استدعاءات السفراء.. حصار الخرطوم لحفدة (غردون)
في مباني وزارة الخارجية السودانية، وعلى بُعد مسافة قريباً نسبياً من قصر غردون، وقريبة زمنياً من موعد استدعاء السفير البريطاني الأسبق نيكولاس كاي، بسبب تصريحات استنكرتها الخرطوم، على مقربة من كل تلك التواريخ حاصرت الحكومة السودانية –إن جاز لنا التعبير- السفير البريطاني لدى الخرطوم مايكل آرون، وطلبت منه تقديم إيضاحات بشأن تصريحات صحافية أودعها صحيفة محلية.
عن التصريح البريطاني باستحالة إعفاء الدين السوداني طالما كانت جل الرساميل تذهب نواحي العسكرة، وعن الاستدعاء انتهاء باعتذار السفير، نبحث في (الصيحة) مجمل الموقف وتبعاته ورداته.
توقيعات
الخرطوم تخصص ميزانية للمخابرات أعلى من ميزانية التعليم، وهذا خيار داخلي، لكن للآخرين خياراتهم.
نيكولاس كاي
السفير البريطاني السابق
إن كان للندن رغبة في مساعدة السودان في حل قضاياه فلتساعد أو أن تمسك مساعداتها ولسانها.
تعميم صحفي
وزارة الخارجية
لم يكن في نيتي الإساءة إلى السودان، ولن أفعل ذلك في أي يوم من الأيام.
مايكل آرنر
السفير البريطاني لدى الخرطوم
الناطق باسم الخارجية في توضيحات للخارج والداخل
قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، السفير علي الصادق، إن اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية تعطيهم الحق في اتخاذ إجراءات بحق السفراء ممن يتدخلوا في الشؤون الداخلية للبلاد قد تصل إلى الطرد، مشيراً إلى أن عملية الاستدعاء التي تتخذها وزارة الخارجية حيال السفراء لا تتم إلا في حال اتخاذ السفير لفعل يتنافى مع مهامه أو يدلي بحديث لا يستند فيه للمصادر الرسمية.
وأرجع الصادق في حواره مع (الصيحة) عملية الاستدعاء التي جرت للسفير البريطاني مايكل آرون لإدلائه بحديث غير دقيق ولا يستند إلى المصادر الرسمية، وقال: (لو أن السفير البريطاني توجه إلى القنوات الرسمية للدولة لكانت ملكته الحقائق الصحيحة، مستبعداً أن تؤثر عملية الاستدعاء في علاقة البلدين معتبرا إياها بمثابة لفت نظر لما وصفه بـ(سلوك خاطئ).
• الاستدعاءات التي تتم من قبلكم دائما ما تكون لسفراء دول غربية؟
– الاستدعاء يتم لأي سفير معتمد لدى الدولة في حال اتخاذه فعلا يتنافى مع مهامه أو يدلي بأحاديث لا تستند على المصادر الرسمية أو أحاديث مجافية للدقة أو أحاديث ملفقة، أو معارضة للحكومة التي اعتمدتها. والاستدعاء سلوك دبلوماسي قديم وهو موجود منذ اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية ومتبع في كل دول العالم.
• هل تم استدعاء السفير البريطاني مايكل آرون يوم الخميس المنصرم بسبب تدخله في شؤون داخلية كما جاء في المراصد الصحفية؟
– ليس بمعنى التدخل، ولكنه أدلى بحديث لصحيفة من الصحف المحلية وكان حديثاً غير دقيق لأنه تحدث عن ديون السودان وإلغائها وتحدث عن أن موارد الدولة لا تنفق على وجهها الصحيح وحديثه ذلك حديث معارضة وليس حديثا رسميا. والسفير البريطاني مايكل آرون أن توجه إلى وزارة المالية في أمر الديون على السودان لكانت ملكته الحقائق الصحيحة. أيضا حديثه عن الميزانية لو كان توجه به إلى البرلمان لأن الميزانية تعرض على البرلمان لتم تمليكه المعلومة.
كذلك تحدث عن الأوضاع في إقليم دارفور، وقال إنه لا يسمح للعاملين في الحقل البريطاني بالذهاب إلى دارفور، ونشرة (أوشا) التي تتبع لمكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية تقول إن 95% من الطلبات التي تقدم لزيارة دارفور تستجيب لها الدولة. وبالتالي فحديثه عموما غير دقيق ولذلك أعتذر.
• أترى في مقدور السفير البريطاني طلب معلومات وتوضيحات من جهات كالبرلمان والمالية؟
– بالتأكيد نحن نسمح لهم بالذهاب والجلوس مع أي جهة من الجهات الرسمية.
• مسألة الاستدعاء التي تتم في حق سفراء الدول هل يمكن أن تؤثر سلبا في العلاقات بينكم وبين هذه الدول؟
– في الحقيقة هي لا تؤثر ولا تعدو أن تكون مجرد لفت نظر لسلوك خاطئ قد يكون أقدم عليه السفير، ولكنها عموما لا تؤثر سلبا على علاقتنا مع الدول الأخرى، إلا في حال تكررت أو كانت منهجاً للسفراء والسفارات.
• ما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذوها في حال عدم اعتذار السفير عن حديث أدلى به وتسبب في إزعاجكم؟
– في حال كان مصرا على حديثه فاتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية تعطي الدولة الحق في اتخاذ كثير من التصرفات في اقصاها قد تصل إلى الطرد والإبعاد.
• هناك أقاويل عن بريطانيا تحاول فرض وصاية على السودان الذي كان مستعمرا من جانبها؟
– لا أعتقد أنه إحساس بوصاية على السودان، ولكن أعتقد أنهم يخلطون ما بين الأشياء الرسمية وآرائهم الشخصية.
• سبق وأن كتب السفير البريطاني نيكولاس كاي حديثاً انزعجتم له عن ميزانية البلاد وأوجه صرفها فهل تعتقد أن الأمن مسار اهتمام بالنسبة للسفراء البريطانيين؟
– حديثه في الحقيقة لم يزعجنا، ولكنه لو تحدث حديثا صحيحا لما كنا اعترضنا عليه. أما مسألة اهتمام سفراء بريطانيا بالأمن السوداني فلا اعتقده صحيحاً بقدر ما يتبنوا لوجهات نظر معارضة دون التحقق منها، والسفير طالما أنه موجود في البلاد ومعايش لمشاكلها يتوجب عليه أن يذكر الحقيقة.
الصيحة