مفاجأة الحوار وطرفة الفنان زيدان
على طريقة (حزر فزر أنا جايب ليك شنوووو) التي يستخدمها الآباء مع أطفالهم حين يحملون لهم هدية ما، ولرفع درجة تشوقهم لتلك الهدية المجهولة لهم، كان الواحد منهم يخفيها خلف ظهره وينادي على طفله ويقول له (حزر فزر أنا جايب ليك شنوووو)، طيارة، كضباً كاضب، صفارة، لا مش صفارة، على هذه الطريقة انبرى البعض يحدثنا عن أن هناك مفاجأة في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني المنتظر أن تنعقد يوم بعد غد السبت وعلينا أن نترقبها بشوق، ورغم أن أيما منشط جاد ومأمول فيه مناقشة قضايا مصيرية مثل الحوار الوطني المزمع لا تحتمل أسلوب المفاجآت ولا يناسبه هذا الأسلوب، ورغم أن مفاجآت الحوار إن وجدت لن تكون قبل أن يبدأ ولن تكون في شخوصه المتحاورة بل في خلاصاته ومخرجاته النهائية، لكن دعونا نساير دعاة المفاجأة الموعودة في هذه (اللعبة) ونحاول على طريقة محاولات أولئك الصغار أن نستكشف تلك المفاجأة المخفية خلف الظهور، وطالما أننا الآن في مرحلة معرفة من سيشارك في الحوار ومن سيمتنع، يبقى بالقطع المقصود بالمفاجأة شخص أو ربما أشخاص يمثلون كيانات أو أحزاب.
فمن يا ترى هو هذا الشخص أو أولئك الأشخاص، هل تراه د. علي الحاج، لا ليس في مشاركته مفاجأة مادام أن حزبه المؤتمر الشعبي يشارك فيه بخيله ورجله بل يعتبر عرابه الأول، إذن يكون الإمام الصادق المهدي (اعذرونا يا جماعة نحنا بنحزر ونفزر) خاصة بعد الوفود الرائحة والغادية من والى القاهرة التي يستعصم بها الإمام لإقناعه بالمشاركة، الله أعلم بعد البيان الذي إذاعته ابنته مريم وقطعت فيه بعدم المشاركة، ولكن هب أنه المعني فهل في مشاركته مفاجأة، لا أظن أن من كان من أبرز حضور خطاب الوثبة الذي يقوم عليه الحوار أن تكون في مشاركته فيه أية مفاجأة، هو إذن مولانا الميرغني مافيش غيرو، يا راااجل مولانا أصلاً مشارك و(شبعان مشاركة)، ها تذكرت فلم يبق إلا أولئك الذين التقاهم الرئيس ديبي من مغموري منسوبي حركات دارفور ليقنعهم بالمشاركة وليس بينهم جبريل ولا مناوي ولا عبد الواحد، ياخي الله يجازي محنك فقد ذكرتني بذكر هؤلاء حكاية الفنان زيدان رحمه الله في سينما الفاشر، قيل إن جهة ما استقدمت زيدان الى المدينة ليحي لها حفلاً لصالحها، وكان زيدان يوم الحفل قد قضى نهارية وعصرية أرهق بسببها جداً، حتى أنه لم يقو على صعود المسرح إلا مسنودا، وكان أن افتتح الغناء بأغنيته الشهيرة (أسير حسنك يا غالي) والتي كان يبدع فيها بمط حرف الياء في آخر القافية فيقول (غالييييي) و(كم بغاليييي) إلخ، ولكن ليلتها لم يؤدها كما ينبغي، فهاج الجمهور وهاج في منظمي الحفل بأن هذا الذي استجلبوه ليس زيدان، وحجتهم أن الفنان الماثل أمامهم لم يقل (أسير حسنك يا غالييييه، في ريدك كم بغاليييييه).