ود الشواطين والبرتقالي!
ود الشواطين يمقلب الناس دائماً.. والمقالب تجيئه بدون تدبير.. الشاهد أن صديقي المغترب منذ عقود أهداني ضمن ما أهداني قميصاً برتقالي اللون.. فقلت أما زال صديقي يحسبنا في زهو الشباب نلبس البرتقالي هذا.. زارني ود الشواطين وعلى سبيل الدعابة والمؤانسة حكيت له عن صديقي المهاجر في أمريكا والقميص البرتقالي الذي أهدانيه.. قال منتهزاً الفرصة… أعطني إياه أنا ما زلت شاباً.. منحته إياه في طيب خاطر وفرح بالغنيمة وخرج.
حضر بعد يومين في بداية الصباح وهو يحمل لفافة رماها لي: هاك قميصك تمقلبني أنا يا أستاذ.. أقسمت له أني لم أمقلبه وأنني لم أتبرع بمنحه القميص إلا بعد أن طلبه هو.. قال ألم تعرف بأمر الوقفة الاحتجاجية.. قلت لا.. ما حدث أن أحد الناشطين دعا إلى وقفة احتجاجية صامتة ضد الغلاء وارتفاع أسعار الخدمات على شاطئ النهر.. وعمم في الفيس بوك دعوته مشفوعة بأن يرتدي كل مشارك لوناً برتقالياً حتى يميزه بصفته محتجاً ولم يشترط قميصاً إنما أي زي.. قميص.. بنطال.. طاقية.. جوارب.. حزام.. فقط لابد أن يكون برتقالي اللون.. عرفت السلطات بأمر الوقفة فرابطت قواتها في شاطئ البحر المكان الذي اختاره الناشط للوقفة.. ولإفشال الخطة يتم إيقاف كل من يرتدي البرتقالي.. وكان أن لبس ود الشواطين القميص البرتقالي ثم أخذ يتسكع.. من هناك فجأة تم إيقافه.. صاح: أنا عملت شنو؟!.. إنك ترتدي قميصاً برتقالياً.. سأل في براءة انتو منعتوا لبس القمصان البرتقالية؟! قالوا له أنت مش جاي حسب الدعوة.. سأل دعوة شنو؟.. لم يجبه أحد وتم إيقافه.. لاحظ أن رفاقه يرتدون شيئاً برتقالياً.. فسألهم ما حكاية البرتقالي قالوا له: أنت لا تعرف.. قال لا والله.. قالوا لماذا لبست قميصاً برتقالياً.. سأل بذات البراءة البلهاء هو القمصان البرتقالية منعوها؟.. عرفوه خالي الذهن والصدفة السيئة فقط هي التي رمته في هذا الموقف.. وشرحوا أمر الدعوة للوقفة الاحتجاجية..
وحكاية اللون البرتقالي ففهم وهتف في سره: يعني دا مقلب من الأستاذ.. أصبح ود الشواطين يحلف والله يا جنابو أنا ما ناقش حاجة.. والله أنا ذاتي ما بتاع فيس بوك.. ولا عندي حساب ولا عندي كمبيوتر.. وتلفوني دا هاك فتشو.. وما بتلقى فيه أي حاجة من حاجات الجماعة ديل.. أنا لابس القميص دا ساكت أدوني ليه هدية.. جيبوا المصحف أحلف ليكم.. وبعد أخذ ورد وحليفة وقسم أطلقوا سراحه.. خرج وقال لهم: والله لو ما الدنيا برد كنت أملص ليكم القميص البرتقالي دا هنا.. وأمشي بالفنيلة الداخلية.. عندما عاد إلى الحلة وجد الخبر قد سبقه وأصبحوا يمدحونه بأن أصبح ناشطاً يشارك في هموم الوطن والشباب.. عندما رأى نظرات الإعجاب صمت وأصبح يردد: غايتو قلنا نشارك لكن تذكر جرسته فأضاف لكن دي أول مرة وآخر مرة.