أماكن العمل لا تتناسب مع قدرات الدماغ
يواجه الموظفون حول العالم، طيفاً هائلاً من العناصر القريبة والثابتة التي تُسبّب الإلهاء أو صرف الانتباه، ويُعزى ذلك بشكل كبير إلى القصور في فهم كيفية إدارة التركيز ضمن بيئة العمل. جاء ذلك ضمن النتائج الرئيسة التي توصّلت إليها أحدث دراسات «ستيلكيس»، وهي عبارة عن دراسة تحليلية شاملة، تستند إلى علوم الأعصاب والبحث المعرفي، أجرتها الشركة على مدار العام الماضي. ويشتمل العمل الكامل في هذه الدراسة، على مجموعة من الاستكشافات التي توصّل إليها خبراء علوم الأعصاب، مع الأبحاث الاستقصائية المستمرة للشركة بخصوص سلوكيات الموظفين، والطبيعة المتغيّرة لمهام العمل.
وتقول دونا فلاين نائب الرئيس لدى «ستيلكيس ووركسبيس فيوتشرز» لمساحات العمل المستقبلية: يتعرّض الموظفون في المتوسط للإلهاء أو صرف الانتباه كل ثلاث دقائق، ويحتاجون إلى 23 دقيقة للعودة إلى إنجاز مهمة ما بعد تشتّت تركيزهم. ويؤثر الإلهاء أو عدم المقدرة في التركيز على الإنتاجية والمشاركة وجوانب الرفاهة، بل وفي الأداء الكلي في الشركات. إننا نبذل قصارى جهدنا لكي نكون أكثر فاعلية، ولكن كلما حاولنا ذلك، تصاب أدمغتنا بالتعب والإجهاد. ولقد بات صرف الانتباه أو تشتيت الذهن أمراً سائداً، لأن الموظفين لا يعرفون حقيقة الانتباه، ولا كيفية إدارته، أو ليس لديهم إمكانات الحصول على أفضل الأماكن التي تدعمهم لإنجاز المهام المنوطة بهم.
محدودة
وكشفت نتائج الدراسة، أن الدماغ لديه قدرات محدودة من الطاقة، ويستخدم 20 % من طاقة الجسم. لذلك، من المستحيل من الناحية الفسيولوجية لأي فرد، أن يستمر في التركيز والانتباه بصورة واعية لثماني ساعات متواصلة، وفي الوقت نفسه، إحراز منجزات نوعية أو كمية حسب المطلوب. فالانتباه لديه إيقاع طبيعي عبر اليوم. وتطرّقت نتائج أخرى إلى أهمية الوعي الذهني في تدريب الدماغ، والآثار الضارة للمهام المتعددة.
وتضيف فلاين: من خلال تغيير عاداتنا الحالية، والمساحات التي نستخدمها، يمكننا إحكام السيطرة أكثر على أدمغتنا وحياتنا. وبينما نصبح أكثر وعياً بكيفية عمل أدمغتنا، وأكثر تناغماً مع الإيقاع المتقلّب لتركيزنا، يصبح من السهل أن نعرف ما تحتاجه أدمغتنا ومتى. ويمكننا إنشاء مساحات تساعد الأفراد على التركيز، وتجديد النشاط، والإلهام، وتفعيل أدمغتهم، في نهاية المطاف، التفكير بشكل أفضل.
وقد حدّد فريق البحث والتصميم في «ستيلكيس»، ثلاث حالات للدماغ، كل منها يتطلب سلوكيات ووضعيات معينة. ومن شأن تحقيق التوازن لهذه الوضعيات الثلاث طوال اليوم، أن تساعد الموظفين على إدارة الإيقاع المتقلّب لتركيزهم على نحو أفضل. وهي، التركيز: والذي يتطلب تجنّب عناصر الإلهاء غير المرحّب بها.
والتجدد والإلهام: فمن المهم إدراك أن الإلهاء قد ينطوي على فرص لمنح دماغنا الاستراحة القصيرة التي يحتاجها، وإتاحة المجال لأذهاننا أن تنطلق إلى الأفق الذي تريده. والتنشيط: وهو حركة تحفّز الدماغ. فلقد توصلت الدراسة إلى أن هؤلاء الذين يعملون من على منصّة مكتبية مفرّغة ذات جهاز للحركة، استطاعوا على الأرجح، وبأكثر من 34.9 %، الإجابة عن سؤال استيعابي بشكل صحيح، مقارنة بهؤلاء الذين يعملون وهم جالسين على كرسي خلف مكاتبهم.
البيان