تأبى الرماح
قالوا إن رجلا قد دعا أولاده وطلب منهم أن يحضروا حزمة أعواد كما في القصة، فالقصة المشهورة أن والدا في احتضاره قد طلب من أبنائه أن يأتوه بأعواد رماح ثم طلب منهم أن يكسروها واحدة واحدة ففعلوا ثم طلب منهم أن يربطوها مع بعضها ثم يكسروها فعجزوا فأنشد:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا
إلا أن الرجل الثاني لما طلب من ولده كسر كل عود مفردا ففعلها الولد ثم طلب منه أن يربطها مع بعض ويكسرها فربطها الولد و..كسرها فقال لأبنائه ما دام معاكم (أب زرد) ده ما بتجيكم عوجة!!
لذلك تقف مجموعة كبيرة من الأحزاب خلف المؤتمر الوطني.
إن المتتبع لواقع الأحزاب والحركات المسلحة يجد أنها كلها منشقة عن حزب واحد.
فالإصلاح الآن والشعبي ومنبر الطيب مصطفى تبقى أحزابا خارجة عن الوطني، وأحزاب الأمة فكة، وأحزاب الاتحادي وحركات التمرد تبقى كلها مثل البيت الكبير كلما تزوج ولد فصل جزءا فأصبح المطبخ خمسة مطابخ.
لو توافقت الأحزاب المنشقة على نفسها مع بعض وجاءت حزبا عوضا عن عشرة فأصبح مجموع الأحزاب أربعة بدلا من 94 لقلنا إن الحل يقترب ولكن حتى الحركات التي جاءت للحوار كان بعضها بيضة تحت دجاجة المؤتمر الوطني.
إن الشعب الذي ينظر بلا مبالاة للحوار يبقى همه فقط هو أكل العيش يريد أن يجد رغيفا لا منبرا كما تنادي بذلك الأصابع التي ترهق حروف الكيبوردات في الخارج.
إن ألم الشعب على خروج المريخ والهلال يبقى أكبر من فشل الحوار إن فشل فلماذا أصبح الشعب يجري وراء آمال اللعب ولا يأبه للآلام الجد؟
إن البعض قد نعى الحوار ولم يخرج للحياة بعد لأنه يعرف تماما أنه لن يقبل بمخرجاته لأنها ضد أحلامه.
ولذلك يريد معظم الشعب السوداني أن يجد مقعدا في البص صباحا وثمن الأكل والعلاج والتعليم ولن يأبه لمن توافق ومن نافق