جوردان يا عمك ! ولا نمرة واحد ام اثنين فقلت ثلاثة مازيمبي محاولا التظارف
منذ ان اختفي عمنا (تسفاي) ودكانه العتيق بانحاء تقاطع باشدار حيث اغلق صالون الحلاقة خاصته الذي كان يرفع عليه لافتة (ود القضارف) رغم انه من مرتفعات الهضبة ؛ اصبت بالحبرة وشعرت بالقلق فالرجل كان صاحب موهبة في ترسيم منابت الشعر وتوضيب الصلعات ويفصل فصلا ماهرا بين الجفاف والتصحر علي الرؤوس واضطررت تحت الحاح الغرض لاختيار صالون جذبني اليه انوار نيون ملونة مع مدخل قشيب فتوكلت واسلمت راسي او هكذا رغبت ؛ حينما دخلت استقبلني ثلاث احداث بود ظاهر وتحايا مشرقة وقدموا لي قطع حلوي وشاوروني في القناة المناسبة لي لوضعها علي شاشة اربعينية المقاس قبالة كرسي مثل منقولات الوزراء فاستحسنت المشهد ؛ جوردان يا عمك ! ولا نمرة واحد ام اثنين فقلت ثلاثة مازيمبي محاولا التظارف ويبدو انهم ليسوا من ناس الكرة اذ لم يضحكوا ؛ قلت اريد حلاقة متينة وعاقلة تراعي عمري وتعيد توازن قوي الشعر في راسي ؛ قال من اوكل لي (بمتعك) ولم استحسن اللفظ فصمت لييدأ العمل ؛ يسند راسي حينا ويحادني من اليمين والشمال يقف امامي وينظر وهو يحدق حتي يميل راسه احسست اني عربة في وحل طين لزج ! او ان راسي كرة غولف سيضربها ؛ قص ولصق وقص وقطع ؛ احضر ماكينة قص احسست بها ذات عطب اذ كانت تنزع الشعر انتزاعا هممت بالاعتراض اذ خجلت ان اتهم بالخور (بعد راسي الكبير دا ) فابتلعت وخز الالم حتي فاض الدمع واحتقن تحت جفناي ؛ بعد ان انتهت جولة الماكينة كان بعض الشعر قد تسلل علي رقبتي من الخلف فاحضر الة لنفضه ولم تعمل فحاول اصلاح عطبها بتحريك قابس الكهرباء الذي كانت اسلاكه مثل الاحشاء لمطعون فر منه المسعفون ؛ فخفت ان (تلطش) الفتي لسعة تيار تقضي عليه وتعطفني علي ما مسه فقلت له دعها وليتني لم افعل اذ تركها وانكب بفاهه ينفخ (اوووف) ذعرت فاخر ما ارجوه ان (بعزم) علي راسي هذا الغر ؛ فقلت يا زول شكرا ونهضت قائمة وهو يترجي ان اجلس انتظارا لقطعية بالموس وبعض (طقطقة) الرقبة فقلت (نووووو) ووقفت قائمة ادير راسي في المرايا فكدت ان الطم اذ اقام الشقي تلا علي مقدمة راسي مثل مؤخرة الدجاجة فلعنت الصوالين واقمت ماتما وعويلا انتهي بتسوبة حلاقة صلعة درءا للشبهات .. صلعة موس.
الخرطوم: محمد حامد جمعة
هاهاها عموما نعيما . .
انت متأكد دخلت صالون حلاقة ولا مركز تجنيد