المشاكل الزوجية والهمس جهراً في الأماكن العامة
(للبيوت أسرار) عبارة أفل نجمها وغاب، وتبقى المواصلات (دقائق) للوصول وتتحول الى اتجاه تنثر فيه أسرار المنازل والعلاقات الزوجية ويرى الخبراء أن المشاكل الزوجية تعود إلى الجهل فيها بأمرين مهمين فالجهل بالأحكام والحقوق الزوجية ومن ثم التقصير فيها والجهل بالتكوين النفسي والخصائص الذاتية لكل من الرجل والمرأة (أي جهل الرجل بطبيعة المرأة والعكس) مما يؤدي الى عدم معرفة تعامل كل منهما مع الآخر.
غياب الحسية
تقول خبيرة علم الاجتماع الدكتور سلافه حسنين بأن الاعتيادية الحسية والعاطفية تتشكل بين الزوجين مما يولد نوعاً من الانفجار التعبيري لأي إنسان تقابله المرأة فهي مفرطة الحساسية بطبيعة تكوينها الهش، وبما ان الطبيعة السودانية بها ميزة السيرة والبوح العميق لأي إنسان تجهله، تبقى قضيه التفريغ للكبت النفسي ظاهرة جديرة بالنقاش ويبقى البوح في أي مكان وز مان بدون أدنى حواجز وتقدير للمحيط الاجتماعي واقعاً، ومعروف أن المواصلات في السودان اصبحت مركزاً لتفريغ الكب الاجتماعي والسياسي للفت الانتباه التعاطفي مع القضية المطروحة، لذلك نجد المرأة تبوح بكل تفاصيل علاقتها الزوجية لأول إنسان يمس ذلك البركان، و يبقى البوح بتفاصيله المؤلمة تفريغاً عن كبت وتنفس عن حرمان لمن يسمعها لأن الكل أصبح مشغولاً وغابت الأبعاد الاجتماعية للتواصل لوضع حلول للمشاكل الزوجية الشائكة.
يقول سعد الدين أحمد: لا يوجد زواج بلا مشاكل وخلافات مهما تقاربت طباع الزوجين وتطابقت ولكن بالصبر وتلمس العذر وتوفر الثقة وحسن الظن بالشريك نستطيع أن نعبر إلى بر الأمان ونزيل كل الخلافات ويتم الوئام بين الزوجين.
فيما اكد محمد حسن بأن عدم الوضوح يتناقض مع أخلاقيات الزوج لأن أهم عنصر في العلاقة هو الصدق في كل شئ وهناك عدد من النساء يلجأن للكذب والتدليس أما كهواية أو خوفاً أو لكسب نقاش ومشكلة دارت بينهما فتلجأ الزوجة لإخفاء الحقيقة التي تظهر عيوبها الأخلاقية واذا قبل للرجل الكذب لوضع حد للأمر يكون مصحوباً بأم الخلاص النهائي وهو يعلم كذبها لتأتي الظروف المواتية فينفصل عنها أو يتزوج بأخرى.
رأي علم النفس
وترى خبيرة علم الاجتماع دكتورة سلافه حسنين أن الحياة الزوجية أقرب الى السر، والبوح قليل فقد يحب الزوج أشياء كثيرة في زوجته ويخبرها بها وقد لا يحب أشياء فيكتمها على مضض لأن دوائر الفعل ورد الفعل ما أكثرها بين الازواج وهذا من وجهة نظر علمية خطأ فادح يرتكبه الزوج، فالبوح بما يحب الزوج في زوجته أمر مستحب لتعديلها لأن له فمعول السحر والمرأة تحب أن تسمع ما يسرها وخاصة التقريظ كما انه لا يخلو شخص من العيوب لأن الكمال لله عزل وجل وحده.
16 طريقة لحل الخلافات الزوجية
ويطرح الخبير النفسي كمال الدين محمد شريف 16 طريقة لحل الخلافات الزوجية ويقول: لا شك أن اختلاف المرأة مع شخص تحبه وتقدره وتدلي عليه يسبب لها الكثير من الإرباك والقلق والانزعاج، وبخاصة اذا كانت ذات طبيعة حساسة، وهذه الخطوات لابد منها لحل المشاكل وهي:
– تفهم الأمر هل هو خلاف أم انه سوء فهم فقط، فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على أزاله سوء الفهم، فلربما انه لم يكن هناك خلاف حقيقي وإنما سوء في الفهم.
– الرجوع الى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها الذي هو أعظم وأجل وفي هذا تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من صاحبك.
– معرفة أنه لم ينزل بلاء الا بذنب وأن من البلاء الخلاف مع من تحب، وقد قال محمد بن سيرين اني لأعرف معصيتي في خلق زوجتي ودابتي.
– تطوير الخلاف وحصره من أن ينتشر بين الناس أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن.
– تحديد موضع النزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر اخطاء أو تجاوزات سابقة، أو فتح ملفات قديمة ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف.
– أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها، ولا يجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ او أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش فان هذا قاتل للحل في مهده.
– في بدء الحوار يحسن ذكر نقاط الاتفاق وطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس، قال تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، فاذا قال احدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا، ولم يغب عن بالي تلك الإيجابيات عندك، ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا فان هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور.
– لا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمام العين، واخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق أو جعلك حقوقاً ليست واجبة تتأصل في النفس ويتم المطالبة بها.
– الاعتراف بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه وان يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك، وينبغي للطرف الآخر شكر ذلك وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ فالاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل، والاعتراف بالخطأ طريق الصواب فلا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط بل يعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية يوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها.
– الصبر على الطبائع المتأصلة في المرأة مثل الغيرة كما قال صلى الله عليه وسلم: غارت أمكم وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تقدير الظروف والأحوال ومعرفة طبائع النفوس وما لا يمكن التغلب عليه، روى النسائي وابو داؤود والترميذي عن عائشة قالت: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية فأهدته النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أن كسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال: إناء كإناء وطعام كطعام.
– الرضا بما قسمه الله تعالى فان رأت الزوجة خيراً حمدت، وان رأت غير ذلك قالت كل الرجال هكذا، وأن يعلم الرجل انه ليس الوحيد في مثل هذه المشكلات واختلاف وجهات النظر.
– لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب، وإنما يتريث فيه حتى تهدأ النفوس، وتبرد الأعصاب، فان الحل في مثل هذه الحال كثيراً ما يكون متشنجاً بعيداً عن الصواب.
– التنازل عن بعض الحقوق فانه من الصعب جداً حل الخلاف اذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه.
– التكيف مع جميع الظروف والأحوال، فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئاً غير متهور ولا متعجل، ولا متأفف ولا متضجر، فالهدوء وعدم التعجل والتهور من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة والنظرة الصائبة للمشكلة.
– يجب أن يعلم ويستقين الزوجان بأن المال ليس سبباً للسعادة، وليس النجاح في الدور والقصور والسير أمام الخدم والحشم، وإنما النجاح يف الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة من الطمع.
– غض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ الغير مقصود، فمن الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط؟
صحيفة الأهرام اليوم