الفرق كبير بين ضبط النفس والانبطاحة!!
قبل أن أبدأ كتابة هذه الزاوية سألت من كان يجلس بقربي إن كان لديه معلومة عن ثمة عقار أو قرص يمكن أن أبتلعه حتى يكبح لجام غضبي وزعلي الذي كان لحظتها هو سيد مشاعر عواطفي وعنوان إحساسي وفهمي وكل جوارحي. ولأني أردت أن أكتب أو أحاول أن أكتب بشيء من العقلانية وضبط النفس عن حديث الساعة الذي تدور تفاصيله على حساب أبناء الجالية السودانية في مصر وهم وعلى لسان السفير والقنصل، يعني كلام موثوق منه، يتعرضون من قبل السلطات المصرية للاعتقال والحبس والمعاملة الفظة.. ولأن هناك مثلاً رائجاً يبدو لي أنه سوداني مائة بالمائة يقول (سكتنا ليه ركب ودلدل رجليه)، فإن السلطات المصرية وطول سكوتنا على استفزازات مثلث حلايب وطول سكوتنا على رفض المعاملة بالمثل في ما يتعلق بالاستحقاقات الأربعة بين البلدين، جعلها تركب على ظهورنا وتدلدل رجليها، بدلالة أنها لم تجد من الجاليات التي يملأ أفرادها شوارع القاهرة جالية (تحقر) بأبنائها غير السودانيين الذين ظلوا يقدمون سبت الوفاء والعطاء الأخضر لمصر ولا يجدون إلا أحد النكران والاستغلال والمنفعة، والخرطوم التي سندت “عبد الناصر” عقب النكسة والوكسة هي ذات الخرطوم التي أنقذت القاهرة عندما لفظها الأشقاء العرب بعد “كامب ديفيد”، لكن يبدو أن الأخوة هناك يحملون ذاكرة سمك بدلالة أنهم نسوا أو تناسوا ما هي الخرطوم يا سمراء.. وخلونا من ألفات رغم أنه موجع ومر لكنه ليس أكثر وجعاً ولا مرارة من أن تتجرأ الحكومة على قتل (15) سوداني بدعوى أنهم حاولوا التسلل إلى إسرائيل في جريمة لا أشك أنها ارتكبت بدم بارد ومع سبق الإصرار، لأنه حتى لو افترضنا جدلاً أن هذه الرواية صحيحة ألم يكن بالإمكان إلقاء القبض عليهم دون التعامل بالرصاص الحي وهم مؤكد عُزل لا يحملون مدافع أو قنابل.. إذن كيف ترتكب هذه المجزرة لسبب يحمل دواعي نفيه في حيثياته وتفاصيله؟؟ خلونا نقول إننا والله قد سئمنا لغة الاستفزاز والغرور التي ظل يتعامل بها الإعلام المصري حتى ما قبل مباراة مصر والجزائر بأم درمان، وإننا سئمنا ممارسة طولة البال التي تحولت إلى طولة يد اعتداءً غاشماً على أبنائنا هناك، وهو ما يجعلني أطالب الحكومة السودانية بأن تحفظ هيبة وسمعة أبنائها وتحفظ حياتهم من خلال بيان عن طريق وزارة الخارجية السودانية تخاطب به السلطات المصرية بلغة صارمة وواضحة دون تلطيف أو تمليس لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات التي تعبئ المشاعر الغاضبة وتستفزها أكثر مما هي عليه، لا سيما وأن الجالية المصرية هنا تجد كل الاحترام والتقدير، ويكفي أنهم يدخلون مطار الخرطوم بسلام آمنين بلا تأشيرات ولا تصاريح، وفي المقابل (يتلطع) شبابنا أمام القنصلية النهار بطوله لزيارة مصر المحروسة في ازدواجية عجيبة للمعايير والمقاييس.. ومن يهن يسهل الهوان عليه!! فرجاءً كفاية سكوت والفرق كبير بين ضبط النفس والانبطاح.
{ كلمة عزيزة
على واحدة من صفحات التواصل الاجتماعي شاهدت صورة المدعو “ياسر عرمان” وهو يشعل الشموع في باريس ليبدد بذلك في إشارة للفعل ليل الإرهاب الذي نرفضه جميعاً.. لكن دعوني أتوقف وأسأل من هو ذاك الذي يوقد الشموع؟ إنه “عرمان” الرجل الذي يهوى الرقص على جسد بلده الجريح، والرجل الذي لا يدخل محراباً ألا وهو مشتعل بنيران الحرب والفتنة والقتال.. فيا أخي إن كنت ضد الإرهاب فإن إصرارك على أن لا يصل الوطن إلى كلمة سواء هو قمة الإرهاب، وإن كنت تشعل الشموع تضامناً مع القتلى والجرحى فتعال لتشعلها تضامناً مع أهلنا في النيل الأزرق ودارفور الذين تصر أنت ومن معك على حرق حاضرهم ومستقبلهم بدم بارد!!
{ كلمة أعز
غداً أحدثكم عن (الغبينة) التي أصابت الباشمهندس “إسماعيل بابكر محمد” العائد بإنجاز دولي من تركيا، وهي ليست غبينته براه، لكنها غبينة معظم العلماء والخبراء السودانيين الذين يعاملون بطريقة “لا كرامة لنبي بين أهله”!!