حبيّتك بالصيف.. حبيّتك بالشتا
< أتذكر أنني أدرت قبل سنوات ندوة حوار جمعت بين رئيس نادي برشلونة الإسباني آنذاك ساندرو روسيل ومدرب منتخب إنكلترا الإيطالي فابيو كابيلو في مؤتمر دبي الرياضي للاحتراف، ويومها حمي وطيس النقاش حول إقامة نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وكان كابيلو رافضاً إقامتها هناك صيفاً رفضاً قاطعاً؛ لأن كرة القدم بالنسبة إليه إسلوب حياة ولن يكون كافياً تكييف الملاعب بحسب قول كابيلو، ولكن ساندرو روسيل خالفه الرأي ووقف مدافعاً عن أمور شاهدها بعينيه وآمن بها ويومها قلت لهما بالحرف: «بحسب ما أعلم فقطر قدمت ملفها مدعوماً بكل الأفكار القابلة للتحقيق والتي تحقق بعضها فعلاً على أرض الواقع بدءاً من المباراة الودية التي جمعت البرازيل بالأرجنتين وكانت أول مباراة في التاريخ في ملعب مكيف تماماً وبدرجات حرارة أكثر من مناسبة وهم -وأقصد القطريين - قالوا إنهم مستعدون لإقامتها صيفاً أو شتاء في بلد صغير المساحة التنقل فيه من ملعب إلى آخر سيكون سهلاً جداً بدلاً من التنقل بالطائرات كما حدث في أميركا 1994 أو طلب الفيز وتغيير العملات كما حدث في كورية الجنوبية واليابان 2002 وذكرته أن درجات الحرارة في المكسيك 1986 وفي أميركا 1994 كانت أكثر من خانقة، وهي تقارب درجات الحرارة في قطر. وختمت بقولي إن قطر عندما تقدمت بملفها لم تكن في القارة الأوروبية أو قريبة من القطب الشمالي فموقعها الجغرافي وطبيعة طقسها معروفة، لكل من صوت بنعم على ملفها، وهذا ليس ذنبها بل من صوَّت لها كان مقتنعاً بقوة ملفها». واليوم يؤكد المكتب التنفيذي لـ«فيفا» بأن بطولة كأس العالم ستقام في قطر شتاء في الفترة بين 21 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 18 كانون الأول (ديسمبر) 2022، وهي من أجمل فترات السنة في هذه المنطقة، وأتمنى أن يتم إغلاق هذا الملف نهائياً، وأن تفكر كل دولة في الانصياع لقرارات المنظمة التي تضع قوانين كرة القدم وتحدد بطولاتها ويخضع الجميع لأنظمتها، وأعتقد بأن القطريين الذين صرفوا عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات على فكرة إقامتها صيفاً متضررون من هذا القرار أيضاً؛ لأنهم لو قالوا منذ البداية إنهم سيقيمون البطولة شتاء لما قاموا بتكييف الملاعب ومناطق المشجعين ولا حتى فكروا وجهزوا لتكييف ما لا نتوقع تكييفه. على العالم كله أن يتعامل مع الواقع والحقائق والواقع يقول إن كأس العالم ستقام بإذن الله في قطر عام 2022، وليتوقفوا عن البحث والنكش في قصص باتت إسطوانات مشروخة، وليركزوا على كرة القدم فقط وعلى التنافس الذي سيحدث على أرض الملاعب وليس خارجها، ويكفينا أن معظم الأندية الكبيرة في العالم تأتي إلى منطقتنا صيفاً وشتاء إما لتعسكر أو لتستمتع أو للأمرين معاً.