حوارات ولقاءات

زعيم حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي : توجد فرصة كبيرة لايجاد حل لسلام شامل بوسائل سلمية .. في هذه الحالة سأعود للخرطوم

قبل أكثر من عام، خرج امام الانصار ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي مغاضباً من الخرطوم لقاهرة المعز مستعصماً بها، وهناك قاد حراكاً اقليمياً ودولياً مناهضاً للحكومة ، وداعياً لحوار وطني يفضي لتغيير سلمي بعيداً عن العنف، التقت صحيفة السوداني بالمهدي بمنزله بالقاهرة وجلست معه لأكثر من ساعة في حوار يقلب في الراهن السياسي ومستقبل البلاد والتسوية السياسية.
الحكومة طرحت حواراً وطنياً “الوثبة” لايجاد حلول، ويتهمكم بعدم التعامل معه بجدية؟
صحيح أن النظا م في يناير 2014م وافق على حوار شامل ومفتوح وسمي حوار “الوثبة” ونحن كنا من أكثر الاحزاب حماساً، ولكن صدمنا من ناحيتين، الاولى أن النظام يحرص على رئاسة آلية الحنوار السبعية، وهذا خطأ، لأننا نطرح بأن تكون الرئاسة محايدة وهذا الخلاف الاول والنظام لم يوفر الحريات، وتم اعتقالي بصورة زائفة، وهذا السلوك اجهض حوار الوثبة، وعندما خرجت من السجن قلت علناً أن الحوار لن يستمر بهذه الطريقة ولابد من توفر استحقاقاته، وهو ان يكون شامل ورئاسة محايدة وتوفر الحريات، وإلا فنحن لن نكون طرفاً في هذا الحوار، ووقتها كنا في حوار مع الجبهة الثورية.
لماذا غيرت الحكومة برأيك موقفها وتخلفت وقتها من الحضور لأديس أبابا؟
تخلفت وادعت أن هنالك قصور لوجستي بأن الدعوة وجهت للمؤتمر الوطني وليس لآلية 7+7 والسبب هو أن النظام افتكر انه ليس محتاجاً لهذا الحوار أصلاً لانه يعتقد أن الانتخابات سوف تعطيه دعماً سياسياً، والتحاقه بعاصفة الحزم ستعطيه دعماً اقتصادياً، وانه بالدعمين يستطيع أن يتخذ موقف الاملاء وليس الحوار، وهذا وهم دخل فيه النظام.. ولكن اتضح لهم في الواقع ان الانتخابات اضعفت موقفهم السياسي ومشاركتهم في عاصفة الحزم قبضوا الهواء، ولذلك بدأوا في الحديث عن الحوار بشكل استراتيجي وبدأت تعيينات جديدة لكي تعطي انطباعاً بأن هنالك تغييراً، ولكن كل هذه الضجة ليس بها شئ لأنها لا تضم اطرافاً خارج الحكومة اذن هو حوار داخلي ولا يمكن ان يقبله عاقل ولذلك هم يبيعون لأنفسهم الوهم.
تقييمك لامبيكي والبعض يقول انه خلال ست سنوات لم يفعل شيئاً؟
امبيكي وسيط والنظام صفعه رغم أنه كان يحاول تقريب وجهات النظر، ولكن في اللقاء الاخير صفعه النظام وكأنه يستهتر بمجهود ست سنوات لامبيكي، وهذا غير من نظرته واصبح منحازاً للحوار بدل مراوغات النظام، بجانب صدور قرار مجلس السلم الاخير واصراره على ان عملية الحوار يجب ان تكون شاملة، كما أن القرار وبخ النظام ووضع فترة زمنية 90 يوماً لايجاد حل.
المؤتمر الوطني قال أن لا حوار خارج البلاد، ماذا انتم فاعلون؟
أهل الانقاذ اصلاً لم يوافقوا على أي أمر من الاول ودايماً يقولون لا، وقالوا لا لاتفاق السلام في نيفاشا، وقالوا لا لاتفاق الدوحة ثم وافقوا ثم اليوناميد، وفي رأيي هم لديهم نوع من “الخيال الصبياني” وهو ان ترفض دون أن يكون لديك مقومات الصمود، هم ليس عندهم قدرة لمواجهة هذا الموقف غير حوار داخلي عقيم، والآن واضحاً للقيادة السودانية أن النظام محاصراً أينما ذهب والاوضاع الاقتصادية متدهورة، والسودانيين يهربون بأعداد كبيرة ورؤوس الاموال السودانية تخرج، والموقف كله ادانات، واخطر من ذلك أن السلطة أصبحت في الارض وفي الشارع والنظام أصبح عاجزاً عن حل الاشكاليات مع وجود كثير من المليشيات التي تفكر بأجندة سياسية، والموقف أخطر من أية مرحلة مضت، واذا كان هناك عقلاء في النظام عليهم أن يفكروا لايجاد مخرج، ولكن للأسف العناصر السياسية في النظام أبعدت لصالح الشخصيات الامنية، وهي كوادر ليس لديها المام بالعمل السياسي.
من وصفتهم بالعقلاء في النظام هل هنالك أية خطوات للاتصال بهم أو محاورتهم؟
نحن في اتصال مع كافة هذه العناصر لأننا نعتقد أنها أصبحت واعية، لأن الخط الامني يسوقهم وحزبهم لكارثة، ونقول لهم أنهم أمام موقف يحتاج لوعي ينقذ السودان، وأن تنقذ نفسها من الكارثة التي يقودها الخط العقيم.
في رأيك لماذا يستمر المؤتمر الشعبي والترابي في الحوار بالداخل رغم عدم تنفيذ استحقاقات الحوار؟
ببساطة اخوانا بالمؤتمر الشعبي عندما يتحدثون عن النظام يرون ان تجربة المؤتمر الوطني قد فشلت، ويريدون، ضمن ترتيبات يقومون بها، العودة الى المربع الاول بمعنى أن يرثوا النظام، وهذا أقرب تفسير لأنه حتى الآن المؤتمر الوطني ليس لديه أي عرض للشعبي به جديد، وأقرب الظن أن الشعبي يرى أن الوطني يحتضر ويكون قريباً ليأخذ نصيبه من الوصية.

 

صحيفة السوداني

‫2 تعليقات

  1. عليك الله ما تجي خليك مع السيسي عسي ولعل يوم يقلب عليك يخليك عجاجه وفجاجه.

  2. زمان كان من يسمع كلام الامام يعتبره وهما وللاستهلاك السياسي فقط،ولكن اثبتت الايام صحة كل ما طرحه،
    وكذلك المنشقين والغاضبين من الاسلاميين على الحكومة يؤكدون ذلك بقاعدة شهد شاهد من اهلها(المستلهمة من القرآن الكريم )،ونعني بذلك طرح الحوار ظاهريا ورفضه حقيقة بشتى الذرائع والانفراد بالقرار الذي يهم كل الوطن.