مشار يتهم سلفا كير بخرق الاتفاق واشتعال المعارك بـ (٤) مقاطعات
أعربت قطاعات واسعة بمدينة أويل حاضرة ولاية شمال بحر الغزال الحدودية بدولة جنوب السودان، عن استيائهم البالغ من تنامي حالات التشرد وسط الأسر، والأسر يعزون السبب لارتفاع معدلات الفقر. وقال عدد من المواطنين أن هنالك تزايدا مستمرا لأعداد المتشردين بشوارع مدينة أويل هذه الأيام بينهم أعمار كبيرة، وأوضحوا أن التشرد ساهم في تنامي حالات السرقة بأحياء المدينة، بينما آخرون أرجعوا السبب للفقر الذي استشرى في الولاية بسبب قلة الغذاء، هذا إلى جانب عدم وجود وظائف وسط الشباب مما دفعهم للتشرد، وطالبت مواطنة السلطات في ولاية شمال بحر الغزال بفتح دور للمتشردين أو استيعابهم في القوات النظامية بدلاً عن زجهم في السجون وضربهم في الشوارع. وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
مشار يتهم سلفا كير
اتهم زعيم المعارضة بدولة جنوب السودان رياك مشار حكومة بلاده بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وارتكاب مجزرة بحق المواطنين. وأضاف مشار، أن اليوم الذي شهد توقيع الرئيس سلفا كير على اتفاق السلام، تم الإعلان عن حملة نيلية في جوبا لشن هجمات ضد المدن والقرى النيلية والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأكد زعيم المعارضة، في مؤتمر صحفي، أمس «الإثنين»، بمقر اقامته في العاصمة الأثيوبية، اديس ابابا، ان القوات الحكومية، شنت هجمات على المواطنين بولاية الوحدة والمناطق الخاضعة لسيطرتها، مشيراً الى أن العملية تمت من خلال تحريك فوج من قوات الحكومة عبر بوارج نيلية وآليات عسكرية، وأوضح مشار، الى ان سلفا كير، أصبح غير قادر السيطرة على قواته، وأنه ربما يحتاج الى مساعدة المجتمع الدولي. مشيراً الى اقتتال عنيف يجري بين قواته والجيش الحكومي، في ولاية الوحدة بأربع مقاطعات «لير، وميانديغ ، وكوج، وربكونا»، واعتبر مشار أن ما تقوم به قوات المعارضة يعتبر دفاعا عن النفس، موجهاً اتهامه الى حكومة جنوب السودان، التي وصفها بحكومة جوبا، وأنها قامت بارتكاب مجزرة تاريخية عشية توقيع الاتفاق، وأضاف ان الحكومة ارتكبت مذبحة بحق «600» من السجناء السياسيين، وطالب سلفا كير بالسيطرة على قواته من الخروقات الخطيرة جداً، كما رفض مشار أن يكون الاتفاق الموقع قد انهار بهذه الخروقات، لافتاً أنها يمكن السيطرة عليها اذا ما صدقت النوايا بالالتزامات.
المنشقون يدعون
أعلنت مجموعة من القيادات العسكرية والسياسية التي انشقت عن الحركة الشعبية في المعارضة بقيادة رياك مشار عن رفضهم لاتفاق السلام الذي وقع عليه الرئيس كير وزعيم المتمردين رياك مشار مؤخرا. ودعت المجموعة التي أطلقت على نفسها الحزب الفدرالي الديمقراطي بقيادة وزير الشباب والثقافة والرياضة الأسبق في حكومة جنوب السودان قبريال شانقسون شانق، الهيئة الحكومية للتنمية الإيقاد لاعتماد استراتيجية جديدة في عملية السلام. وقالت المجموعة في بيان: نحن نعتقد أن الإيقاد ينبغي أن تتبني استراتيجية جديدة في مفاوضات السلام. ونعتقد أنه من أجل تحقيق سلام دائم في جنوب السودان، يجب إدراج جميع الأطراف وأصحاب المصلحة في الصراع الدائر في محادثات السلام بحيث أن أي اتفاق يجب أن تكون مملوكة من قبل جنوب السودان. وانتقد البيان الإيقاد التي ترعى محادثات السلام لإنهاء أكثر من 20 شهرا من الصراع في البلاد، بزعم أنها حصرت المفاوضات في عدد قليل من الأطراف الأمر الذي يتعارض مع روح السلام. وبحسب البيان فإن الإيقاد ينبغي أن تسمح بمناقشات مفتوحة حول الأسباب الجذرية التي أدت إلى اندلاع الصراع. وأعربت المجموعة عن شكوكها حول ما إذا كان الرئيس سلفا كير ورياك مشار سوف يكونان قادرين على العمل معا بعد أن فشلا في كسب الثقة بينهما على الرغم من أنهما عملا سويا لمدة ثماني سنوات في نفس الحكومة. وقال البيان عمل كل من الرئيس كير والدكتور رياك مشار مع بعضها البعض لمدة ثماني سنوات ولا يمكن أن يثقا في بعضهما البعض. ونشك حول ما إذا كان هذان الزعيمان سوف يجددا الثقة في ما بينهما خلال وقت وجيز في الفترة الانتقالية. وبسبب عدم الثقة بين الزعمين فإنه يبقى أن نرى ما إذا كانت مجزرة جوبا ستعيد نفسها. وأضافوا أن اتفاق السلام فشل في الاعتراف بمجزرة جوبا، واصفين هذا بالأمر المخيب للآمال جدا بالنسبة لمجتمع النوير بشكل عام ولأسر الشعب الذين ذبحوا على وجه الخصوص. وأضاف البيان هذا يدل على عدم احترام الموتى ويمكن ان يزيد من المشاعر التي يمكن أن تهدد المصالحة وتضميد الجراح بين النوير والدينكا. وأضاف البيان أيضا أن السلام المفروض فرضاً سيكون من الصعب أن يغير مواقف وسلوكيات الأشخاص الذين شاركوا في الصراع، وبالتالي خلق الحاجة إلى إشراك أصحاب المصلحة الآخرين في المفاوضات.
جوبا ترفض
أعلنت وزارة الخارجية بدولة جنوب السودان بان القوات اليوغندية لن تنسحب من بلادها كما ورد في اتفاق سلام دول إيقاد بحسب النص الذي ورد بخروج جميع القوات الاجنبية من البلاد بغضون «45» يوماً من الاتفاق، والناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي السفير ميوين ماكول بان القوات اليوغندية موجودة باتفاق ثنائي بين البلدين ولا تخضع لاتفاق سلام دول إيقاد لانها موجودة لمحاربة جيش الرب، يشار الى ان القوات اليوغندية موجودة في ولاية غرب الاستوائية تحت مسمى محاربة جيش الرب، وفي السياق نفسه علق احد المراقبين الدوليين عن كيفية عمل القوات اليوغندية بعد إغلاق المعارضة المسلحة التى يقودها رياك مشار لطريق «جوبا – نمولي» كما ان طريق «جوبا – كبويتا» ايضا غير آمن بسبب العصابات المسلحة هذا غير طريق «جوبا ــ ياي» الوعر، كما أفاد المراقب ان القوات اليوغندية اصبحت محاصرة بسبب تلك الطرق حيث لا يوجد ممر آمن حتى للخروج من جنوب السودان.
اجتماع موسفيني
دعا الرئيس اليوغندي يوري موسفيني اعضاء الحركة الشعبية في المعارضة المسلحة بإيجاد اعدائهم الحقيقيين خلال اجتماعه بقصر الرئاسة في عنتيبي امس مع وفد المعارضة الذي يقودها نائب رئيس المعارضة الجنرال ألفريد لادو غور، كما حث موسفيني الوفد على تجنب القبلية لأنها تعرقل ازدهارها، وقال الرئيس موسفيني بان شعبي جنوب السودان ويوغندا كانا واحدا عندما كانت الخرطوم تقاتل جنوب السودان، في المقابل حيا نائب رئيس المعارضة، ألفريد لادو الرئيس موسفيني لضمان إكمال عملية السلام بنجاح وانهم يتطلعون إلى حكمته في ردم الهوة بين مجموعة رياك مشار والرئيس سلفا كير، خاصة أن الرئيس موسفيني لعب دورا رائدا ليس فقط من أجل انفصال جنوب السودان لكن أيضا لعملية السلام.
أودينغا في جوبا
زار رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا دولة جنوب السودان في اطار دعمه لتحقيق السلام في البلاد الذي يعيش في حرب اهلية بين الحكومة والمعارضة، وقال الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي السفير ميوين ماكول بان الرئيس الكيني السابق جاء للتضامن مع شعب جنوب السودان بمناسبة توقيع الاتفاق، يشار الى ان اودينغا اجتمع مع نائب الرئيس جيمس واني إيغا بحضور عدد من الدبلوماسيين الغربيين ولم يصدر بيان عن المباحثات التى جرت بين إيغا وأودينغا.
وصول جثمان مناني
قال الناطق الرسمي باسم الشرطة العقيد جيمس ماندي بأن جثمان سفير البلاد بدولة سويسرا أليسون مناني مقايا وصل إلى العاصمة جوبا. وأوضح أن الجثمان وصل إلى مطار جوبا حوالي الساعة الثانية ظهراً ومن ثم سينقل جثمانه إلى منزله بمونكي، كما سينقل الجثمان في اليوم «الثلاثاء» إلى البرلمان القومي ومن ثم نقله بالطائرة إلى مقاطعة مريدي ليتم دفنه هناك.