حاويات المخدرات
احتفت الصحافة السودانية.. واحتفت الشرطة والحكومة بخبر اعتبرته الشرطة إنجازاً كبيراً لشرطة الجمارك التي ضبطت شحنة كبيرة من المخدرات تم شحنها في حاوية يبلغ حجمها نحو (20) قدماً، وقال العميد “عبد الله عثمان” إن المخدرات التي ضبطت دخلت ضمن شحنة ثلاجات كانت مخبأة في التجويف الخلفي للثلاجات، في عبوات زنة واحد كيلو، فيما يبلغ الوزن الكلي للمخدرات حوالي (645) كيلو غرام ، هي عبارة عن حشيش من شجيرات القنب الهندي ،الذي يستخدم كمخدر يجعل الإنسان يشعر بالاسترخاء والمرح، وكذلك حوت الشحنة حبوباً مخدرة.. ولم تكشف الشرطة، بطبيعة الحال عن الشركة التي استوردت المخدرات ،ولا أسماء التجار ملاك الثلاجات، التي بداخلها المخدرات.. وبدت شرطة الجمارك مزهوة بالحدث والإنجاز الذي تستحق عليه التهنئة في أيام صعبة ،يعيشها منسوبي الجمارك جراء تبعات الاتهامات التي طالت قيادتهم السابقة، بالفساد والإفساد.. وفي كل يوم تقوم الشرطة بواجبها في ضبط كميات كبيرة من الخمور المستوردة التي تدخل بلادنا من حدودنا الشرقية.. وكميات كبيرة تأتي إلى دارفور من خلال حدودنا الغربية.. وتصنع في الخرطوم العاصمة الحضارية يومياً آلاف (القوارير) من العرقي، الذي تستهلكه المدينة بشراهة وينفق البوليس جهداً ومالاً في سبيل مكافحة الخمور في ولاية الخرطوم وحدها، التي تستهلك (العرقي) وحبوب الهلوسة والبنقو والقنب الهندي، وهذه المخدرات والخمور، التي تأتي من خارج الحدود هي لاستهلاك القادرين على دفع المال بالجنية والدولار، أي هي (شراب) الأغنياء المترفين.. أما الفقراء المعدمين فيشربون (المريسة) التي تسمى (الجعة) ،عند غير السودانيين ويشربون (العسلية) وهناك مشروبات قريبة من الحرام وقريبة من الحلال مثل (الشربوت) المعتق أي بزيادة الخميرة.
وفي بعض جهات السودان يناهض (الفقرا) أي (الفقهاء) المحليين مسألة تحريم (المريسة) ويعتبرونها فطوراً يتناوله المزارع ،ويذهب لمزرعته منتشياً يكدح طوال النهار، ويصلي ويقرأ القرآن ،حتى تفيض مقلتاه بالدموع.
حينما وصلت حركة النهضة التونسية إلى السلطة من خلال إرادة الشعب التونسي الحرة ،بعد سقوط النظام السابق وسيطرة الإسلاميين، على البرلمان سأل الصحافيين الشيخ “راشد الغنوشي” زعيم الحركة الإسلامية في تونس هل ستغلق الحكومة (البارات) وتعاقب من يشرب الخمر.. وتلاحق الفتيات اللاتي لا يلتزمن بالنقاب الإسلامي؟؟ قال الشيخ “راشد الغنوشي” الذي درس الفلسفة في تركيا ومصر ،وانتهج سياسة التربية وإصلاح المجتمع بالحسنى: (نحن لن نغلق البارات ،ولن نستخدم عصا السلطة في التغيير الاجتماعي، ولكن بعد خمسة سنوات سنجعل تجارة الخمور تجارة كاسدة ،ولن تجد (البارات) من يرتادها من الشباب، ويضطر أصحابها لإغلاقها).
تلك هي أماني ومشروعات “راشد الغنوشي” وفلسفته في التغيير الاجتماعي الذي ينتظر تونس في حقبة الإسلاميين.. ولكن لم يتركوا “الغنوشي” . فقد (حاصروه) بالنقابات وأخرجوه من السلطة ،ولكنه بقى في المجتمع فاعلاً ويضع رهانه على الديمقراطية التي من أجلها دخل الإسلاميون السجون، ونالوا من التنكيل ما نالوا.. وفلسفة التربية لـ”راشد الغنوشي” تقابلها مدرسة الإسلاميين في السودان التي انتهجت سياسة المنع والحظر والعقاب، بالقانون والشرطة، وجعلت من آليات الحكومة هي البديل الذي يقود التغيير، ولكن بالقوة المادية، متجاهلين مناهج التربية وتهذيب السلوك، وبعد ربع قرن من وصول الإسلاميين للسلطة في السودان لا تزال الشرطة تكافح بائعات الخمور في الأحياء الطرفية، وشحنات المخدرات تضبط في الموانئ في كل شهر ،وتنتشر في طرقات المرور السريع مراكز مراقبة شحنات المخدرات التي تستهلكها العاصمة الخرطوم والمدن الكبرى، فأين نحن من فلسفة “الغنوشي” ولماذا اعتمدت الحركة الإسلامية في السودان على آليات الدولة وأجهزتها للتغيير وتخلت عن التربية لصالح التيار السلفي العاجز ،عن الموائمة بين واقع السودانيين وأصول الدعوة.
الاجابة بسيطة , انتم هدفكم السلطة و انتزعتموها بكل السبل التي لا تمت للانسانية بشئ, و أصبح الهدف هو البقاء فيها و لا شئ آخر .
مبروك …….
ماذا بعد الانجاز الذي حققته شرطة الجمارك السودانية
هل ستسجل القضية ضد مجهول
هل ستبادة المخدرات ويفضل الملف حبيس الادراج
وماذا انت فاعل ايها الصحفي والاعلامي ود عبدالمنان
والله اجزت يا يوسف عطا المنان وجزاك الله خيرآ حقيقة اين الدولة واجهزتها على مدى الخمسة وعشرون عاما من المشروع الحضارى (الاسلامى) وما نراه فى الشارع اليوم وماتطالعنا به الصحف يوميا من اخبار عن جرائم قتل وطلاق وخمور ومخدرات واعتداء على المال العام وحتى مال الزكاة والحج يعكس الصورة تمامآ