إبراهيم غندور:: تعيين مصطفى إسماعيل في الرياض “شائعات” * الاتحاد الأوروبي تفاوض معنا والبشير وجه بالمشاركة
* وردت أنباء خلال الفترة الماضية عن تعيين د. مصطفى إسماعيل سفيرا في الخارجية وأنه سيتوجه إلى سفارة السودان بالرياض؟
– كونه سفيرا في الخارجية هذا قرار متفق عليه والرئيس قد وقعه ووصل إلى الخارجية، كونه سفيرا في السعودية هذا أمر لم يقرر حتى الآن بل هو شائعات منشورة في أجهزة الاعلام ليس إلا والخارجية حتى الآن لم تحدد السفير الذي سيذهب إلى هذا البلد أو ذاك سواء السعودية أم غيرها.
* إذن تعيينه سفيرا في الخارجية ألا يعد تقليلا من حجمه السياسي وكونه كان وزيرا للخارجية من قبل؟
– قطعا لا، ولعلي أستخدم أمثلة ونماذج كثيرة منها الوزير المرحوم علي سحلول الذي كان وزيرا للخارجية وصار سفيرا للسودان في جنيف قائدا لبعثه وهناك عدد من الوزراء من حولنا في العالم مثل وزير الخارجية الإثيوبي وهو الآن سفير في الصين وفي السودان أيضا هناك نماذج كثيرة وزير الدولة في الخارجية نجيب الخير كان سفيرا للسودان في الاتحاد الأوروبي هذا أمر طبيعي أن تذهب من وظيفة دستورية إلى وظيفة أخرى ليس تقليلا وإنما يؤكد أهمية الشخص للاستفادة من قدراته.. النماذج والأمثلة كثيره عبر العالم وحتى داخل السودان.
* في ما يخص العلاقات مع مصر.. ألا تعتقد أن زيارتك إلى مصر على المستوى الثنائي تأخرت كثيرا؟
– أولا التقيت وزير الخارجية المصري سامح شكري مرات عديدة ولعله أكثر وزراء الخارجية العرب والافارقة وأكثر وزراء الخارجية على الإطلاق الذين التقيتهم ومتى ما نلتقي نتشاور لم تسنح الفرصة لزيارة مصر وربما أزورها في القريب العاجل.
* الآن أجريت الانتخابات المصرية في حلايب وشلاتين؟
– حلايب سودانية وستظل كذلك ولكن لا نريد لها أن تكون سببا لتعكير صفو العلاقات بين البلدين كما اتفق الرئيسان البشير والسيسي وإجراء الانتخابات المصرية فيها لن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا.
* ما هو موقف السودان من الأزمة السورية هل يؤيد الغارات الروسية على داعش أم لا زالتم تناهضون هذا الأمر خاصة وأن مصر أعلنت تأييدها لهذه الضربات؟
– الحكومة ظل موقفها ثابت في القضية السورية ولعل الرئيس قد أكده مرارا وتكرارا منذ بداية الأزمة السورية وإلى الآن: أن الحل في سوريا لابد أن يكون حلا سياسيا، الحل العسكري مهما وضعت له من إمكانيات لن يحسم قضية القتل الذي يستمر في سوريا بل يعني المزيد من القتل وفي النهاية لابد أن يكون الحل حلا سياسيا بالتحاور بين الأطراف المعنية في هذا الأمر بالتالي الحل العسكري لن يكون فاصلا في هذه القضية.
* ولكن رئيس البرلمان تحدث من قبل عن أن السودان لا يعارض استخدام القوة في سوريا لكنه يدعو لتوحيد الجهود الرامية إلى حل الأزمة ومكافحة الإرهاب، وأشار إلى أن النهج الروسي يرمي الى تثبيت أركان حكم بشار الأسد رغما عن محاولات السعودية ودول الخليج مد حبال الود مع موسكو لتغيير تلك السياسة..
– موقف البرلمان يختلف عن الحكومة ورئيس البرلمان يعبر عن رأي البرلمان ورأي الشعب الذي انتخب البرلمان.
* إذن أنتم لا تدعمون الغارات الروسية؟
– نحن لا ندعم أي حل عسكري في سوريا نحن مع الحوار بين الأطراف السورية ومع إيقاف القتل الذي يتعرض له الشعب السوري، مع إيقاف معاناة الشعب السوري.
* هل تم تحديد موعد لزيارة الرئيس إلى روسيا وما هي أبرز الأجندة التي ستبحثها الزيارة؟
– حتى الآن لا، ستبحث أجندة ثنائية، المبادرة جاءت من الأصدقاء الروس في تقريب وجهات النظر بين السودان وجنوب السودان ولذلك كانت الدعوة الأولى لوزير الخارجية مع سيرجي لافروف وأنا أعتقد أن تلك الزيارة قد حققت نجاحا كبيرا ومن نتائجها تسريع الاتفاق الذي وقع في أديس أبابا الأسبوع الماضي بين وزيري الدفاع لأننا اتفقنا في موسكو أننا سنعمل على تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت في ديسمبر 2012 وهذا هو محور لقاء موسكو وزيارة الرئيس لموسكو جزء من ترتيبات تسبقها لقاء وزيري الدفاع ثم دعوة الرئيسين البشير وسلفاكير هذا وفقا للاتفاق الثلاثي الذي تم توقيعه في موسكو.
* هناك حديث عن إهمال السودان لعلاقته مع ايران لحساب توجهاته نحو دول الخليج التي أعلنت أن الاتفاق النووي لن يهدد الدول العربية ولها علاقات تجارية معها؟
– علاقات السودان مع دولة لا ترتبط مع دولة أخرى علاقاتنا مع إيران علاقات طبيعية هناك خلافات حول أنشطة المراكز الإيرانية في السودان وهذا ملف تم حسمه والجانب الإيراني تفهم ذلك والتقيت قبل يومين بالسفير الإيراني.
* تريد أن تقول إن العلاقات بين البلدين غير متوتره؟
– لا أستطيع أن أسميها متوترة.
* هل سيشارك الرئيس البشير في القمة الصينية الأفريقية التي ستعقد في جنوب أفريقيا ديسمبر المقبل؟
– حتى الآن لم يحدد الموقف لأن القمة تعقد في شهر ديسمبر وبالتالي حتى الآن لم يتخذ القرار النهائي لكن ليس هناك ما يمنع الرئيس البشير من المشاركة لا موقف جنوب أفريقيا ولا موقف السودان ولا موقف الرئيس البشير، والرئيس سيشارك الآن في القمة الهندية الأفريقية في نيودلهي الأربعاء المقبل.
* يعتقد البعض أن قرار السودان في مجلس حقوق الإنسان في جنيف بإبقائه في البند العاشر وفوز السودان برئاسة لجنة الأمن الغذائي العالمي ممثلة في السفيرة أميرة قرناص انتصارات للدبلوماسية تدعم توجهاتك الجديدة؟
– هو تتويج لجهود بذلها الإخوة في البعثة في جنيف وجهود مضنية وتفاوض مستمر لكن سقفنا هو خروج السودان تماما من أي بند من بنود المراقبة في حقوق الإنسان أو حتى الدعم الفني وهذا ما نسعى إليه ونعمل عليه لكن هناك جهدا خارقا من الإخوة في جنيف وكنت أتابع هذه الجهود بصفة يومية. أما انتخاب أميرة قرناص وأنا اهنئها من صفحات (اليوم التالي) فكان أولا بسبب دور شحصي ظلت تلعبه في المنظمة من خلال وجودها سفيرة للسودان بروما وتقدير شخصي يكنه لها المندوبون في تلك المنظمة ويؤكد احترام السودان من كثير من دول العالم خاصة وأن السودان دولة لديها قدرات كبيرة مقارنة مع دول كثيرة في إنتاج الغذاء بالتالي هذه الانتصارت فيها البعد الشخصي والجهد الدبلوماسي وهي في النهاية انتصار للسودان بأكمله.
* هناك أيضا حديث عن صفقة تمت بين الحكومة السودانية والوفد الأمريكي لإبقاء السودان في البند العاشر بدلا عن الرابع؟
– الحوار الذي تم بين بعثتنا في جنيف ومناديب الولايات المتحدة الأمريكية كان واضحا وشفافا الأمر ليس صفقة، الأمر هو توضيح لحقائق كثيرة ووضعها على الأرض والقضية لا تخلو من الاستهداف السياسي ولكن في كثير من الأحيان هذا الاستهداف يتراجع عندما تتم محاصرة الطرف الآخر بالحقائق، والأمر أيضا دعم بحوار مباشر وما يجري بيننا والولايات المتحدة الأمريكية الآن من نقاش حول قضايا العلاقات الثنائية.
* خلال زيارتك لنيويورك تمت مناقشة أوضاع يوناميد، هل كانت هناك تفاهمات حول استراتيجية الخروج تم تحديد سقف زمني لخروجها؟
– نعم أجريت لقاءات، اللقاء الأول كان مع مسؤول السلام في الأمم المتحدة لادسوس ومعاونيه ومع مسؤول قوات يوناميد باشوا أبيدوا كان واضحا وشفافا في رأينا حول يوناميد وأهمية مغادرتها وتوضيح صورة السلام في دارفور، المستوى الثاني كان اللجنة الثلاثية عالية المستوى الأمم المتحدة مثلها نائب الأمين العام ومثل الاتحاد الأفريقي نائب رئيس المفوضية ومن الجانب السوداني وزير الخارجية بوجود خبراء من الأطراف الثلاثة تم نقاش استراتيجية خروج يوناميد وما تم الاتفاق عليه كان مبنيا على قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بخصوص قوات يوناميد لكن أهم بند في هذا اللقاء والذي جاء بعد حوار طويل أننا سنبدأ من حيث انتهت اللجنة الثلاثية التي كانت تجتمع في الخرطوم حول وضع خطة الاستراتيجية لأننا رفضنا مبدأ أن نبدأ من الصفر.. الاجتماع الثالث كان مع الأمين العام للأمم المتحدة وكان وديا جدا أكد فيه تقديره للحكومة والقيادة السودانية ودورها الذي تلعبه للسلام في المنطقة وفي الجنوب وإيواء اللاجئين وتمنى أن يكتمل السلام في السودان وتمنى للحوار الوطني أن يكون حوارا جامعا وشفافا، ونحن بدورنا شكرناه على الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في السودان وغيرها تحت قيادته وفي السلم والأمن والعالميين.
* هل تم تحديد موعد لأنعقاد اللجنة الثلاثية العليا؟
– الان يجري حوار على أن تكون في نوفمبر المقبل كما اقترحنا ولكن لم يوافق طرف الأمم المتحدة على هذا التاريخ حتى الآن وبعثتنا في نيويورك تتابع ذلك.
* خلال الأسبوع الماضي احتج سفراء الدول الخمس دائمة العضوية حول احتجاز السودان لحاويات تابعة ليوناميد في ميناء بورتسودان؟
– أوضحنا أن السبب هو طريقة تعامل قيادة يوناميد ومن المفترض أن تخطر وزارة الخارجية قبل وقت مبكر بما تريد أن تستورده لبدء الإجراءات قيادة اليوناميد تجاهلت تماما الآلية الثلاثية للتشاور حول هذه القضايا بالتالي هذا هو سبب التأخير وليس تأخيرا متعمدا بالتالي هذه القضية يجب أن يتم فيها الاتفاق والعمل من خلال القنوات المفتوحة على الدوام في وزارة الخارجية أو المالية.
* لكن هذا الأمر كان سيفجر أزمة بين الأمم المتحدة والحكومة؟
– هناك من يعمل على تفجير أزمة بين الحكومة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لكني أقول إن كل هذه المحاولات ستفشل.
* سعادة الوزير هناك ما يقارب (125) ألف لاجئا سودانيا في أوروبا ماذا فعلت الخارجية لهم خاصة وأن هناك شكاوى عديدة لأن الكثيرين يموتون تحت الشاحنات وغرقا والسفارات في الخارج لا تهتم بهم في وقت السودان مشغول باستقبال اللاجئين الجنوبيين والسوريين واستقبال جرحى اليمن؟
– هذا يؤكد الفرق بين الحكومة السودانية التي تتحرك بدوافع أخلاقية دينية ومسؤولية وبعض الحكومات التي تتعامل مع البشر كمتطفلين ومهاجرين غير شرعيين بالتالي السفارات متى ما علمت بهذه القضايا تتحرك فيها.. سفاراتنا في كل الدنيا تتحمل مسؤوليات فوق طاقتها وإمكانياتها البشرية والمادية رغم أنني أقول إن السودانيين هم الأقل بين شعوب العالم في قضية الهجرة غير الشرعية.
* هناك اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على أن يلعب السودان دورا لمكافحة الهجرة غير الشرعية مقابل ماذا؟
– السودان دولة محورية ودولة عبور لكثير من المهاجرين غير الشرعيين والاتحاد الأوروبي تفاوض معنا وسنشارك في قمة (فلاتا) بمالطا حول الهجرة غير الشرعية بوفد كبير كونه الرئيس البشير ووجه بالمشاركة الفاعلة في ذلك.. الآن نريد ورقة وطنية لطرحها في المؤتمر.
* ما الذي يطلبه السودان مقابل ذلك؟
– ما يطلبه السودان هو أن يدعم في هذا المجال بالتقانة ورفع القدرات وتوفير الخدمات لبعض اللاجئين الذين يأتون إلى السودان ويشاركون الشعب السوداني في إمكانياته المحدودة في الصحة والتعليم وفي الوظائف وغيرها وكذلك مراقبة الحدود لمنع الهجرة غير الشرعية للدول التي تعتبر منافذ لهذه الهجرة.
* سعادة الوزير هل ما تزال بعض الملفات خارج مسؤولية وزارة الخارجية وتسعى لاستعادتها؟
– لا توجد ملفات، هذا حديث يطلقه البعض لكن أقول بأن العلاقات الخارجية ليست مسؤولية وزارة الخارجية، فقط المسؤول الأول عن العلاقات الخارجية هو رئيس الجمهورية وهذا وفقا للدستور، السياسة الخارجية تضعها جهات كثيره على رأسها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية معنية بتنفيذ هذه السياسة أو التنسيق في تنفيذها وهذا ما يتم، أستطيع أن أقول إن وزارة الخارجية الآن تشرف على ملفات الخارجية بصورة كاملة وهناك تنسيق كامل في كل القضايا، ربما تكون هناك تدخلات هنا وهناك.
* ألا تشتكي من أي تقاطعات مع مؤسسات الدولة الأخرى في الشؤون الخارجية؟
– حتى الآن لا أراها ولم ألمسها ولدينا تنسيق كامل مع كل المعنيين والناشطين في المجال الخارجي.
* هل تعاني من ضغوط حزبية في أداء عملك كوزير خارجية؟
– قطعا لا، وليس هناك تدخل حزبي في أداء وزارة الخارجية هناك تنسيق كامل بيني وبين الناشطين في المجال الخارجي داخل الحزب سواء كان المرحوم صلاح ونسي رئيس هذا القطاع والمعنيين بهذه الملفات مثل كمال حسن علي وأميرة الفاضل أو أسامة فيصل وآخرين معنيين بالملفات العربية والأفريقية والأوروبية.
* هناك اتهام لغندور بأنه يدير الخارجية بعقليته الحزبية المتعصبة مثل مصطفى عثمان في السابق على عكس وزير الخارجية السابق علي كرتي الذي كان (متفلتا) عن الحزب؟
– كلمة متعصب ربما لا تكون الكلمة الصحيحة، الالتزام الحزبي واحد لدينا جميعا حتى الوزير علي كرتي وكان يتداخل مع الحزب وكنت نائبا لرئيس الحزب وكنا نتشاور وننسق وربما لأنني كنت داخل الحزب ومن أكثر من عملوا في الحزب توليت أمانات مختلفة تصل إلى خمس امانات وقطاعين ونائبا للرئيس وهذه من أطول الفترات التي يمكن أن يعمل فيها شخص داخل الحزب، كلنا ملتزمون بخط الحزب وقراراته في ما يتعلق بالسياسات العامة للدولة وفي إطار التنفيذ نحن ملتزمون بتوجيهات القيادة الرئيس والنائب الأول والنائب ومجلس الوزراء وفي ما يتعلق بغير ذلك نحن ملتزمون بالمؤسسية أينما كنا حزبية تنفيذية أو تشريعية.
* لكنك ترجع للحزب في اتخاذ أي قرار؟
– يمكن أن ترجع للحزب في بعض الأحيان لكن لا نحتاج للرجوع لأن هناك تنسيقا بيننا في هذه الأمور.
* هناك اختراقات حدثت خلال الفترة الماضية داخل وزارة الخارجية والبعض حمل المسؤولية لإدارة التأمين باعتبارها الجهة المسؤولة عن التأمين، هل هناك خطة جديدة؟
– هناك خطة وقد تم التوقيع على الأبواب الإلكترونية وتنفيذها في وزارة الخارجية بتمويل من وزارة المالية ونسعى الآن لإكمال تأمين وزارة الخارجية تأمينا كاملا خاصة في الدخول والخروج منها وتأمين وثائقها وأستطيع أن أقول إن هذه الخطة تمضي على قدم وساق.
* ما هي البصمة التي يريد غندور أن يضعها قبل مغادرته الوزارة؟
– أن تكون علاقات السودان طبيعية مع كل دول العالم وأن توجه من أجل المصلحة المشتركة وأن تكون العلاقات الخارجية بوابة لعلاقات سياسية واقتصادية وأمنية بين السودان وجيرانه ومحيطه العربي والأفريقي والعالم من بعد ذلك.
* وأخيرا البعض تحدث عن فشل إبراهيم غندور في منصب نائب رئيس الحزب وفشله في مفاوضات المنطقتين ويتوقع له البعض من داخل الحزب الفشل أيضا في وزارة الخارجية؟
– (ضاحكا بصوت عالٍ): لا إجابة ولا أجيب على الشائعات.
* هذا يعني أنه ليس لديك أعداء داخل الحزب؟
– أحمد الله على أنني لا املك أعداء لكن من يعاديني فإنني أسامحه.
اليوم التالي