«سباعيات» تيمور الشرقية
من حق الجميع أن يفرحوا بالفوز على أي منتخب منافس، ولكن من حق الحقيقة نفسها أن نكون منطقيين في النقد ساعة الفوز وساعة الخسارة، وأن لا ننجرف في الفرح لمجرد تسجيل سبعة أهداف في شباك تيمور الشرقية، لأن الكويت فازت خارج أرضها على ميانمار بالتسعة وقطر على بوتان 15 صفر والإمارات على ماليزيا 10 صفر، وهذا لا يعني أنهم أقوياء جداً كما سمعت من بعض المحللين وأن المنتخب بخير وأن تكتيكات المدرب الهولندي الجديد بيرت فان مارفيك جيدة جداً، فالرجل محظوظ إلى حدٍ كبير كبير جداً، فأول مباراة تحت قيادته كانت مع تيمور الشرقية والثانية ستكون مع ماليزيا الخاسرة من فلسطين بالستة ومن الإمارات بالعشرة، ولم تكن أولى مبارياته أمام الإمارات مثلاً أو أستراليا أو اليابان أو كورية الجنوبية.
والأكيد أن مارفيك لا يحتاج شهادة مني أو من غيري فإنجازاته تتحدث نيابة عنه، ولكن تعودنا في منطقتنا أن نحكم أولاً وأخيراً بالعاطفة وبالنتائج، وسبق وتم تفنيش من هم أكثر من مافريك مثل كارلوس ألبرتو وسكولاري وزاغالو، بينما تم الحكم على بعضهم حتى قبل أن يبدأوا العمل مثل ريكارد الذي كان رابع هولندي يقود الأخضر السعودي بين 2011 و2013 وهي التجربة التي لم ترض الشارع ولا الإعلام، على رغم أنها لم تأخذ حقها الطبيعي من النضوج تماماً مثل فترة لوبيز كارو الذي أقيل من دون سبب مقنع سوى أن البعض لم يرق لهم الرجل ولم تعجبهم تكتيكاته، وكان (ليو بينهاكر) أول هولندي درب السعودية عام 1994، تلاه مارتن كوبمان في 2002، وواندرلي فاندرليم بين 2002 و2004، وهو ما جعل الهولندي مارفيك المدرب رقم 48 للمنتخب السعودي منذ العام 1957، يوم بات المصري عبدالرحمن فوزي أول مدربيه حتى العام 1961، وصولاً إلى فيصل البدين الذي أشرف على الأخضر في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وأمم آسيا 2019.
وينتمي المدربون الذين تناوبوا على تدريب المنتخب لـ15 جنسية، وهم 12 برازيلياً، و5 سعوديين، ومثلهم هولنديين، و3 من إنكلترا، ومثلهم من مصر، واثنان من الأرجنتين، ومثلهما من البرتغال، وواحد من تونس والمجر والأوروغواي وألمانيا وتشيكيا وصربيا وإسبانيا ورومانيا. كما أن بعض هؤلاء المدربين خصوصاً السعوديين منهم أشرفوا على المنتخب أكثر من مرة، وهم ناصر الجوهر (5 مرات)، ومحمد الخراشي (3 مرات)، والبرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا (مرتين) والألماني أوتو بفيستر (مرتين).
من المبكر الحكم على مارفيك أو على المنتخب وهذا لا يعني أن نقلل من قيمة الفرحة التي ينتظرها محبو الأخضر، ولكن كل شيء بتوازن وبحكمة إن كان فرحاً أو قدْحاً.