بعدين بتابوا براكم!!
منذ فترة ليست بالقصيرة وقبل أن يبدأ مؤتمر الحوار الوطني ظللت أقرأ في الصحف متابعات وأنباء من هنا وهناك شاكلة الكودة جاي والكودة ما جاي، وحتى جاء الأمس ليصبح خبر حضور “يوسف الكودة” ،هو خبر الساعة، وبأمانة وبصدق شديدين أن هذه الأخبار وهذه المتابعة أعطت الرجل أكثر مما يستحق ،وهذا ليس تقليلاً من شأنه مع كامل تقديري له، لكنه سوداني كعامة السودانيين وداعية ديني كسائر الدعاة وكل هذا لا يشفع له ليكون خبر حضوره للحوار من عدمه ذا أهمية، اللهم إلا إن كان لأن الرجل كوَّن حزباً أسماه حزب الوسط ،وهي أقصر الطرق (للأذكياء) حتى يصبحوا نجوماً للسياسة ،وربما يطلع ليهم (حس) ويطالبون كمان بمقاعد في السلطة. ودعوني أسأل ما هو أثر وتأثير حزب الوسط هذا الذي يترأسه “الكودة” كم تبلغ عضويته على أرض الواقع.. وعلى فكرة مسألة العضوية هذه مهمة للحد البعيد، وهي التي تقيس ثقل الحزب وتعضد نفوذه وتأثيره، يعني حتى لو كان رئيس الحزب هو (بارم ديله) لكنه بلا عضوية ولا سند شعبي ولا تأثير على الخارطة السياسية سلباً أو إيجاباً فهو بالتأكيد حزب هلامي، لا وجود له إلا على الورق ودفاتر تسجيل مسجل الأحزاب، لذلك لا أدري مبرراً للهيلمانة والقومة والقعدة والهلولة، ويوسف مشى والكودة جا؟ يعني بكرة أعمل لي حزب وأسجله من كم كمين نفر وأرفع قزاز (وأكرهكم الحوار ذاته). للأسف المؤتمر الوطني هو وحده المسؤول عن صناعة نمور الورق ،وتغلبه بعدين محاربتها وهو من أعطاها الحجم والبريق بالهيلمانة غير المنطقية، وما ينطبق على يوسف الكودة ينطبق بلا شك على “الطيب مصطفى” و”غازي صلاح الدين” وكلاهما لا يملك سنداً شعبياً يجعله مؤثراً على مخرجات الحوار، والتأثير ربما يصنعه الأشخاص لكن تثبت أركانه القواعد التي فوضتهم ليتقدموا الصفوف، لكن مشكلتنا أو هي مشكلة حكومة المؤتمر الوطني أنها تنسى القواعد وتتهافت وتلهث وراء الشخوص، رغم أن هذه القواعد هي التي تشكل الحدث وهي التي تعطي السند ،وهي التي تشكل الخارطة وترسم ملامحها بل هي القوى الحقيقية، لكن ناس المؤتمر الوطني ما عايزين يفهموا أن الحوار الوطني ينبغي أن يرسم تفاصيله من يمثل الغبش وهم الأغلبية الحقيقية بمن يمثلها ويفهم مطالبها لكن الحوار بالأسماء وللأسماء هو مجرد (فارغة في مقدودة)، لن نصل به إلى نتيجة وسيفضي إلى تراضيات الشخوص الذين يديرونه، من الذين لا سند ولا تفويض شعبي يملكونه، فمرحباً بالكودة كسوداني، يهمنا أن لا يكون خارج السرب ومثله كثر ،حتى لو كانوا مجهولي الأسماء والعناوين، أما كسياسي فالرجل لا يستحق كل هذه القوية والقعدة لأنه بعدين بتابوا براكم!!
كلمة عزيزة
مؤلم ومفجع أن نقرأ خبراً من الذي نقلته صحف الخرطوم أمس أن سودانياً حاول الانتحار في سجون النرويج بعد أن رفض منحه حق اللجوء السياسي هناك، ويبدو أن الشاب قد اختار الموت بدلاً من أن يعود إلى أرضه ووطنه لذلك فمثل هذه القصة ومثيلاتها ملف حافل بالحكاوى والمواجع والمآسي لشباب آثر الهجرة بعد أن قفلت أمامه الدروب بلا عمل ولا وظيفة ولا مستقبل، فاختار طريق الهجرة لعله يحقق أحلامه وطموحه. هذا الملف وأقصد ملف الهجرة أهديه بالكامل للذين يتحاورون هذه الأيام مش عشان يعرفوا الأسباب لأنها واضحة ومعروفة، لكن لوضع الحلول التي تجعل من هؤلاء الشباب وقوداً يحرك قاطرة الأمة ولإيجاد السبل التي تعيد للوطن قيمته وسموه حتى لا يصبح الموت هو خيار الشباب في حال أن وضع مع السودان في قائمة اختيار الإجابة الصحيحة.
كلمة عزيزة
لازالت الأخطاء الطبية يتواصل نزيفها وأمس فجعنا بفقد الأستاذة/ غادة البدوي بسبب خطأ طبي واضح وفاضح.. من يحمي المواطن السوداني الما عرف يلقاها من وين وللا وين!!