أتحدى من يقول هناك أحزاب فى السودان
الاحزاب هى جمع حزب وليس مقصود هنا بالحزب جزء من آيات الله إعتاد على تلاوتها الشخص يوميا . لكن الحزب المقصود هو طائفة أو مجموعة من الناس توحدة من أجل هدف معين وتعاهدوا من أجل نصر هدفهم بكل قناعة وإيمان . فى عهد الدولة الاسلامية الاولى تكونت هذه الاحزاب من عدة قبائل لمحاربة الدعوة لدين الله وذكرها الله فى كتابه الكريم وخزلهم الله وحزب الله هم الغالبون .
الحزب السياسى هو تنظيم سياسى يسعى لبلوغ السلطة فى الحكومة أو البلد الذى تكون فيه . يوجد أحزاب سياسية فى كثير من دول العالم لكن عددها محدود فى تلك الدول ولها دستور ينظمها ولائحة تنظيمية تحكمها وهدف تدافع من أجله وتتميز بالحلول السلمية السياسية وتؤمن بقضايا الوطن وهموم الشعب . فى السودان يوجد أكثر من حزب وكل حزب له هدفه الخاص وله دستوره المعطل ونشاطه المحدود وإعلامه الضعيف وشعبيته القليلة ويختلف هدف كل حزب عن الثانى لهذا كثرة الاحزاب عندنا . الحزبين الكبيرين منذ ما يزيد على خمسين عاما هى أحزاب كانت دينية هدفها نشر الدعوة الاسلامية وتحرير وطنها من الاستعمار ويحكمها رئيسها الذى له كل الاحترام والطاعة فيما يأمر مالم يتعارض مع حدود الله . لهذا كانت لها ثقلها ومكانتها وشعبيتها وهدفها ونظامها الذى يحترمه الجميع وهى تعمل من أجل الدين ثم الوطن ثم المواطن ليس لسلطة ولا جاه ولا منفعه شخصية .
تغيرت الاحوال وأصبحت تلك الاحزاب تنتمى الى بيوت معينه بعد أن كانت عامة وفقدت مكانتها الدينية والشعبيه والوطنية وأصبحت سياسية تسعى الى السلطة والنفوذ وظهر لها منافسون بكثرة وأنشقت منها مجموعات لتكون أحزاب أخرى او حركات مسلحة للوصول الى السلطة . ليس هناك قضية يدافعون من أجلها ولا قوانين تحكمهم ولا دستور ينظم عملهم ولا خدمات تدل على صدقهم ولا إعلام ينفى أخطائهم ويظهر محاسنهم . تلك الاحزاب اصبحت تكون طوائف مع أحزاب أخرى من أجل اسقاط النظام القائم وبعضها لجأ الى الحركات المسلحة حتى لوثه سمعته بالدماء والقتل وبعضها يجوب عواصم العالم لدعم السياسى أو العسكرى للوصول الى السلطة ومن وصل الى السلطة أستغلها لمصلحته ومصلحة النافذين فيه .
نجذم بعدم وجود أحزاب سياسية ديمقراطية منظمة داخل أو خارج الحكومة أوحركات مسلحة مخلصة وجادة فى السودان وإنما بعضها ورثة بيوت كانت لها مكانتها وكلمتها الدينية والسياسية وأحترامها من الجميع والبعض الأخر تكون نتيجة الافرازات التى حصلت فى المجتمع أو الانقسامات من أجل المصالح الشخصية داخل الحزب الواحد أو التى ساعدتها الظروف الإقتصادية والسياسية أو تكونت بمسمى الاسلام والدين اوالتى باعت نفسها من أجل حفنه من الدولارات او اليورو وفضلت الفنادق الغربية والملاهى الليلية على السودان لتسمي نفسها حركات مسلحة تريد تحرير الاحرار وإعادة العدالة بتوفير الخمور والمراقص . تلك هى أحزاب وحركات السودان التى ينتظرها الشارع السودانى للتغير للأفضل والنهوض بثروته وأجياله للأمام .