاريخية الزراعية الى أحسن من سيرتها الأولى، خاصة مشروع الجزيرة كأولوية قصوى، وكذلك الاهتمام بالثروة الحيوانية، وتقوية العلاقات مع دولة جنوب السودان وإعادة الوحدة بين البلدين في شكل كنفدرالي حتى تعود ثروات البترول الى فترة (1999-2011م) وتستغل عائداته في إعادة تأهيل الزراعة في السودان ليكون مركز قوة حقيقي في المنطقة تساهم في تحقيق الندية والبعد عن الدونية التي تتعامل بها مصر معنا..
وعدم التفريط في العلاقة الوطيدة الحالية مع اثيوبيا وعدم الدخول معها في الوقت الراهن في نزاع حدودي تاريخي منذ أكثر من أربعين عاماً.. والسماح لاثيوبيا وتشجيعها والمساهمة معها في إنشاء سد الألفية واستيراد كهرباء منه بما لا يقل عن الفي ميقاوط.. وعدم إثارة أو مضايقة الوجود الشعبي الاثيوبي في السودان، فهو يشكل نقطة ضعف لاثيوبيا وبقعة حساسة في علاقاتها مع السودان ثم الدخول مع اثيوبيا عاجلاً في اتفاقيات تكامل في مجالات الأمن، والزراعة، وحرية العمل والتنقل.
العلاقات مع اثيوبيا وإعادة الوحدة الكنفدرالية مع دول جنوب السودان يشكلان البعد الاستراتيجي في تقوية السودان وتحقيقه للندية المطلوبة في إجبار الآخرين على احترامنا.
والله الموفق.
تقرير : م/ عمر البكري ابو حراز
اخر لحظة
الله ينصر دينك يا دكتور دا الكلام بلا مصر بلا فرعنة
مخططات خارجية واسطوانات الكيزان الضاربة ايها الكوز الانتهازي الخبيث
العداء الغربي لنا ليس مخططات ولكنه نتيجة طبيعية ومتوقعة لجهلكم وغبائكم وزعيقكم الخاوي واستفزازكم للدول الغربية بينما يكم جعبتكم خاوية فقط لكسب سياسي رخيص واللعب بالاوتار الحساسة للشعب وايهامه بان الغذاء سيتوفر وناكل مما نزرع الى اخره والآن العسكر والكيزان يتمسحون بارجل الروس والصينيين الشيوعيين كما تتمسح القطط الجائعة في المطاعم الشعبية بارجل الزبائن طمعا في قطعة عظم او لقمة بصقها الزبون ولم يستسقها
ليس تطبيلا لمصر وانا من الناس اللي حلفت ما اكرر زيارتي لمصر لكن ليس هناك مقارنة بين المصريين والاثيوبين …المصريين افضل من الاثيوبين يا ناس فوقو فوقو واصحو
حسن البنا الماسوني شهيد ؟
خسئت وخسء البنا
سلام للجميع اولا ده كلام جميل و مهم بس فيهو بعض الأخطاء احب تصحيح هذا الأخطاء النوبيين حكممو مصر 400 سنة و ليس 100 اولا الفراعنة حكمو السودان فترته من زمن ثانيا مافى استعمار انجليزي مصرى استعمار انجليزى ده حاجه الحاجة التانيه ما حكم تركى مصرى حكم تركى للأسف نحنا السودانيين دائما نقول حكم انجليزي مصرى و حكم تركي مصر ده ما سليم لابد من القائمين على على التربية والتعليم تصحيح هذا الأخطاء و فى النهاية حفظ الله بلادنا و أهلنا من الأعداء و المؤامرات و لنا عودة
كلام في الصميم
هي دي الدبلوماسية الصحيحة
بس اختلف مع الكاتب في تمجيده لمصر
كلامك عين العقل
يجب ان نسمو فوق الخلافات الداخليه ونتوحد تجاه الخطر الخارجي
واختلف معك في نقطة واحدة حيث اري قطع العلاقات كليا مع مصر والابقاء فقط علي تمثيل دبلوماثي شكلي
فاكبر خطر يتهدد السودان قادم من شمال الوادي ليس بمقدرتهم ولكن بتبسيطنا لهذا الخطر
اغلاق الحدود مع مصر والتوجه نحو توطيد علاقاتنا مع الدول الافريقيه وخاصة المجاورة فيه مصلحة البلاد
***الله أكبر
المصريين افضل من الاثيوبيين من ياتو ناحية
من ناحية الفهم الاثيوبيين فاهمين وعاقلين اكثر من المصريين
من ناحية قوة الاثيوبيون اقوى
من ناحية اخلاق وتدين ايضا مسلمو ومسيحيو اثيوبيا اكثر تدينا من شبه المسلمين وشبه المسيحيين في مصر
من ناحية امزجة وعواطف نحن بنحب الحبش وبحبونا وبكره المصريين وبكرهونا
انا عشه مغترب والله اكثر شيء استغربت فيه عدم حب الاثيوبيين للسودانين
والدليل المظاهرات بتاعت السعودية التي قام بها الاثيوبين كان سوداني في السوق غرس فيه اثيوبي سكين ارداه قتيلا في الحال
دا من غير من احتكينا معهم يقول لك السوداني ليس بزين
هم اصحاب مصلحة بحته يحبون انفسهم
ما يهمني في هذا المقال وهو الخط الافضل والاهم وطز في اثيوبيا وفي مصر وفي العالم ………….دعوة للتوحد ونبذ الخلافات والسمو فوق المرارات والأحقاد خاصة من جانب الحركات المسلحة في دارفور والمنطقتين بعد التنازلات التي قدمتها الحكومة، وهي قوية في كافة ميادين القتال تدعوهم لحوار لا يستثني أحداً-
معارضة مسلحة أو مدنية- للوصول الى حل شامل التزم الرئيس بتنفيذه، لذلك أرى أن هذه التوعية ضرورية لرفع الحس الوطني
الاسلام متجزر فينا منذ عهد بعيد و عليه ما أتى به النظام من مشروع حضارى دعوى لتأصيل الثقافة و الوعى و الحكم الاسلامى السياسى و الهيمنه على مقاليد الدولة و فرض نظام أتى بانقلاب عسكرى و ما أدى الى نشوب حروب داخيله و انتشار اللاح و المليشيات و سفكت دماء دون وجه حق و ما اصاب الوطن و المواطن من اذلال و ترهيب و رعب و اعتقال و تشريد و الكيل بمكياليين و تسيس القضاء و الشرطه و الامن و القوات المسلحه لخدمة النظام و حمايته و الاغفال عنما يجرى فى حدودنا شمالا و شرقا من تعديات و احتلال و وصلت الى القتل و الاختطاف و دفع دبات مقابل الافراج عن هؤلاء الرهاين يعتبر هذا مؤشر خطير و أن النظام فقد السيطرة على ادارة مفاصل الدولة و حماية الوطنو المواطن من أى كارثة كانت طبعيه او قوات مسلحه محتله أتت من خارج الحدود و لديها القدرة و الدعم و اللوجستى لفرض سيطرتها على جزء من أرض هذا الوطن و فى مشهد درامى و خزلان مبين من النظام و صمت مطبق لم تتحرك أى جهة كانت لحماية هذا الوطن خائنين للقسم الذى أقسموه و الولاء لتراب هذه الارض التى أنبتت و ترعرع فيها هؤلاء الجند مضرب الانثال و ما اذهل العالم أجمع من بسالتهم و شجاعتهم و أقدامهم و تصدرهم للقوات المقاتله فى سيناء و ليبيا و فلسطين ونالوا الشكر و الثناء الاشاده من المستعمر الذى شهد لهم بذلك .
مصلحة الوطن و المواطن هى الاهم و أن تكون العلاقات بدول الجوار من منطلق المصالح المشتركة بين البلدين و ما تتبعه مصر من سياسات و علاقات بدول الجوار و العالم رهينه بمصالح بعينها و ما هى المكاسب و العائد منها ماديا او لوجستيا او اعلاميا او امميا و لكن النظام القائم لا ينظر الى ما بين السطور و نجده عجولا فى ابرام أى اتفاقية دون التدقيق فى سلبياتها او ايجبياتها و الدليل على ذلك الحريات الاربعه ؟
نفتقر الى الدبلوماسى المحنك و الفطن الذى يقود الدبلوماسيه السودانية و يعيد لنا ما أسس له الساسه العظماء و الدبلومسايه السودانية التى كانت علم على نار و لهم السبق الاعلى فى دول الجوار و العالم و الامم المتحده و الوطن العربى استعان بخبرات هؤلاء الافاضل عليهم الرحمه فى وضع لبنات لوزارات الخارجية التى أتت لاحقا بعد أن نالوا استقلالهم .