وسط السطور متصور
ووشو الصبوح ومنور أيضا ذلك المحب للإعلام من كل أطياف المجتمع من الذين لا ينام لهم جفن إن لم يروا صورهم كل يوم في الصحف ولا تصريحاتهم حقيقيها والمشتول.
ترى المحب لهذا الظهور يتشابى للصور ويفارق عفويته ولو لمع فلاش موبايل.
الكثيرون من أهل (المرضة) هذه تراهم يكادون يسكنون الصحف ويتبنى بعضهم بعض الأقلام لتنسج حولهم الأفلام.
من السياسيين تجدهم ومن الرياضيين ومن الفنانين ونال آخرون نجومية من تقديم الماء في سرادق العزاءات واشتهر آخرون في المقابر.
يدمنون التصريحات نيابة عن الحزب والحكومة والفنان والنادي.
وأعجب من رأيت فيهم رجلا كان الناس يجلسون في عزاء وهو من المعزين لا أكثر وكان يتحدث في الموبايل فلما ارتفع صوت البعض يطلب (الفاتحة) طقطق لهم بأصابعه وأبعد التلفون عن وجهه وقال (أنا مع الإذاعة يا أخوانا).
وكما تمنى أحد أقاربنا يوما أن يركب في الطيارة فقال لطائرة تطير (يا رب فيها ولو جنازة) فإن الذين يحبون الظهور والسطور والإطلالة قد بلغوا في هذا المجال مبلغا لم تبلغه الإعلانات.
وإنك لتكاد تتهم نفسك بالجنون وأنت تجد برنامجا للعيد مثلا يشبه نفس البرنامج في العيد الماضي بذات الضيوف والمقدم ولولا أنك ترجع للأرشيف لحسبت أن الوضع مخيف فإن الذي اختلف فقط في الجميع هو الزي وإن بقي الجميع يشويك شي.
وإسكتش لأبو جقادو كان معبرا جدا كان يمثل أنه مقدم لحفل عرس فيطلب من الجميع الهدوء وأن الفاصل هذا للعرسان ويلح في إرجاع الجميع مشددا على أبو قميص كبدي.. يا أخونا أبو قميص كبدي الجاي بيه كل حفلة.. ارجع شوية.
وأكباد الناس مقروحة وهي تجد الروتين حتى في برامج ترفيهها..
إن (المعرفة) والصداقة والمصالح هي من تظهر غالبية النجوم في الصحف والإذاعات والقنوات لذلك يبقى أكثر من مجيد وهو بعيد.
ليس لهذه الكتابة أي علاقة بتصريح للشاعر الكبير هاشم صديق في صحيفة حكايات في زمن سابق بأنه أوصى أن لا يخطب فوق قبره علي مهدي بعمته الخضراء ولا أدري هل ذكر درمة بجبته الخضراء أم لا فإن من قال ذلك هو هاشم صديق ولست أنا هيثم صديق.
ان من محن الزمان ان تضع اسمك انت ومن انت سوي نكرة، ان تضع اسمك بجانب هاشم صديق. تبا للانقاذ ان جعلت جهلول مثلك يكره الناس حياتهم. يا عالم البليد ده من اي كهف سحيق متخلف اتي؟