ليبيا في القلب و على العين !
لعلّني متورّطة في حبّ الليبيّين من قبل أن أولد. طويل ذلك التاريخ الذي جمعنا، و متشابه ذلك المزاج المتطرّف في كلّ شيء، الذي يوحّد جينات الليبيّين والجزائريّين، طيبة و كرماً، كبرياءً و سذاجة، و شراسة وعنادا وعنفوانا. حتى أنّ عشائر جزائريّة بأكملها عبر التاريخ، قرّرت الإقامة في ليبيا و هي في طريقها إلى الحج، فصاهرت أهلها، و اختارتها موطنا لها و لذريّتها. تذكر كتب التاريخ التي درسناها ، أنّ عشائر من مدينة مستغانم، توقّفوا على أيام الأمير عبد القادر في ليبيا وهم في طريقهم إلى الحج ، فأحبّوا أهلها وأعجبوا بأخلاقهم وكرم ضيافتهم ، فصاهروهم ومكثوا فيها . من هؤلاء ينحدر الملك محمد إدريس السنوسي الذي حكم ليبيا قبل القذافي ، و الذي تعود أصوله إلى مدينة مستغانم الجزائرية. لعلّ في هذا التاريخ المتداخل، شرحاً لحنين أهل مستغانم لليبيا، و اعتقادهم أنّ لهم أهلا لا يعرفون لهم عناوين و لا أسماء، فيرونهم في كلّ ليبيّ يصادفونه.
( مقطع من مقال قديم )