قبل وصول قطارات البشير
* رشح في الأخبار أن زيارة الرئيس إلى الصين أثمرت توقيع عدة اتفاقيات، وحوت عقداً لشراء قطارين جديدين (فائقي السرعة)، يضافان إلى قطار النيل، الذي صنعته الصين، واشترته حكومتنا لتبدأ به مساعي إعادة (السكة حديد) سيرتها الأولى، عندما كانت القطارات تمثل وسيلة السفر الأولى بين معظم مدن السودان.
* عهد كان فيه السودانيون (يركبون المفتخر.. ويضبطون ساعاتهم بالقطر).
* كانت (السكة حديد) مثالاً للانضباط والتفاني في خدمة الركاب واحترام المواعيد.
* كانت ملء السمع والبصر، قبل أن يجور عليها الزمان، وتلحق بخدمةٍ مدنيةٍ كانت تشكل مثالاً يحتذى في تجويد العمل لخدمة المواطنين، بدرجةٍ جعلت حكام دولة الإمارات يسندون رئاسة بلدياتهم السبع إلى كوادر سودانية، قامت على أكتافها نهضة تلك الدولة الفتية.
* انقلب الزمان، وفقدنا مفاخرنا الواحدة تلو الأخرى.
* تدهورت الخدمة المدنية، وانهارت (السكة حديد)، وخرج مشروع الجزيرة من نطاق الخدمة، وتخصصت مشافينا في مضاعفة آلام المرضى.
* قبل أن يصل قطارا البشير الجديدان من الصين لا بد أن نستعرض ما حاق بشقيقهما الذي أحضرته هيئة السكك الحديدية ليعمل في نقل الركاب بين الخرطوم وعطبرة، وكيف انهزمت التجربة قبل أن تبدأ.
* واجه القطار الجديد حرباً شرسة ممن تضررت مصالحهم بتدشين خدمته.
* بدأت الحرب بقذفه بالحجارة وتحطيم نوافذه، واستمرت – كما أورد الزميل علي الدالي بالزميلة التيار أمس- بتخفيض سرعته من (90) كيلومتراً في الساعة إلى (60)، ورفع ثمن تذكرته من (40) جنيهاً إلى (55)!
* حولوه من (صاروخ) إلى (سلحفاة)!
* عندما أخفقت كل تلك (الكلتشات) في صرف الركاب عن القطار (المكبّل) لمصلحة بصات تخصصت في حصد الأرواح في طريق التحدي، تم تعديل موعد تحرك القطار من محطة الوطن الكبير، من الثامنة صباحاً إلى الثانية ظهراً، لتكتمل فصول المؤامرة، ويعود الركاب إلى البصات صاغرين.
* كل من يرغب في السفر من عطبرة إلى الخرطوم صباحاً، لن يجد قطاراً يقله، ولن يحظى إلا بخيارٍ واحد.
* تمت هزيمة القطار السريع، لمجاملة أصحاب البصات، على حساب مواطنٍ كان مقدراً له أن يستفيد من التنافس، ويكسب خدمةً أفضل وأسرع وأوفر أمناً، ووقفت السلطة تتفرج على المؤامرة من دون أن تتحرك لحماية مواطنيها واستثماراتها الجديدة.
* إذا كانت قطارا البشير الجديدان سيعانيان من ذات ما (حيك) لقطار النيل، فمن الأجدى توفير مالهما، وصرفه في غرضٍ آخر يفيد الناس.
* الحديث نفسه ينطبق على الطائرات التي تعاقد الرئيس على جلبها من الصين، كي لا تتحول إلى (جراج الطائرات)، وتلحق بأخواتها اللواتي يقبعن في حظائر مطار الخرطوم (كوم خردة)، وينطبق أيضاً على البواخر الست التي حواها الاتفاق، كي تتجنب مصير سابقاتٍ لها، تم بيعهن على هيئة (سكراب).
* القطاران الجديدان يفترض أن يعملا في خط الخرطوم مدني.. وعلى المتضررين المحتملين منهما تجهيز حجارتهم.. و(كلتشاتهم) منذ الآن!
خلاص كملت الشكاوي قلبته سياسة انت لانافع في رياضة ولا سياسة شوف ليك حرفة تانية
دع التشاؤم والاحباظ . وامثالك هم من يجرون السودان الى الوراء . خليك في كورتك التي نزلتم بها الى الحضيض .