متصدر إثارة الجدل
لا يتصدر دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة استطلاعات الرأي العام أمام ثلة من الجمهوريين الذين يخوضون حملاتهم للانتخابات التمهيدية وحسب، بل يتصدر وسائل الإعلام الدولية بتصريحاته التي تبدو في الكثير من الأحيان خارج النص ومثيرة للجدل، ويفضل دائما أن يسبح عكس التيار العام، فعلى سبيل المثال يساند حاليا الضربات الجوية الروسية في سوريا، بينما تقف جميع دول العالم في مقدمتها الولايات المتحدة ضد هذا التدخل الروسي في سوريا. أما في أحدث وأغرب تصريحات للمرشح المحتمل للرئاسيات الأمريكية العام المقبل، فقد قال يوم الأحد ما يشير إلى أنه محض مهرج سياسي في نظر الكثيرين، فإذا كانت بلاده التي يطمح إلى رئاستها في العام المقبل تجشمت مشقة إرسال آلاف الجنود لغزو العراق من أجل الإطاحة بالرئيس صدام حسين، وأرسلت الطائرات ضمن طلعات قوات التحالف لضرب معاقل الزعيم الليبي معمر القفذافي، فإن ترامب يرى إن الشرق الأوسط كان سيصبح أكثر استقراراً لو ظل معمر القذافي وصدام حسين في السلطة في ليبيا والعراق، وقال صاحب التصريحات المثيرة لمحطة (ان بي سي) الأمريكية: “تستطيعون فهم ذلك إذا نظرتم إلى ليبيا أنظروا ما الذي فعلناه هناك. إنها فوضى”، وحين سُئل عما إذا كان الشرق الأوسط سيصبح أكثر استقرارا في ظل وجود القذافي وصدام في السلطة أجاب ترامب “بالطبع كان سيصبح”.
وأضاف الملياردير الأكثر إثارة للجدل بين المرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية فيما يتعلق بالتطورات الحالية في سوريا وتواصل الحملة الروسية التي تجد رفض دولي واسع كونها لا تستهدف تدمير تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، وحسب بل تدمير قوة المعارضة السورية لصالح نظام الأسد، أما ترامب فيقول إنه يجلس (بارتياح) ليشاهد روسيا تواصل الغارات الجوية في سوريا لتتورط في هذا البلد وتقع في (الفخ)، مشيراً إلى أنه لا يؤيد إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، حسب ما اقترح مرشحون آخرون من بينهم هيلاري كلينتون. وقال المرشح المثير للجدل: “أظن أنني أرغب في الجلوس بارتياح.. لمشاهدة ما قد يحدث”، قبل الإشارة إلى أن حرب الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات على المجاهدين الأفغان (دمرت) الكتلة الشيوعية، متابعاً بالقول: “الآن وهم يدخلون سوريا، هناك فخوخ كثيرة، وهناك مشاكل كثيرة. عندما سمعت أنهم سيقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية، قلت “عظيم، فليفعلوا”.
مثيراً للجدل فعلاً هذا المرشح الذي لا يستطيع أن التفريق بين أسماء زعماء داعش والقاعدة، وعندما سُئل عنهم على الهواء مباشرة في إحدى المقابلات قال عندما فوز سوف أتى بمستشارين يخبرونني بهم، بينما اليوم يحدثك حديث العالم بفخاخ داعش والجالس بارتياح ليشاهد مصير روسيا.