(شعيب).. (أهو ده الكلام)
بالأمس وجدت نفسي ألبي مع عدد كبير من الزملاء والزميلات دعوة كريمة من دائرة الصحافة في أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني, للمشاركة في (صالون الحوار الوطني) وهو جلسة يتشارك فيها الحضور الآراء والمقترحات ويجد فيها البعض سانحة لإخراج الهواء الساخن من صدورهم.
تحدد من خلال الدعوة الكريمة أن المتحدثين الرئيسيين هم السادة الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وفضل السيد شعيب وكمال عمر عبد السلام، كما تحدد موعدها عند الثانية عشر ظهراً.. وعند الموعد امتلأت القاعة الكبرى لمنتزه الأسكلا بالخرطوم بأهل الصحافة والإعلام وغاب الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل لأسباب مرتبطة في ما يبدو بقضية الساعة التي هي الحوار الوطني، ومثّل القيادي الشاب النابه حامد ممتاز حزب المؤتمر الوطني فكان خير ممثل، وانضم للمنصة لاحقاً الوزير الشاب الأستاذ ياسر يوسف ليكون مع صاحبه ممتاز واجهة من الواجهات الشابة الجديدة التي تؤكد على إيمان حزبهما بمبدأ تجديد الدماء وتطور المفاهيم ومرونة الفكر السياسي، ولم يكن الأستاذ كمال عمر عبد السلام الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ببعيد عن ذلك التقييم، إذ أنه من قدامى الشباب داخل المؤتمر الشعبي الذين أثبتوا جدارتهم وقدراتهم السياسية، تتفق أو تختلف معهم لكنهم أرقام يصعب تجاوزها.
أما السيد فضل السيد شعيب فقد أثبت من خلال خطابه القوي أمام ممثلي الرأي العام أمس أنه من سياسيي العصر الحديث الذين يعترفون بالخطأ.. ويعتذرون عنه، وهو أمر يرفع من قيمة وقدر السياسي مهما كان خطؤه في حق نفسه أو في حق الآخرين.
وصلنا إلى النقطة الجوهرية في هذا المقال والتي اعتمدناها بمفردة الاستحسان الشعبية التي نرددها ساعة أن (يعجبنا العجب) وهي : ( أهو ده الكلام).
نعم.. أوصلنا السيد فضل السيد شعيب إلى درجة عالية من استحسان خطابه القوي الجريء وهو يعترف بأخطاء النخب والقوى السياسية في حق هذا الوطن وهذا الشعب بل ويذهب إلى أبعد من ذلك بأن طالبها بالاعتذار للشعب السوداني, لأنها أعاقت تقدمه وتنميته وأوقفت نموه بسبب الصراع على السلطة.
نعم.. نقول للسيد شعيب: ( ممتاز.. وأهو ده الكلام) ونشيد بهذه الشجاعة النادرة في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه, وقد قلت ذلك للرجل عقب انتهاء ذلك المنشط المحضور، وقلت له مثلما قلت صباحاً للزميل الأستاذ محمد الأمين دياب في برنامج (خطوط عريضة) التلفزيوني: إنني أتمني لو أن مؤتمر الحوار الوطنى القادم.. حمل اسم(مؤتمر الحوار والمصالحة). نحن حقيقة نحتاج إلى مصالحة سياسية بين كل القوى، ونحتاج إلى مصالحات اجتماعية وقبيلة ورياضية حتى.